الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ذِكرِ الخَبَرِ الذي يَجمَعُ النَّهىَ عن الصَّلاةِ في جَميعِ هَذِه السّاعاتِ
4442 -
أخبرَنا أبو صالِحِ ابنُ أبي طاهِرٍ العَنبَرِىُّ، حدثنا جَدِّى يَحيَى بنُ مَنصورٍ القاضِى، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا أحمدُ بنُ يوسُفَ الأزدِىُّ، حدثنا النَّضرُ بنُ محمدٍ، حدثنا عِكرِمَةُ، حدثنا شَدّادُ بنُ عبدِ اللهِ أبو عَمّارٍ ويَحيَى ابنُ أبي كَثيرٍ، عن أبي أُمامَةَ - قال عِكرِمَةُ: وقَد لَقِىَ شَدّادٌ أبا أُمامَةَ وواثِلَةَ، وصَحِبَ أنَسًا إلى الشّامِ، وأَثنَى عليه فضلًا وخَيرًا، عن أبي أُمامَةَ - قال: قال [عمرُو بنُ عَبَسَةَ]
(1)
السُّلَمِىُّ: كُنتُ وأَنا في الجاهِليَّةِ أظُنُّ أنَّ النّاسَ على ضَلالَةٍ، وأنَّهُم لَيسوا على شَئٍ وهُم يَعبُدونَ الأوثانَ. قال: فسَمِعتُ برَجُلٍ بمَكَّةَ يُخبِرُ أخبارًا، فقَعَدتُ على راحِلَتِى، فقَدِمتُ عليه فإِذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُستَخفيًا، جُرَءاءُ عليه قَومُه، فتَلَطَّفتُ حَتَّى دَخَلتُ عليه بمَكَّةَ فقُلتُ له: ما أنتَ؟ قال: "أنا نَبِىٌّ". فقُلتُ: وما نَبِىٌّ؟ قال: "أرسَلَنِي اللهُ". فقُلتُ: بأَىِّ شَئٍ أرسَلَكَ؟ قال: "أرسَلَنِي بصِلَةِ الأرحامِ، وكَسرِ الأوثانِ، وأن [تُوَحِّدَ اللهَ لا تُشرِكَ به شَيئًا]
(2)
". فقُلتُ له: مَن مَعَكَ على هَذا؟ قال: "حُرٌّ وعَبدٌ". قال: ومَعَه يَومَئذٍ أبو بكرٍ وبِلالٌ مِمَّن آمَنَ به، فقُلتُ: إنِّي مُتَّبِعُكَ. قال: "إنَّكَ لا تَستَطيعُ ذَلِكَ يَومَكَ هذا، ألا تَرَى حالِى وحالَ النّاسِ؟ ولَكِنِ ارجِعْ إلى أهلِكَ، فإِذا سَمِعتَ بي قَد ظَهَرتُ فأْتِنِي". فذَهَبتُ إلى أهلِى، وقَدِمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المَدينَةَ،
(1)
في س، ص 2:"عمر بن عنبسة". وينظر تهذيب الكمال 22/ 118.
(2)
في م: "يوحد الله لا يشرك به شيئًا".
وكُنتُ في أهلِى فجَعَلتُ أتَخَبَّرُ الأخبارَ، وأَسأَلُ كُلَّ مَن قَدِمَ مِنَ النّاسِ، حَتَّى قَدِمَ عَلىَّ نَفَرٌ مِن أهلِ يَثرِبَ مِن أهلِ المَدينَةِ فقُلتُ: ما فعَلَ هذا الرَّجُلُ الذي قَدِمَ المَدينَةَ؟ فقالوا: النّاسُ إلَيه سِراعٌ، وقَد أرادَ قَومُه قَتلَه، فلَم يَستَطيعوا ذَلِكَ. قال: فقَدِمتُ المَدينَةَ، فدَخَلتُ عليه فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ أتَعرِفُنِي؟ قال: "نَعَم، ألَستَ الذي لَقيتَنِى بمَكَّةَ؟ ". قال: قُلتُ: يا نَبِىَّ اللهِ، أخبِرْنِى عَمّا عَلَّمَكَ اللهُ وأَجهَلُه، أخبِرْنِى عن الصَّلاةِ. قال:"صَلِّ صَلاةَ الصُّبحِ، ثم أقصِرْ عن الصَّلاةِ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ حَتَّى تَرتَفِعَ، فإِنَّها تَطلُعُ حينَ تَطلُعُ بَينَ قَرنَىْ شَيطانٍ، وحَينَئذٍ يَسجُدُ لها الكُفّارُ، ثم صَلِّ، فالصَّلاةُ مَشهودَةٌ مَحضورَةٌ حَتَّى يَستَقِلَّ الظِّلُّ بالرُّمحِ، ثم أقصِرْ عن الصَّلاةِ، فإِنَّ حينَئذٍ تُسجَرُ جَهَنَّمُ، فإِذا أقبَلَ الفَئُ فصَلِّ، فإِنَّ الصَّلاةَ مَشهودَةٌ مَحضورَةٌ حَتَّى تُصَلِّىَ العَصرَ، ثم أقصِرْ عن الصَّلاةِ حَتَّى تَغرُبَ الشَّمسُ، فإِنَّها تَغرُبُ بَينَ قَرنَىْ شَيطانٍ، وحَينَئذٍ تَسجُدُ لها الكُفّارُ". قَالَ: قُلتُ: يا نَبِىَّ اللهِ، فالوُضوءُ حَدِّثنِي عَنه. قال:"ما مِنكُم رجلٌ يُقَرِّبُ وَضوءَه، فيُمَضمِضُ ويَستَنشِقُ فيَنتَثِرُ إلا خَرَّت خَطايا وجهِه مِن أطرافِ لِحيَتِه وخَياشيمِه مَعَ الماءِ، ثم يَغسِلُ يَدَيه إلى المِرفَقَينِ إلا خَرَّت خَطايا يَدَيه مِن أنامِلِه مَعَ الماءِ، ثم يَمسَحُ رأسَه إلا خَرَّت خَطايا رأسِه مِن أطرافِ شَعرِه مَعَ الماءِ، ثم يَغسِلُ قَدَمَيه إلى الكَعبَينِ إلا خَرَّت خَطايا رِجلَيه مِن أنامِلِه مَعَ الماءِ، فإِنْ هو قامَ فصَلَّى فحَمِدَ اللهَ وأثنَى عليه ومَجَّدَه بالَّذِى هو له أهلٌ وفَرَّغَ قَلبَه للهِ إلا انصَرَفَ مِن خَطيئَتِه كَهَيئَتِه يَومَ ولَدَته أُمُّه". فحَدَّثَ عمرُو بنُ عَبَسَةَ بهَذا الحديثِ أبا أُمامَةَ صاحِبَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ له أبو أُمامَةَ: يا عمرُو انظُرْ ماذا تَقولُ، في مَقامٍ واحِدٍ يُعطَى هذا الرَّجُلُ؟ فقالَ
عمرٌو: يا أبا أُمامَةَ لَقَد كَبِرَت سِنِّى، ورَقَّ عَظمِى، واقتَرَبَ أجَلِى، وما بي حاجَةٌ أن أكذِبَ على اللهِ ولا على رسولِه، لَو لم أسمَعْه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا مَرَّةً أو مَرَّتَينِ أو ثَلاثًا - حَتَّى عَدَّ سَبعَ مَرّاتٍ - ما حَدَّثتُ به أبَدًا، ولَكِنِّى قَد سَمِعتُه أكثَرَ مِن ذَلِكَ
(1)
. رواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أحمدَ بنِ جَعفَرٍ المَعقِرِىِّ عن النَّضرِ بنِ محمدٍ، إلا أنَّه زادَ في ذِكرِ الوُضوءِ عندَ قَولِه:"فيَنتَثِرُ إلا خَرَّت خَطايا وجهِه وفيه وخَياشيمِه مَعَ الماءِ، ثم إذا غَسَلَ وجهَه كما أمَرَه اللهُ إلا خَرَّت خَطايا وجهِه مِن أطرافِ لِحيَتِه مَعَ الماءِ"
(2)
. وكأَنَّه سَقَطَ مِن كِتابِنا.
وَلَه شاهِدٌ مِن حَديثِ أبى سَلَّامٍ عن أبي أُمامَةَ:
4443 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ نافِعٍ، حدثنا محمدُ بنُ مُهاجِرٍ، عن العباسِ بنِ سالِمٍ، عن أبي سَلَّامٍ، عن أبي أُمامَةَ، عن عمرِو بنِ عَبَسَةَ السُّلَمِىِّ أنَّه قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ أىُّ اللَّيلِ أسمَعُ؟ قال: "جَوفُ اللَّيلِ الآخِرِ، فصَلِّ ما شِئتَ؛ فإِنَّ الصَّلاةَ مَشهودَةٌ مَكتوبَةٌ حَتَّى تُصَلِّىَ الصُّبحَ، ثم أقصِرْ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ فتَرتَفِعَ قِيسَ رُمحٍ
(3)
أو رُمحَينِ، فإِنَّها تَطلُعُ بَينَ قَرنَىْ شَيطانٍ ويُصَلِّى لها الكُفّارُ، ثم صَلِّ ما شِئتَ، فإِنَّ الصَّلاةَ مَشهودَةٌ مَكتوبَةٌ حَتَّى يَعدِلَ الرُّمحُ ظِلَّه، ثم أقصِرْ فإِنَّ جَهَنَّمَ تُسجَرُ وتُفتَحُ أبوابُها، فإِذا زاغَتِ الشَّمسُ فصَلِّ ما شِئتَ، فإِنَّ الصَّلاةَ مَشهودَةٌ حَتَّى تُصَلِّىَ
(1)
أخرجه أحمد (17019) عن عكرمة عن شداد عن أبي أمامة به مطولًا. وتقدم في (383) من طريق النضر بن محمد، وسيأتي في (13225).
(2)
مسلم (832).
(3)
قيس رمح: أي قدر رمح. النهاية 5/ 131.
العَصرَ، ثم أقصِرْ حَتَّى تَغرُبَ الشَّمسُ، فإِنَّها تَغرُبُ بَينَ قَرنَىْ شَيطانٍ فيُصَلِّى لها الكُفّارُ". قال: وقَصَّ حَديثًا طَويلًا
(1)
.
4444 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو عُتبَةَ أحمدُ بنُ الفَرَجِ، حدثنا ابنُ أبي فُدَيكٍ، حدَّثَنى الضَّحّاكُ بنُ عثمانَ، عن المَقبُرِىِّ، عن أبي هريرةَ قال: سألَ صَفوانُ بنُ المُعَطَّلِ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي سائلُكَ عن أمرٍ أنتَ به عالِمٌ وأَنا به جاهِلٌ، هَل مِن ساعاتِ اللَّيلِ والنَّهارِ ساعَةٌ تُكرَهُ فيها الصَّلاةُ؟ قال:"نَعَم، إذا صَلَّيتَ الصُّبحَ فدَعِ الصَّلاةَ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ، فإِنَّها تَطلُعَ بَينَ قَرنَىِ الشَّيطانِ، ثم الصَّلاةُ مَحضورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تَستَوِىَ الشَّمسُ على رأسِكَ كالرُّمحِ، فإِذا استَوَت على رأسِكَ كالرُّمحِ فدَعِ الصَّلاةَ، فإِنَّ تِلكَ السّاعَةَ تُسجَرُ فيها جَهَنَّمُ، وتُفتَحُ فيها أبوابُها حَتَّى تَرتَفِعَ الشَّمسُ عن جانِبِكَ الأيمَنِ، فإِذا زالَتِ الشَّمسُ فالصَّلاةُ مَحضورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّىَ العَصرَ، ثم دَعِ الصَّلاةَ حَتَّى تَغرُبَ الشَّمسُ"
(2)
.
ورواه عِياضُ بنُ عبدِ اللهِ القُرَشِىُّ عن سعيدٍ المَقبُرِىِّ بنَحوِه، إلا أنَّه لم يُسَمِّ السّائلَ، وزادَ في آخِرِه:"ثم الصَّلاةُ مَشهودَةٌ مَحضورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّىَ الصُّبحَ"
(3)
.
(1)
أبو داود (1277). وأخرجه ابن خزيمة (260) عن الربيع بن نافع به مطولًا. وقال الألباني في صحيح أبي داود (1137): صحيح دون جملة: جوف الليل.
(2)
أخرجه ابن ماجه (1252)، وابن حبان (1542) من طريق ابن أبي فديك به. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (1035).
(3)
أخرجه ابن خزيمة (1275)، وابن حبان (1550) من طريق عياض به.