الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث
تعريف الدلالة اللفظية الوضعية
وبيان أهميتها
ويشتمل على المسائل التالية:
المسألة الأولى: تعريف الوضع.
المسألة الثانية: تعريف الدلالة اللفظية الوضعية.
المسألة الثالثة: بيان أهمية الدلالة اللفظية الوضعية.
المسألة الأولى: في تعريف الوضع:
أولاً: الوضع لغة:
جعل اللفظ بإزاء المعنى، مثل: جعل لفظ " زيد " بإزاء جسمه،
فالذي وضع لزيد اسمه يسمى واضعا، وجسمه يسمى موضوعا له،
ولفظ " زيد " يسمى موضوعا، وجعل الاسم بإزاء الجسم يسمى
وضعا.
ثانيا: الوضع اصطلاحا هو:
تخصيص شيء بشيء آخر متى أطلق الشيء الأول: فهم منه
الشىء الثاني، والمراد بالإطلاق: الاستعمال وإرادة المعنى.
***
المسألة الثانية: تعريف الدلالة اللفظية الوضعية:
لقد اختلفت عبارات العلماء في تعريف الدلالة اللفظية الوضعية،
والأَوْلى في تعريفها أن يقال: هي: كون اللفظ بحيث إذا أرسل
فهم المعنى للعلم بوضعه.
وقيل: هي: كون اللفظ إذا أطلق فهم منه المعنى من كان عالما
بالوضع.
وقيل: هي: كون اللفظ بحيث إذا أطلق دلَّ.
وقيل: هي: فهم السامع من الكلام تمام المسمى أو جزئه أو
لازمه.
وهي متقاربة، إلا أن الأول أعمها وأوضحها؛ حيث إن التعبير
بالإرسال أوْلى من التعبير بالإطلاق؛ لأن المتبادر من الإطلاق ما قرن
بالإرادة، أما الإرسال فهو أعم منه؛ حيث إن اللفظ يدل على معناه
إذا تلفظ به وإن لم يرد به المعنى.
***
المسألة الثالثة: بيان أهمية الدلالة اللفظية الوضعية:
إن الدلالة اللفظية الوضعية هي أهم أقسام الدلالات الستة - التي
ذكرناها سابقاً - ودلَّ على تلك الأهمية أمران:
الأمر الأول: انضباطها، حيث إن الإنسان لما كانت طبيعته تقتضي
التمدن وهو الاجتماع مع بني نوعه لأجل مشاركتهم في العيش
وإعلام أحدهم على ما في قلبه وضميره لصاحبه، والتفاهم مما
يخص المآكل والمشارب، والمعاملات، والتعلم والتعليم؛ لذلك
مست الحاجة إلى الدلالة اللفظية الوضعية للانضباط التي تتميز به،
بخلاف الدلالة الطبيعية والعقلية، فإنهما غير منضبطتين؛ نظراً
لاختلافهما باختلاف الطبائع والعقول والأفهام.
الأمر الثاني: أن تلك الدلالة - وهي الدلالة اللفظية الوضعية -
عامة وشاملة لما يقصد إليه من المعاني؛ حيث إن النفع بها في التعبير
يعم الموجودات والمعدومات في مجال التعلم والتعليم ونحوهما من
مجالات الحياة المختلفة.
والخلاصة: أن الدلالة اللفظية الوضعية هي الوسيلة الأساسية في
تعامل الناس مع بعضهم، وهي تؤدي من الأغراض والمقاصد ما لا
تؤديه أي دلالة من الدلالات، وبذلك تكون تلك الدلالة أهم أنواع
الدلالات، وأعمها نفعا في كسب العلوم.