الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه: أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةِ فَأمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ -يَعْنِي: الإبِلَ- فَيَشْرَبُوا مِنْ ألبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ، فَشَرِبُوا مِنْ ألبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانهمْ، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الإبِلَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ، فَجيءَ بِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ.
قَالَ قتادَةُ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ أَنْ تنزِلَ الْحُدُودُ.
(اجْتَوَوا)؛ أي: كرهوا المقامَ بالمدينة.
واعلَمْ أنه قد سبق في (الطهارة) في (باب أبوال الإبل) وجهُ إذنه لهم في شربها، أو أنه إما لطهارتها كما يقول مالكٌ، أو للمداوة، أو كان ذلك قبلَ نزول التحريم.
* * *
7 - بابُ الْحبَّةِ السَّوْدَاءِ
(باب حَبَّة السوداء)
من إضافة الموصوف إلى الصفة، والأصل: الحَبَّة السوداء.
5687 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا
إسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ فَمَرِضَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهْوَ مَرِيضٌ، فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، فَقَالَ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحُبَيْبةِ السَّوْداءِ، فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا فَاسْحَقُوهَا، ثُمَّ اقْطُرُوهَا فِي أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زيتٍ فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ، فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثتنِي: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْداءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ إلَّا مِنَ السَّامِ"، قُلْتُ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ.
الحديث الأول:
(الحُبَيبة السوداء) تصغيرُ (الحَبَّة السوداء) تصغيرَ تحبيبٍ.
(إن هذه الحَبَّةَ السوداءَ شفاءٌ من كلِّ داءٍ) قال (خ): عامٌّ أُريد به خاصٌّ؛ إذ ليس يجتمع في طبعِ شيءٍ جميعُ القوى التي تُقابَل بها الطبائعُ كلُّها في معالجة الأدواء على اختلافها، وإنما أراد به شفاءً من كلِّ داءٍ يحدث من الرطوبة والبَلغَم؛ لأنها حارٌّ يابسٌ، فهو شفاءٌ لا للداء المُقابل له في كل الرطوبة والبرودة، وذلك أن الدواءَ أبدًا بالمُضادِّ، كما أن الغذاءَ بالمُشاكِل.
قال (ك): يحتمل إرادة العموم لكن بتركُّبِه مع غيره، بل يتعيَّن العمومُ بدليل الاستثناء، وهو معيارُ العموم، فهو ممكنٌ أَخبرَ الصادقُ عنه بذلك، فوجب قَبولُه، أما السُّعُوطُ بها على ما قال ابنُ أبي عَتيق فليس في الحديث، وإنما هو مِن قِبَلِ نفسِه، فلعل الموصوفَ له ذلك
كان مزكومًا، فتَنفعُه رائحتُه.
(السَّام) بخفة الميم.
* * *
5688 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أخْبَرَني أبُو سَلَمَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "فِي الْحَبَّةِ السَّوْداءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ إِلَّا السَّامَ".
قَالَ ابْنُ شهَابٍ: وَالسَّامُ: الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ السَّوْداءُ: الشُّونيزُ.
الثاني:
(الشُّونيز) بفتح المعجمة وكسر النون وبالزاي، كذا قيَّده (ع)، وقال القُرْطُبي: بضم الشين، وقيل: بالفتح، وقال ابن الأعرابي: إنه الشِّيِنيز بالكسر، كذا تقوله العربُ، وقال الحَربي: إنه الخَردل، وما قاله ابنُ شهاب أَولَى؛ إذ لا يوجد في غير الشُّونيز من المنافع ما فيه، ففي الطبِّ فيه اثنان وعشرون منفعةً، منها ما قال جالينوس: إنها تحلُّ النفخَ، وتقتلُ دُودَ البطن، وتَنفي الزُّكامَ، وتُدرُّ الطَّمثَ، وتنفعُ الصُّداعَ، وتقطعُ البُثُورَ والجَرَبَ، وتُحلل الأورامَ البَلغَميةَ، وتنفعُ من نهشة الرُّتَيلاء، وإذا بُخِّرَ به طُرِدَ الهَوَامُّ، وقال غيرُه: ويُذهبُ حُمَّى