الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة عظيمة
بين رجلين عظيمين
ــ
أما المسألة العظيمة العظيمة فهي الوحدة السياسية للأمة العربية من المحيط الهندي إلى المحيط الأطلنطيقي.
وأما العظيمان فهما الأمير شكيب أرسلان وسعادة سليمان باشا الباروني.
ولا تحسبن الكلام دار بينهما في بيان حقيقتها وإمكان تحقيقها وأسباب تحقيقها مما يحتاج رجال النهضة الحربية إلى دراسته والعلم به ليكونوا في سيرهم على بصيرة فلا يتقهقروا ولا يتهوروا. بل كان خطاب من شكيب في شأنها فكان رد من الباروني عليه بإعلان البراءة منه، جزاء إعلانه البراءة من مسلمي المستعمرات، ثم دعا أهل العلم إلى إبداء رأيهم فقال:"ولعل علماء الإسلام الغيورين على دينهم يبدون رأيهم فيمن يعلن البراءة من مسلمي المستعمرات المعذبين لإرضاء أعدائهم ومعذبيهم من المستعمرين لينسد هذا الباب فلا يدخل منه غيره بعد اليوم". الرابطة العربية عدد 77.
لم ينقل الباشا نص كلام الأمير، ونصه كا نقلته "الجزيرة" الدمشقية في عددها الصادر في 24 رجب الماضي: "أما طرابلس الغرب وتونس والجزائر ومراكش فهذه بلاد عربية وإن كان فيها بربر أكثر من العرب، فإن ثقافة هؤلاء البربر عربية وهم على كل الأحوال مسلمون، فهذه الأمة هي منا ومعنا كما أن قلوبنا متحدة بيننا وبينهم، ولكن هناك أسباب حغرافية تمنع اتحادنا معهم اتحاداً فعلياً، وهم ليسوا من برنامجنا
ولا نتكلم على الوحدة معهم لأننا نجعل لنا أعداء أقوياء ونحن في غنى عن ذلك الآن.
نحن نريد تحقيق وحدتنا الحربية في آسيا، ولكن وجود وحدة سياسية من إخواننا مسلمي شمالي افريقية (يعني: تكون منهم فيما بينهم) لا يمنع أن يكون بيننا وبينهم وحدة لغوية ثقافية دينية اجتماعية وأن تكون قلوبنا مرتبطة بقلوبهم في السراء والضراء".
فأين هي براءة الأمير من مسلمي المستعمرات التي زعمها الباشا.
أم كيف يكون متبرئا من يقول "فهذه الأمم هي منا ولنا ومعنا كما أن قلوبنا متحدة بيننا وبينهم" ويقول، بيننا وبينهم وحدة لغوية ثقافية دينية اجتماعية و
…
قلوبنا مرتبطة بقلوبهم في السراء والضراء".
فما بقي إلا أنه لا يرى إدخالهم في برنامج الوحدة السياسية العربية بين الشعوب العربية غير المستعمرة حتى لا يثير ثائرة الأعداء الأقوياء الذين لا حاجة بإثارة عداواتهم الآن ويرى إلى هذا وجود وحدة سياسية من مسلمي شمالي افريقيا.
وهذه نظرية سياسية محضة قابلة للأخذ والرد وكل وجوه المناقشة غير أنها لا تعد عند أحد براءة من مسلمي المستعمرات كما زعم الباشا.
وقد زار الأستاذ محمد تيسير ظبيان الكيلاني صاحب "الجزيرة" الأمير وأخذ منه تصريحا برأيه في الوحدة العربية نشره في العدد الصادر في 1 شعبان من "الجزيرة" وهو كلام- كما قال الأستاذ- واضح صريح لا يحتاج إلى تفسير أو توضيح. وهذا نصه:
"فيما يتعلق بالأمصار الواقعة في شمالي إفريقيا يرى أن يكتفي في الوقت الحاضر بإيجاد صلات معنوية وروابط روحية بينها وبين هذه الأقطار (يعني: غير المستعمرة) التي خطت خطوات موفقة في سبيل