الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَارْحَمْنِي، وَألحِقْنِي بِالرَّفِيقِ".
الرابع:
(بالرفيق الأعلى)؛ أي: الملائكة أصحاب الملأ الأعلى، لا يقال: هذا تمنٍّ للموت؛ لأنَّ الإلحاقَ بهم إنما يكون بعد الموت، لأن النهيَ عن تمنِّيه صريحًا، لا تمنِّي ما يستلزمه، أو أن النهيَ يكون عن ضرٍّ أصابَه، وهذا إنما هو للاشتياق إليهم.
قال (ط): أو لأنه علمَ بأنه ميتٌ في يومه، ورأى الملائكةَ المُبشِّرةَ له عن ربِّه عز وجل بالسرور الكامل، ولهذا قال لفاطمة:"لا كَربَ على أَبِيكِ بعدَ اليومِ"، وكانت نفسُه مغرغرة في اللحاق بكرامة الله تعالى وسعادة الأبد، وكان ذلك خيرًا له من كونه في الدنيا، وبهذا أمرَ أُمَّتَه حيث قال:"فَلْيَقل: اللهمَّ تَوَفَنِي ما كانَتِ الوفاةُ خيرًا لي".
* * *
20 - بابُ دُعَاءِ الْعَائِدِ لِلْمَرِيضِ
وَقَالَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا:"اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا"، قَالَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(باب دعاء العائد للمريض)
قوله: (وقالت عائشةُ بنتُ سعد) هو ابن أبي وقاص، والروايةُ
موصولةٌ في (الطب).
* * *
5675 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبو عَوَانة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أتى مَرِيضًا، أَوْ أُتِيَ بهِ قَالَ:"أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا".
قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ وَإبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبِي الضُّحَى: إِذَا أُتِيَ بِالْمَرِيضِ، وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى وَحْدَهُ، وَقَالَ: إِذَا أتى مَرِيضًا.
(البأس) هو الشدة والعذاب والحُزن.
(ربَّ الناس) منادى مضاف.
(إلا شفاؤُك) الحصرُ فيه مُؤكِّدٌ للحصر السابق في (أنتَ الشافي)؛ لأن خبر المبتدأ المُعرَّف باللام للحصر، فالدواءُ لا ينفعُ إذا لم يَخلُقِ اللهُ فيه الشفاءَ.
(شفاء) تكميلٌ لقوله: (اشفِ)، والجملتانِ مُعترِضتانِ بين الفعل والمفعول المطلق.
(يغادر)؛ أي: لا يترك.