الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس
حرف " اللام " الجارة
وتأتي لمعان هي كما يلي:
أولاً: أنها تأتي للاختصاص مثل قولك: " المال لزيد "،
و"الباب للمسجد ".
وتستعمل اللام للاختصاص حقيقة، ولا تستعمل لأي معنى من
المعاني الآتية إلا بقرينة، وهو قول كثير من علماء اللغة كابن يعيش
وابن الخشاب.
وبعض العلماء - كالجرجاني - جعلها للملك، ومتى ما
استعملت في غيره فبقرينة.
وهذا ليس بصحيح، بل هي حقيقة للاختصاص - كما قلنا -؛
لأمرين:
الأول: أن الاختصاص معنى عام لجميع موارد استعمالها، وبأي
معنى استعملت لا تخلو منه.
الثاني: أن الملك اختصاص، وليس كل اختصاص ملكا، أي:
أن كل مالك مختص بملكه.
ثانياً: أنها تأتي للملك مثل:. " هذا المال لزيد ".
ثالثا: أنها تأتي للاستحقاق مثل: " النار للكافرين ".
والفرق بين " الاختصاص " و " الاستحقاق " و " الملك ": أن ما
صح أن يقع فيه التملك، وأضيف إليه ما ليس بمملوك له، فاللام
معه: لام الاختصاص مثل: " الباب للمسجد "، أما ما لا يصح له
التملك فاللام معه لام الاستحقاق مثل: " النار للكافرين "، أما
ما عدا ذلك فاللام: لام الملك.
رابعاً: أنها تأتي للتعدية مثل قوله تعالى: (فهب لي من لدنك ولياً) ،
وقولك: (ما أضرب زيداً لعمرو) .
خامسا: أنها تأتي للصيرورة مثل قوله تعالى:
(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) ،
وهذا عند البصريين، أما الكوفيون فيسمونها بلام " كي ".
سادساً: أنها تأتي بمعنى التعليل مثل قوله تعالى:
(لئلا يكون للناس على الله حجة)، وقوله:(لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا) .
والفرق بين لام الصيرورة، ولام التعليل: أن لام التعليل تدخل
على ما هو غرض لفاعل الفعل، ويكون مرتبا على الفعل، بخلاف
لام الصيرورة فليس فيها إلا الترتيب.
سابعاً: أنها تأتي بمعنى " في " مثل قوله تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) أي: في يوم القيامة.
ثامناً: أنها تأتي بمعنى " من ": لقولك: " سمعت له صراخا "
أي: منه.
تاسعاً: أنها تأتي بمعنى " على " كقوله تعالى: (يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ) أي: على الأذقان، وقوله صلى الله عليه وسلم: لعائشة لما أرادت شراء
بريرة فتعتقها: " خذيها واشترطي لهم الولاء، فإن الولاء لن أعتق "
أي: اشترطي عليهم.
عاشراً: أنها تأتي بمعنى التمليك مثل قوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) ،
وقولك: " وهبت لزيد ديناراً " أي: ملكت الصدقات الفقراء، وملكت الدينار زيداً.
حادي عشر: أنها تأتي بمعنى " إلى " مثل قوله تعالى: (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا)
أي: إليها.
ثاني عشر: أنها تأتي بمعنى: " عند " الزمانية مثل قوله تعالى:
(أقم الصلاة لدلوك الشمس)، وقوله صلى الله عليه وسلم:
"صوموا لرؤيته وأفطر والرؤيته ".