الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نداء وبيان إلى الأمة المسلمة الجزائرية
بالوطن وخارجه، وجميع المحبين: محبي الخير للمسلمين
ــ
{فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (قرآن كريم) 9/ 123
«ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة» (حديث شريف صحيح).
«والدال على الخير كفاعله» (حديث شريف صحيح)
«والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» (حديث شريف صحيح)
أيها الشعب المسلم الجزائري الكريم!
تالله لن تكون مسلما إلا إذا حافظت على الإسلام، ولن تحافظ عليه إلا إذا فقهته. ولن تفقهه إلا إذا كان فيك من يفقهك فيه. ولهذا فرض الله على كل شعب إسلامي أن تنفر منه طائفة لتتفقه في الدين وترجع إلى قومها بالإنذار، فبذلك يرجى لهم الرجوع إلى الله، وما هو إلا الرجوع من الضلال إلى الهدى ومن الباطل إلى الحق
ومن الاعوجاج إلى الاستقامة. ومن الشقاوة إلى السعادة، ومن النقص إلى الكمال، وقد بين تعالى على لسان رسوله- صلى الله عليه وآله وسلم أن طرق العلم هي طرق الجنة فمن سلك طريق هذا سهل له طريق ذاك. وبين أنَّ من دلَّ على مثل هذا الخير- بقوله أو عمله- فهو كمن فعله. وبين أن المعينين لإخوانهم في الخير يعينهم الله ومن أعانته لهم تيسير ذلك الخير عليهم إلى مثله من الخيري {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} ومن إعانته لهم التعويض عليهم عما أنفقوا بالعطاء المضاعف الكثير {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} .
أيها الشعب المسلم الجزائري الكريم
أما أبناؤك الشبان حملة القرآن فقد هبوا هبة رجل واحد لطلب العلم والتفقه في الدين، يحملون الإيمان في قلوبهم والقرآن العظيم في صدورهم، والروح الجزائرية المسلمة في لحومهم ودمائهم لا يقصدون إلا أن يتعلَّموا فيعلِّموا ويتفقَّهوا فيفقِّهوا، ولا يرجون من ذلك إلا رضا الله ونفع عباده.
وقد جاء منهم هذا العام إلى الجامع الأخضر بقسنطينة ما يناهز الثلاثمائة من جميع جهات القطر وذهب نحوهم- وأكثره من تلامذة الجامع الأخضر- إلى تونس.
وأما هذا العبد العاجز فإنه بفضل الله ثم بفضل كل معين في الخير، قد تقبل هؤلاء الكرام الوافدين والأبطال المتجردين وأقام لهم- مثل السنوات الماضية- ما يلزمهم من دروسهم وما استطاع
من نفقاتهم وضم إليه من الشيوخ ومن كبار تلامذته من يعينه على تعليمهم. وأما أنت أيها الشعب الكريم- فإننا ندعوك بدعوة الله إلى مد يد المعرفة على هذا العمل الواجب العظيم ندعوكم لتمدوا صندوق هؤلاء الطلبة، بما استطعتم من خير. ونذكركم- وهذا معلوم عندكم من السنوات الماضية- أن صندوق الطلبة تتولاه لجنة من جمعية التربية والتعليم الإسلامية، فهي تضبط دخله وخرجه وتنشره على الناس. ونعرفكم أن أمين هذا الصندوق اليوم هو السيد كرماني الحاج حموش التاجر برحبة الجمال بقسنطينة.
KERMANI HADJ HAMOUCH
Propriétaire Commerçant
14 et 16 Rue Hakett Constantine
فهلموا إلى التعاون على البر والاحسان- أيها الأخوان- والله المستعان، والسلام عليكم (1).
من أخيكم عبد الحمببد بن باديس
(1) البصائر: العدد 47، السنة الأولى، الجمعة 26 رمضان 1355هـ- 11 ديسمبر 1936م، ص 5، العمود1 و2 و3.