الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسمِ الله الرحَّمَنِ الَّحِيمِ
72 -
كِتَابُ الذَّبَائِحِ وَالصَّيْدِ وَالتَّسْمِيَة عَلى الصَّيْدِ
(كِتَابُ الصَّيد والذبائح)
وَقَوْلهِ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ} إِلَى قَوْلهِ {عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، وَقَوْلهِ جَلَّ ذِكْرُهُ {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} إِلَى قَوْلهِ {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} .
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْعُقُودُ: الْعُهُودُ، مَا أُحِلَّ وَحُرِّمَ، {إلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}: الْخِنْزِيرُ، {يَجْرِمَنَّكُمْ}: يَحْمِلنكُمْ، {شَنَآنُ}: عَدَاوَةُ، {وَالْمُنْخَنِقَةُ}: تُخْنَقُ فتَمُوتُ، {وَالْمَوْقُوذَةُ}: تُضْرَبُ بِالْخَشَبِ يُوقِذُهَا فتَمُوتُ، {وَالْمُتَرَدِّيَةُ}: تترَدَّى مِنَ الْجَبَلِ، {وَالنَّطِيحَةُ} ، تُنْطَحُ الشَّاةُ، فَمَا أَدْركْتَهُ يتَحَرَّكُ بِذَنبِهِ أَوْ بِعَيْنِهِ فَاذْبَحْ وَكُلْ.
1 - باب التَّسمِيَة على الصَّيد
أي: تسميةُ اللهِ تعالى عند إرسال الكلب.
(العُقُود)؛ أي: من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا
بِالْعُقُودِ}، وقال في "الكشَّاف": الظاهرُ أنها عقودُ الله عليهم في دِيِنِهم، من تحليلِ حلالِه وتحريمِ حرامِه.
(الخنزير) لأن المَتلُوَّ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} [المائدة: 3].
(يَجْرِمَنَّكم)؛ أي: من قوله تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} [المائدة: 2]، أي: يَحْمِلَنَّكُم عداوتُهم على الصيد.
(فما أَدركتَه)؛ أي: ما أَدركتُمُوه مِن المُنخَنِقة وما بعدَها وفيه حياةٌ مستقرةٌ، فذكَّيتُمُوه فهو حلالٌ.
* * *
5475 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، قَالَ:"مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْهُ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَهْوَ وَقِيذ"، وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَيْدِ الْكَلْبِ، فَقَالَ:"مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ فَكُلْ؛ فَإنَّ أَخْذَ الْكَلْبِ ذَكَاةٌ، وَإِنْ وَجَدْتَ مَعَ كلْبِكَ أَوْ كِلَابِكَ كَلْبًا غَيْرَهُ فَخَشِيتَ أَنْ يَكُونَ أَخَذَهُ مَعَهُ، وَقَدْ قتَلَهُ، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا ذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تَذْكُرْهُ عَلَى غَيْرِهِ".
(المِعْرَاض) بكسر الميم وتسكين المهملة وبالراء وبالمعجمة: سهمٌ بلا ريشٍ ونصلٍ، وغالبًا يُصيبُ بعَرضِ عودِه دونَ حدِّه، أي: منتهاه الذي له حدٌّ، وقيل: هو سهمٌ طويلٌ له أربعُ قُذَذٍ رِقَاقٍ إذا رُمِيَ
به اعتُرِضَ.
وقال (خ): هو نصلٌ عريضٌ له ثقلٌ ورزانةٌ إذا وقع بالصيد مِن قِبَلِ حدِّه فجرحُه ذَكَاةٌ، وهو معنى (فخَرَقَ)، وإن أصاب بعَرضِه فهو وَقِيذٌ، لأن عَرضَه لا يسلك إلى داخله، وإنما يَقتلُه بثقله ورزانته، وقيل: خشبةٌ ثقيلة أو غصنٌ غليظٌ في طرفِها حديدةٌ؛ قال القُرْطُبي: إنه المشهور.
(أخذ الكلب ذَكاَة)؛ أي: حكمُه حكمُ التذكية، فيَحلُّ أكلُه كما يحلُّ أكلُ المُذَكَّاة.
(غيره)؛ أي: كلبًا لم يُرسِلْه مَن هو أهلُه، لأن الصيدَ على الحظر، فلا يُؤكَلُ إلا بيقينِ وقوعِ الذَّكاة على الشرط الذي أباحتْه الشريعةُ.
(اسم الله) أجمعوا على التسمية عند الإرسال على الصيد وعند الذبح، فقال مالك وأبو حنيفة: هي واجبةٌ، فإنْ تركَها عمدًا حَرُمَ الذبحُ، وقال الشافعي: سُنَّة، فلو تركَها عمدًا أو سَهوًا لم يَحرُمْ، وهذا الحديثُ مُعارَضٌ بحديث عائشةَ رضي الله عنها:(أن قومًا قالوا: إن قومًا يأتوننا باللحم لا ندري: أذُكر اسمُ الله عليه أم لا؟ فقال: سَمُّوا أنتم وكُلُوا)؛ فهو محمولٌ على الاستحباب، وأما آية:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]، فلا يدلُّ على مطلوبهم؛ فإنه مُقيَّدٌ بقوله:{وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام: 121]، وهو مُفسَّرٌ بما أُهِلَّ به لغير الله، ومعناها: لا تأكلُوا مما لم يُذكَرِ اسمُ الله عليه، وقد ذُكِرَ اسمُ غيرِ الله