الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - باب الاِحْتِبَاءِ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ
(باب الاحتِبَاء في ثوبٍ واحدٍ)
5821 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: نهُى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَحْتَبِي الرَّجُلُ في الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ بِالثَّوْبِ الْوَاحِدِ، لَيْسَ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ، وَعَنِ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ.
5822 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَني مَخْلَدٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَني ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.
الحديثان فيه سبق شرحُهما أيضًا.
* * *
22 - باب الْخَمِيصَةِ السَّوْدَاء
(باب الخَمِيصة السَّوداء)
5823 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ
سَعِيدِ بْنِ فُلَانٍ هُوَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوداءٌ صغِيرَةٌ، فَقَالَ:"مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُو هَذِهِ"، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالَ:"ائتوني بِأُمِّ خَالِدٍ"، فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ، فَأَلْبَسَهَا وَقَالَ:"أَبْلِي وَأَخْلِقِي"، وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ، فَقَالَ:"يَا أُمَّ خَالِدٍ! هَذَا سَنَاهْ"، وَسَنَاهْ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنٌ.
الحديث الأول:
(يا أُمَّ خالد) اسمها: أَمَة -بفتح الهمزة والميم- بنتُ خالد بن العاصي، ولها ابنٌ يُسمى: خالد بن الزُّبَير بن العَوَّام، فخالدٌ أبوها، وخالدٌ ابنُها أسديٌّ.
(أَبلِي) من: أَبلَيتُ الثوبَ: إذا جعلتُه عتيقًا.
(وأَخلِقِي) ثلاثيًّا ومزيدًا فيه بمعناه، لكن عُطِفَ عليه لتغايرهما لفظًا.
(سَنَاهْ) بفتح المهملة وخفة النون وسكون الهاء: كلمةٌ حَبَشيةٌ، وسبق في (كتاب الجهاد) في (باب مَن تكلَّم بالفارسية):(سَنَهْ) بلا ألفٍ، أي: حسنة، ولعلها هي التي عُرِّبَتْ بزيادة الحاء، وإنما تكلَّم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك استمالةً لقلبها؛ لأنها كانت وُلدت بأرض الحبشة، ولا منافاةَ بين هذا وبين ما ذُكر هناك أنها قالت: أَتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعليَّ قميصٌ أصفرُ، فقال صلى الله عليه وسلم:(سَنَه سَنَه)، ثم قال:(أَبلِي وأَخلِقِي)،
لاحتمال أنه حَسَّنَ كُلًّا من الاثنين، ودعا لها بالبلاء لهما.
* * *
5824 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ قَالَتْ لِي: يَا أَنسُ! انْظُر هَذَا الْغُلَامَ فَلَا يُصِيبَنَّ شَيئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحَنِّكُهُ، فَغَدَوْتُ بِهِ، فَإِذَا هُوَ في حَائِطٍ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثيَّةٌ، وَهْوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ في الْفَتْح.
الثاني:
(يُصِيبنَّ) بالغيبة والخطاب.
(يُحنِّكه)؛ أي: يَدلُك بحنكه شيئًا.
(حُرَيثيَّة) بضم الحاء المهملة: نسبةً إلى مُصغَّر: الحَرث، أي: الزَّرع، وفي بعضها:(حَوْتَكيَّة) بالمهملة المفتوحة وسكون الواو وفتح المثناة وبالكاف، أي: صغيرة، وفي بعضها:(جَوْنِيَّة) بالجيم والنون: نسبةً إلى الجَون، وهو قبيلةٌ، أو إلى كونها من السَّواد والبياض؛ لأن الجَونَ لغةً مشتركٌ بين الأسود والأبيض.
(الظَّهر)؛ أي: الإبل؛ سُميت به لأنها تَحمل الأثقالَ على ظهورها.
(في الفتح)؛ أي: زمنَ فتحِ مكةَ، وفائدةُ الوَسمِ التمييزُ.