الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِالْغَدَاءِ فَأتِيَ بِخُبْزٍ وَأُدْمٍ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقَالَ:"ألمْ أَرَ لَحْمًا؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَكِنَّهُ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَأهْدَتْهُ لَنَا. فَقَالَ:"هُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا، وَهَدِيَّةٌ لنا".
(ولنا الوَلَاءُ) ليست الواوُ داخلةً بين القول والمَقُول؛ بل العطفُ على مُقدَّرٍ، أي: قال أهلها: نبَيعُها ولنا الولاءُ.
و (شَرَطتِيه) بالياءِ الحاصلةِ من إشباعِ الكسرةِ، وهو جوابُ (لو).
وسبق الجوابُ عما في إشكال: (واشتَرِطي لهم الولاء) من وجوه، وسبق الحديثُ أكثرَ من عشرين مرةً.
(تَقَرَّ) بفتح القاف وكسرها.
(بالغداء) بدال مهملة ومد: الطعامُ خلافَ العَشاءِ.
* * *
32 - بابُ الْحلْوَاء وَالْعَسَلِ
(باب الحَلْوَاء) بالمدِّ، قال (ش): وبالقصر أيضًا.
5431 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَني أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ.
الحديث الأول:
(الحَلْوَاء والعَسَل) قيل: الحَلْوَاء: ما صُنِع، والعَسَل: ما لم يُصنعَ.
قال (خ): ليس حُبُّه صلى الله عليه وسلم لذلك على معنى كثرة التشهِّي لها وشدةِ نزاعِ النفسِ لها؛ إنما هو أنه إذا قُدِّمَ إليه الحَلْواءُ نالَ منها نيلًا صالحًا، فَعُلِمَ بذلك منه أنه كان يُعجبُه طعمُها وحلاوتُها، وفيه: دليلٌ على اتخاذ الحلاوات، وكان بعضُهم لا يُرخِّص أن يُؤكَل منها إلا ما كان حلوًا بطبعه كالعسل، لكن اسم الحَلْواء لا يقع إلا على ما دخلَتْه الصنعةُ، جامعًا بين حلاوةٍ ودُسومةٍ مستهلكَينِ في فعله.
* * *
5432 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبةَ قَالَ: أَخْبَرَني ابْنُ أَبِي الْفُدَيْكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كنْت ألزَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِشِبَعِ بَطْنِي حِينَ لَا آكل الْخَمِيرَ، وَلَا ألبَسُ الْحَرِيرَ، وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانة، وَألصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ، وَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ وَهْيَ مَعِي؛ كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي، وَخَيْرُ النَّاسِ لِلْمَسَاكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ لَيْسَ فِيهَا شَيْء، فَنَشْتَقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا.