الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَى صَحَابَتِهِ ضَحَايَا، فَبَقِيَ عَتُودٌ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"ضَحِّ أَنْتَ بِهِ".
الثالث:
(عَتُود) بضم المثناة: من ولد المعز خاصة، وجمعه: أَعتِدَة.
* * *
8 - بابُ قَوْل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بُرْدَةَ: ضَحِّ بِالْجَذَعِ مِنَ الْمَعَزِ، وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ
(باب قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأبي بُردةَ)
5556 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ ابْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: ضَحَّى خَالٌ لِي، يُقَالُ لَهُ: أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنَ الْمَعَزِ، قَالَ:"اذْبَحْهَا وَلَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ"، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ".
تَابَعَهُ عُبَيْدَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وإِبْرَاهِيمَ.
وَتَابَعَهُ وَكِيعٌ، عَنْ حُرَيْثٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَقَالَ عَاصِمٌ وَدَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: عِنْدِي عَنَاقُ لَبَنٍ.
وَقَالَ زُبَيْدٌ وَفِرَاسٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: عِنْدِي جَذَعَةٌ. وَقَالَ أَبُو الأَحْوَصِ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ: عَنَاقٌ جَذَعَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: عَنَاقٌ جَذَعٌ، عَنَاقُ لَبَنٍ.
(داجنًا) هي الشاةُ التي أَلِفَتِ البيوتَ واستَأنسَتْ، قيل: وإنما لم يقل: داجِنَة؛ لأن الشاةَ مما يفرق من الجنس، وواحده بالتاء، فتأنيثُه وتذكيرُه يَظهر بالوصف، وأُجيب: بأن هذا التقديرَ لا يصحُّ هنا؛ لأن الجَذَعةَ للمؤنث، فيَلزَمُ أن يكونَ مذكرًا مؤنثًا، فالأَولى أن يُقال: الداجن، صار اسمًا للآلف في البيت، واضمحل معنى الوصفية عنه، فاستوى المُذكَّرُ والمُؤنَّثُ.
(وتابعه وَكيع) وصلَه أبو الشيخ في كتاب "الأضاحي" له.
(وقال عاصم) وصلَه أبو عَوانة في "صحيحه".
(وداود) وصلَه أحمد ومسلم، وهو موصولٌ أيضًا في "مسند الحارث".
(وقال زيد) موصولٌ بعدُ بقليلٍ.
(وفراس) موصولٌ بعدُ بثلاثة أبواب.
(وقال أبو الأحْوَص) موصولٌ في (العيدين).
(وقال ابن عون) موصولٌ في (الأيمان والنذور).
قال (ك): قال أولًا وثانيًا: تابَعَه؛ لأن القولَ إنما يُستعمَل إذا
كان على وجه المُذاكَرة، وأما المُتابَعَةُ فعندَ النقل والتحمُّل.
(عَنَاق) هي الأُنثى من المعز، خلافًا لزعم الداودي أنها أعمُّ من الذَّكَر والأنثى، وأن قولَه:(لبَن) هو الذي خصَّص العمومَ بكونها أُنثى، وهو عجيبٌ، فإن معنى (لبَن)، أي: تَرضَع أُمَّها، وإلا لَكانت ثَنِيَّةً أو فوقَها لو أُريد ذاتَ لبَنٍ.
* * *
5557 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبةُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: ذَبَحَ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَبْدِلْهَا"، قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي إِلَّا جَذَعَةٌ، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ، قَالَ:"اجْعَلْهَا مَكَانَهَا، وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ".
الثاني:
(فقال: ليس عندي إلا جَذَعة) اختلفت الرواياتُ في التعبير عن ذلك؛ ففي رواية: (عَنَاق)، وفي رواية:(جَذَعة)، ورواية جمع بينهما لا يؤثر؛ لأن المرادَ من الكل واحدٌ، وكذلك في رواية:(جَذَعة) بالتاء، وفي أخرى:(جَذَع) بلا تاء، لا تنافِيَ بينهما؛ لأن التاءَ في (جَذَعة) للوحدة، والمراد بالجَذَع: الجنس.