الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس حرف " الباء
"
تأتي لمعان هي كما يلي:
أولاً: أنها تأتي للإلصاق، وهو: إضافة الفعل إلى الاسم،
فيلصق به بعد ما كان لا يضاف إليه لولا دخولها مثل: " مسحت
برأسي "، وهو قسمان:
الأول: إلصاق حقيقي كالمثال السابق، وقولنا:" أمسكت بالقلم ".
الثاني: إلصاق مجازي مثل: " مررت بزيد " حيث إن المرور لم
يلصق به، وإنما ألصق بمكان بقرب من زيد.
واستعمالها للإلصاق هو الحقيقة.
ثانيا: أنها تأتي بمعنى " مِنْ " التي للتبعيض، ومنه قول الشاعر
أبي ذؤيب الهذلي:
شَرِبتْ بماء البحر ثم ترفَّعَتْ
…
مني لجج خضر لهن نشيج
أي: بعض ماء البحر، ووروده في لغة العرب دليل على جواز
ذلك.
وورودها هنا للتبعيض يرد على قول ابن جني: إن " الباء " لا
تكون للتبعيض في لغة العرب.
ثالثا: أنها تأتي بمعنى الاستعانة، وهي: الداخلة على ألة الفعل
مثل: " قطعت بالسكين "، و " وصلت إليك بالسيارة "، ومنه قوله
تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة)
رابعا: أنها تأتي بمعنى المصاحبة، وهي: التي يصلح في موضعها
" مع " مثل قوله تعالى: (قد جاءكم الرسول بالحق) أي: مع
الحق، وقولك:" جاء زيد بسلاحه "، و " اشتريت الدار بمتاعه ".
خامسا: أنها تأتي لتعدية الفعل اللازم وتسمى باء النقل، وهي:
القائمة مقام الهمزة في تصيير الفاعل مفعولاً مثل: قوله تعالى:
(ذهب اللَّه بنورهم) أي: ذهب نورهم.
سادسا: أنها تأتي بمعنى البدل مثل قوله صلى الله عليه وسلم:
" لقد شهدت في دار عبد اللَّه بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم " أي: ما أحب أن يكون لي بديلاً عنه حمر النعم.
سابعا: أنها تأتي بمعنى " عن " للمجاوزة، وتكثر بعد السؤال
مثل: قوله تعالى: (فاسأل به خبيراً)، وقوله:(ويوم تشقق الأرض بالغمام) .
ثامنا: أنها تأتي للقسم مثل: " بالله لأقومن ".
تاسعا: أنها تأتي بمعنى " إلى " مثل: (وقد أحسن بي) أي: إلي.
عاشراً: أنها تأتي للتوكيد، وتقترن إما مع المبتدأ كقولك:
"بحسبك درهم "، أو مع الخبر كقوله تعالى:(أليس الله بكاف عبده) ،
أو مع المفعول كقوله تعالى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)، وبعضهم يسميها:" باء الزائدة "، وهذا لا يجوز.
حادي عشر: أنها تأتي بمعنى " على " مثل قوله تعالى:
(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) أي: على قنطار، وعلى دينار.
ثاني عشر: أنها تأتي بمعنى " في " الظرفية الزمانية مثل قوله
تعالى: (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل) أي: وفي
الليل، والليل زمان.
ثالث عشر: أنها تأتي بمعنى " في " الظرفية المكانية مثل قوله
تعالى: (ولقد نصركم اللَّه ببدر) أي: في بدر.
رابع عشر: أنها تأتي بمعنى السبب مثل قوله تعالى: (فكلاً أخذنا بذنبه) ،
وقوله: (ولم أكن بدعائك رب شقيا) .
و" الباء " عند التجرد تستعمل للإلصاق حقيقة، ولا تستعمل في
غيره من المعاني التي ذكرناها إلا بقرينة.