الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبنائها بهذا الغداء النفيس، فنحن ننشر المقالات العلمية والأدبية وكل ما يغذي العقول من منظوم ومنثور من صحف الشرق والغرب وأقلام كتاب الوطن ومقاوم كل معوج من الأخلاق وفاسد من العادات، ونحارب على الخصوص البدع التي أدخلت على الدين الذي هو قوام الإخلاص فأفسدته. وعاد وبال ذلك الفساد علينا وتأخرنا من حيث يكون تقدمنا وسقطنا
بما لا نرتفع إلا به، لما شوهناه بإدخال ما هو ضده عليه، ونحسن ما كان من أخلاق الأمم حسنا وموافقا لحالنا وتقاليدنا ونقبله، ونقبح ما كان منها قبيحا أو مباينا لمجتمعنا وبيئتنا ونرفضه فلسنا من الجامدين في جحودهم ولا مع المتفرنجين في طفرتهم وتنطعهم، والوسط العدل هو الذي نؤيده وندعو إليه.
مبدؤنا الانتقادي:
في الهيئة الاجتماعية أشخاص تقدموا للأمة وتولوا أو يريدون أن يتولوا قيادتها وتدبير شؤونها الاجتماعية سياسية أو اقتصادية أو علمية أو دينية، ولهم صفات خاصة بأشخاصهم وشؤونهم في أنفسهم وأعمال في دائرتهم وحدهم وصفات بها يباشرون من شؤون الأمة ما يباشرون وأعمال تتعلق بأحوال العموم.
فأما صفاتهم الشخصية وأعمالهم الخاصة فلا يجوز لنا أن نعرض
لها بشيء، وأما صفاتم وأعمالهم العمومية فهي التي نعرض لها وننقدها فننتقد الحكام والمديرين والنواب والقضاة والعلماء والمقاديم وكل من يتولى شأنا عاما من أكبر كبير إلى أصغر صغير من الفرنسويين والوطنيين، ونناهض المفسدين والمستبدين من الناس أجمعين فننصر الضعيف والمظلوم بنشر شكواه والتنديد بمظالمه كائنا من كان، لأننما ننطر من الناس إلى أعمالهم لا إلى أقدارهم، فإذا قمنا بالواجب فلأشخاصهم منا كل احترام.
وسنسلك في انتقادنا طريق الحقيقة المجردة والصدق والإخلاص والنزاهة والنظافة في الكلام، وننشر كل انتقاد يكون على هذه الصفات، علينا أو على غيرنا، على مبدأ الإنصاف الذي لا يتوصل للتفاهم والحقائق إلا به.
هذه مبادؤنا وهي مبادئ الصحافة الحرة الصادقة التي هي قوة لا غنى لأمة عنها، ولا رقي لأمة ناهضة في هذا العصر بدونها.
هذه مبادؤنا وسيرضى عنا بها الأحرار المفكرون أصحاب الصدور الواسعة والقلوب الكبيرة من الوطنيين والفرنسويين، وسيغضب بها علينا المستبدون الظالمون والدجالون، المحتالون وصغار الأدمغة وضيقو الصدور من بغاث البشر.
ونحن بين الجميع لا نخدم إلا الحق والوطن والدين ولا نسمع إلا لصوت الواجب ولا نسترضي أقواما ولا نستغضب آخرين قائمين حسب الجهد بالواجب الصحافي الشريف صامدين إلى غايتنا السامية وهي:
"سعادة الأمة الجزائرية بمساعدة فرنسا الديموقراطية"
صارخين دائما بشعارنا الرسمي وهو:
"الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء"
وعلى الله ثم على اجتهادنا وإخلاصنا ومناصرة أنصار المبادئ الحرة الاعتماد والاتكال (1).
(1) المنتقد العدد الأول ص 1ع 1، 2، 3، 4، 5
الخميس 11 ذي الحجة 1343هـ - 2 جويلية 1625م.
وقد أمضى هذا المقال بما يلى (النخبة) وهو بدون شك أسلوب باديسي، وفكر حميدي.