الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5681 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيم، أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونسَ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ سَالِم الأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ".
الثاني:
كالذي قبلَه.
* * *
4 - باب الدَّوَاءِ بِالْعَسَلِ، وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى:{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}
(باب الدواء بالعسل)
5682 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أبو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرني هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ.
الحديث الأول:
(يُعجبُه) فيه الدليلُ للترجمة؛ لأن الإعجابَ أعمُّ أن يكونَ للدواء أو للغذاء.
* * *
5683 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصم بْنِ عُمَرَ بْنِ قتادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيتكُمْ، أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيتكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أكتَوِيَ".
الثاني:
(الغَسيل)؛ أي: غسيل الملائكة؛ لأن حنظلةَ غسيلُهم، بمعنى: مغسولهم، عندَ شهادته لجنابةِ كانت عليه.
(إن كان في شيء) قال (ط): في إشارته صلى الله عليه وسلم أن الحجامةَ والعسلَ والكَيَّ شفاءٌ لا لبعض الأمراض دونَ بعضِ؛ فإنه يدلُّ على أنه إذا لم يُوافِقِ المرضَ فلا دواءَ فيها.
(ما أَحبُّ) فيه: إشارةٌ إلى تأخير العلاج بالكَيِّ حتى يُضطرَ إليه؛ لِمَا فيه من استعجال الألم الشديد، وقد كوى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُبَيَّ بنَ كعبٍ يومَ الأحزاب وسعدَ بنَ معاذ.
* * *
5684 -
حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَليدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلًا أتى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَخِي يَشْتكِي بَطْنَهُ، فَقَالَ:"اسْقِهِ عَسَلًا"، ثُمَّ أدى الثَّانِيةَ، فَقَالَ:"اسْقِهِ عَسَلًا"، ثُمَّ أتاهُ فَقَالَ: فَعَلْتُ، فَقَالَ: "صَدَقَ
اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلًا"، فَسَقَاهُ فَبَرَأَ.
الثالث:
(صَدَقَ الله)؛ أي: في قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ} الآية [النحل: 69].
(وكَذَبَ)؛ أي: أخطَأ وفسد؛ فالعربُ تستعمل الكذبَ في ذلك، فتقول: كذبَ سمعي، أي: حيث لم يُدرِكْ، فكذِبُ بطنِ أخيه، أي: حيث لم يَقبَلِ الشفاءَ.
(فبَرَأ) بفتح الراء في لغة الحجاز، وغيرُهم يقول: بَرِئ بكسر الراء.
قال (ن): اعتَرضَ بعضُ المَلَاحدة بأن العسلَ مُسهلٌ؛ فكيف يُوصَف للإسهال؛ قال: وهو جهلٌ منه، كما قال تعالى:{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ} [يونس: 39]؛ فإن الإسهالَ يحصل بأمورٍ منها الهَيضَة، وقد أَجمعَ الأطباءُ على أن علاجَه بترك الطبيعة وفعلها، وإن احتاجت إلى مُعينٍ على الإسهال أُعينَتْ، فيُحتمل أن يكونَ إسهالُه كان من الهَيضَة؛ فأمرَه بشرب العسل للمعاونة إلى أن فنيَتِ المادةُ، فوقف الإسهالُ، قال: فالمُعترِضُ جاهلٌ، ولسنا نَقصدُ الاستظهارَ لتصديق الحديث، يقول الأطباء: بل لو كذَّبُوه كذَّبْناهم وكفَّرْناهم، وقد يكون ذلك خارقًا للعادة من جملة المعجزات.