الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخامس:
في معنى ما سبق.
* * *
39 - بابُ النَّفْثِ في الرُّقْيَةِ
(باب النَّفْث في الرُّقية)
5747 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قتادَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَيتعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا، فَإنَّهَا لَا تَضُرُّهُ".
وَقَالَ أَبو سَلَمَةَ: وَإِنْ كنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا أثقَلَ عَلَيَّ مِنَ الْجَبَلِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا.
الحديث الأول:
(الرُّؤيا)؛ أي: الصالحة.
(من الله)؛ أي: بشارةٌ منه للعبد ليُحسنَ بها ظنَّه، ويُكثرَ عليها شكرَه، وإلا فالكلُّ من الله تعالى، وقيل: هي إضافةُ تشريفٍ.
(والحُلم) بضم اللام وسكونها، أي: الرُّؤيا المكروهة الكاذبة.
(من الشيطان)؛ أي: يُريها الشيطانُ للإنسان ليُحزِنَه ويَسوءَ ظنُّه بربِّه ويَقلَّ حظُّه من الشكر، ولذلك أَمَرَ أن يَبصقَ وَيتعوَّذَ من شرِّه، كأنه يقصدُ به طردَ الشيطان، وقال المَازَرِيُّ: يَخلقُ اللهُ في قلب النائم اعتقاداتٍ، فيَخلقُ الاعتقادُ الذي هو علامةُ الخير بغير حضرة الشيطان، والشرَّ بحضرته، فنُسبَ ذلك للشيطان مجازًا؛ إذ الكلُّ من الله تعالى.
(ثلاث مرات)؛ أي: طردًا للشيطان وتحقيرًا له.
(ويتعوَّذ) بالجزم، وهذا وجهُ مطابقة الترجمة بالرُّقية؛ لأن التعوُّذَ رُقيةٌ.
(فما هو)؛ أي: الشأنُ إلا سماعي.
* * *
5748 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونس، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ في كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتكَى كَانَ يَأمُرُني أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ، قَالَ يُونس: كُنْتُ أَرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أتى إِلَى فِرَاشِهِ.
الثاني:
(وبالمُعَوِّذَتين) بكسر الواو.
* * *
5749 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْطَلَقُوا في سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نزَلُوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْء لَا يَنْفَعُهُ شَيءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ نزَلُوا بِكُمْ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأتوْهُمْ فَقَالُوا: يَا أيُّهَا الرَّهْطُ! إِنَّ سَيدَنَا لُدِغَ، فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْء، لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَيْءٌ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نعُمْ، وَاللهِ إِنِّي لَرَاقٍ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُم عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الْغَنَم، فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يتفُلُ وَيقْرَأ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حَتَّى لَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي مَا بِهِ قَلَبَةٌ، قَالَ فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نأتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأمُرُنَا فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ:"وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْية؟ أَصَبْتُمُ، اقْسِمُوا واضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ".
الثالث:
(فقال بعضُهم: نعم) هو أبو سعيد.
(نشيط)(1) قيل: صوابه: أنشط.
قال الجَوهري: أَنشطتُه، أي: أَحلَلتُه، ونشطتُه، أي: عَقَدتُه.
(عِقَال) بكسر العين: الحَبل الذي يُشدُّ به.
(قَلَبة) بقاف ولام وموحدة مفتوحات، أي: علةٌ ينقلب لها، فينظر إليه.
قال (ش): أصلُه من: القُلاب بضم القاف، وهو داءٌ يأخذُ بالبعير يُمسك قلبَه فيموتُ من يومه، وقيل: معناه: ما به من داءٍ يُقلَب له.
(الذي رَقَى) لا ينافي ما سبق أن الكارهين المانعين أصحابُه؛ لأن ذاك كان للأخذ، وهذا للقِسمة، أو كانت الكراهةُ منهم أولًا وهذا آخرًا، وقِسمتُه عليهم مُروءةٌ لا وتبَرُّعٌ، وإلا فهو ملكٌ له.
(واضرِبُوا لي معكم بسهمٍ) من تطييب قلوبهم والمبالغة في تعريفهم أنه حلالٌ.
* * *
(1)"نشيط" ليس في الأصل.