الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وزير الخارجية بباريس والمقيم العام بتونس
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين متألمة جد الألم لما حدث بكلية الزيتونة وترغب منكم أن تبادروا بفعل اللازم لتنتهي الحالة الاسيفة التي أقلقت جميع المسلمين عموما ومسلمي شمال إفريقيا خصوصا وفي أملها أن تتخذ عزما كل الوسائل لإرضاء التلاميذ والتعجيل بفتح الدروس من جديد.
رئيس الجمعية: عبد الحميد بن باديس في نادي الترقي
وزير الخارجية بباريس والقيم العام بالرباط
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحتج بكل شدة وبالنيابة عن كافة المسلمين ضد منع الاحتفالات التي نوى إقامتها مسلمو مراكش بمناسبة موسم المولد النبوي الشريف وتعتبر هذا المنع إعتداء فادحا على الحرية الدينية وعلى شرف مسلمي المغرب الأقصى والعالم بأسره وتعلمكم بأن تكرر حادث من هذا القبيل يقضي على عواطف المسلمين بلا استثناء نحو دولة فرنسا.
عبد الحميد بن باديس- في نادي الترقي
ومما تقرر أيضا تقديم لائحة إلى سمو الوالي العام تستنكر بها الجمعية عرقلة التعليم العربي وتوقيف سيره حتى في المكاتب القرآنية وهي كما يلي:
الجزائر يوم 13 جولييت سنة 1937م
إلى جناب الوالي العام على القطر الجزائري
سيد الوالي العام!
أتشرف بتقديمي لكم اللائحة الآتية المصادق عليها بالإجماع من المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين:
إن المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين متألم ومتأسف حد الأسف للمظالم والاعتداءات المتكررة على رؤساء وأعضاء جمعيات التهذيب والتعليم العربي.
وبما أن جميع طلبات الرخص لفتح المكاتب تلغى بغير سبب أو لا يجاب أصحابها.
وحيث أن طالبي الرخص لما يشاهدون هذا الحيف وهذا الجفاء ويرون في ذلك ما يعاكس رغبتهم في تعليم أبنائهم ويضيع ما بذلوه من الجهود في هذا السبيل- يفتحون المكاتب ممتثلين تمام الامتثال لقانون 18 أكتوبر سنة 1892م ومحسنين الظن بالحكومة عسى أن تقدر كما ينبغي رغبتهم في تعليم الأولاد وتعتبر ما ضحوا به لهذا الغرض الشريف.
وحيث أن الذين يفتحون المكاتب بهذه الكيفية وبهذه الطريقة المعقولة يحاكمون كلهم ويساقون أمام المجالس العدلية كأنهم جناة.
وحيث أن هذا العمل الممقوت تكرر في عدد كثير من المدن والقرى بالعمالات الثلاث كوهران والأغواط وشرشال وبجاية وعدة بليدات بناحية قالمة وأوراس.
وحيث أن المسلمين يتعسر عليهم فهم ما يقصد من هذه المعاملات القاسية الشاذة التي تعرقل سير التعليم وتثبط مساعي الرجال الذين ينهضون لعلاج الحالة السيئة الناشئة عن قلة عدد المكاتب الرسمية ويتعذر عليهم تصور الأسباب التي تقاوم بها الحكومة رغبتهم الشديدة في نشر التعليم عوض أن تشجع هذه الرغبة وتعينهم على تنفيذها.
لهذه الأسباب والوجبات يلتمس المجلس الاإداري من السيد الوالي العام ويطلب منه بكل إلحاح أن يرسل حينا إلى الحكام المحليين الأوامر
والتعاليم اللازمة ليسهلوا فتح المكاتب القرآنية التي تبقى لا محالة تحت مراقبة الحكومة في دائرة العدل والإنصاف وليكفوا عن محاكمة الذين فتحوا بعض المكاتب بغير مخالفة للقوانين المتعلقة بالموضوع.
وتقبلوا سيدي الوالي فائق احترامي.
رئيس الجمعية
عبد الحميد بن باديس
البصائر: السنة الثانية العدد 76 الجمعة 14 جمادى الأولى 1356ه - 23 جوليت 1937م، ص 1 و 2 ع 1.