الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول
تعريف النص
أولاً: النص لغة هو: رفع الشيء إلى أقصى غاية له، ومنه: ما
ورد في الحديث: " كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسير العنق فإذا وجد فجوة نص " أي: رفع السير إلى غايته، ومنه ما قاله عمرو بن دينار:"ما رأيت أنص للحديث من الزهري " أي: أرفع وأسند.
ثانيا: النص اصطلاحا هو: اللفظ الذي يفيد معناه بنفسه من غير
احتمال.
بيان التعريف:
قولنا: " اللفظ " جنس يشمل النص والظاهر والمجمل.
قولنا: " الذي يفيد معناه بنفسه ": أخرج اللفظ المجمل؛ لأنه لا
يفيد معنى من معانيه إلا إذا وجدت قرينة ترجح هذا المعنى.
وخرج اللفظ الصالح للحقيقة والمجاز؛ لأنه لا يحمل على مجاره
إلا بقرينة.
فالمجمل والمجاز لا يحمل اللفظ عليهما إلا بانضمام غيره معه.
أما هذا اللفظ فقد نص على معناه دون مساعدة.
قولنا: " من غير احتمال " معناه: أن هذا اللفظ أفاد حكما
ومعنى واحداً فقط من غير أن يتطرق اليه أيُّ احتمال آخر أصلاً.
فخرج بذلك اللفظ الظاهر، فإنه قد أفاد معنى بنفسه، لكن مع
احتمال معنى آخر لأن كان ضعيفا.
مثل قوله تعالى: (تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) ، فإن هذا اللفظ نص في
الحكم، حيث إن مجموع ابثلاثة في الحج والسبعة إذا رجع هي
عشرة فقط بدون زيادة أو نقصان، ومثل قوله تعالى:(وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) نص في نفي التماثل بين البيع والربا، فكل ما
كانت دلالته على معناه في هذه الدرجة سمي بالإضافة إلى معناه نصا
في طرفي الإثبات والنفي، أى: إثبات المسمى، ونفي ما لا ينطلق
عليه الاسم.