الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس أسباب العدول إلى المجاز
إن عدول المتكلم في التعبير عن الحقيقة إلى المجاز له أسباب إليك
أهمها:
السبب الأول: الحرص على بلاغة الكلام، فقد نقل بعض
العلماء عن أرباب البلاغة قولهم: إن المجاز في الاستعمال أبلغ من
الحقيقة، وأنه يلطف الكلام، ويكسبه حلاوة، ويكسوه رشاقة،
فمثلاً قوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ)، وقوله:(وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) لو استعملت الحقائق في هذه المواضع لم تعط
ما أُعطي المجاز من البلاغة.
السبب الثاني: تكثير الفصاحة؛ لأن فهم المعنى منه يتوقف على
قرينة، وفي ذلك غموض يحوج إلى حركة الذهن، فيحصل من
الفهم شبيه بلذة الكسب.
السبب الثالث: التعظيم والتبجيل مثل قولهم: " سلام اللَّه على
الحضرة العالية والمجلس الكريم "، فيعدل عن اللقب الصريح إلى
المجاز تعظيما لحال المخاطب.
السبب الرابع: التنزه عن ذكر الحقيقة كما يعبرون عن قضاء الوطر
من النساء بالوطء، وكما يعبرون عن ذكر ما يخرج من الإنسان من
العذرة بالغائط، ونحو ذلك.
السبب الخامس: أن تكون لفظة الحقيقه ثقيلة على اللسان،
فيعدل عنها إلى ما هو أخف منها كما عدلوا عن لفظ " الخنفقيق "
اسم للداهية.
السبب السادس: الحرص على الاختصار والإيجاز في الكلام
كقوله تعالى: (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)، وقولهم: " رأيت أسداً
يخطب ".
السبب السابع: تفهيم المعقول في صورة المحسوس لتلطيف الكلام
وزيادة الإيضاح، ويسمى استعارة تخيلية مثل قوله تعالى:
(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) .
السبب الثامن: أن يكون لفظ المجاز أصلح للتعبير به عن الحقيقة
مثل أن يكون المجاز أصلح للسجع ورعاية الوزن والقافية دون لفظ
الحقيقة.