الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني أقسام الدلالة
الدال إما أن يكون لفظا أو غير لفظ، فتنقسم الدلالة - بهذا
الاعتبار - إلى قسمين هما:
القسم الأول: دلالة لفظية..
القسم الثاني: دلالة غير لفظية.
وكل من هذين القسمين ينقسم باعتبار إضافته إلى العقل والطبع
والوضع إلى ثلاثة أقسام هي كما يلي:
القسم الأول: دلالة عقلية، نسبة إلى العقل - والعقل هو: آلة
التمييز والإدراك التي بها تدرك الأشياء.
وسميت بها؛ لأنه ليس للوضع والطبع مدخل فيها.
القسم الثاني: دلالة طبيعية، نسبة إلى الطبيعة، وهي لغة:
السجية، واصطلاحا: مبدأ الآثار المختصة بالشيء، سواء صدرت
بشعور أم لا، وسميت بذلك؛ لدخول الطبع فيه دون العقل والوضع.
القسم الثالث: دلالة وضعية، نسبة إلى الوضع، وهو: جعل
الشيء بإزاء آخر متى علم الأول علم الثاني، وسميت بذلك؛ لأن
للوضع دخلاً تاما في الدلالة بجعل الجاعل.
ووجه انحصار الدلالة في هذه الأقسام الثلاثة هو: أن الدلالة إما
أن تكون مقصودة للدال - وهي التي يسميها العلماء الدلالة الاختيارية
- أو ليست مقصودة له.
فإن كانت مقصودة فهي الوضعية.
وإن لم تكن مقصودة، فإما أن يمكن تخلفها، أو لا يمكن تخلفها.
فإن أمكن تخلفها: فهي الطبيعية.
وإن لم يكن تخلفها: فهي العقلية.
فإذا ضممنا هذه الأقسام الثلاثة - السابقة الذكر - إلى كون الدلالة
لفظية وغير لفظية: صارت الأقسام ستة هي كما يلي:
القسم الأول: دلالة عقلية غير لفظية كدلالة الدخان على النار،
ودلالة طول الثوب على طول صاحبه.
القسم الثاني: دلالة عقلية لفظية كدلالة الصوت على حياة صاحبه
ووجوده.
القسم الثالث: دلالة طبيعية غير لفظية كدلالة حمرة الوجه على
الخجل، وصفرته على الخوف.
القسم الرابع: دلالة طبيعية لفظية كدلالة لفظ " أخ " على وجع
الصدر ودلالة الأنين على التألم.
القسم الخامس: دلالة وضعية غير لفظية كدلالة الخطوط والعقود
والنصب والإشارات على أصحابها، ومنه: دلالة الخرائط الجغرافية
على البلاد.
القسم السادس: دلالة لفظية وضعية، أي: مستندة إلى وجود
اللفظ والوضع، وفيما يلي بيانها.