الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صدى منشورنا على الأمة والنواب
في صحف الاستعمار
ــ
دُعي إلى تسليم النواب ووقع ذلك بالفعل في كثير منهم في عمالة قسنطينة، ولم تهتز لذلك صحف الاستعمار ودوائره. فلما نشر صاحب هذه المجلة منشوره على الأمة ونوابها في الدعوة إلى التسليم والاتحاد والوقوف الوقف الهائل المشرف، قامت القيامة في الدوائر، وظهر ذلك في جريدة "لابريس" التي تصدر بالعاصمة، وجريدة "الريبوبليكان" التي تصدر بقسنطينة.
ولما كانت الثانية أصرح بالعداء من الأولى خصصناها بالكتاب التالي:
قسنطينة في 8 رجب 1356ه - 14 سبتمبر 1937م.
جناب السيد محرر جريدة (الريبوبلكان) المحترم.
قرأت في عدد 2 سبتمبر الجاري من جريدتكم منشوري على الأمة ونوابها، فشكرت لكم نقله في جريدتكم ليطلع عليه قسم كبير من الرأي العام الفرنسي خصوصا القسم الذي تمثله جريدتكم.
ولم يسؤني ما علقتم به عليه من عبارات الحقد والتحريش، لأن ذلك دليل حصول ما قصدته من تأثير الحق والصدق ممن لم يتعودوا سماعه من المسلمين الجزائريين أمثالكم.
ولا ألومكم على ذلك ما دمتم ترونه إخلاصا لأمتكم ووطنكم كما كنت أنا مخلصا في منشوري لأمتي ووطني.
وإنما أريد أن أحقق لكم أن تحريشكم لا يخيف صغارا من تلامذتنا، فمن باب أحرى وأولى أن لا يكون له أدنى تأثير على كبارنا في السير على خطتنا إلى غايتنا.
ومما يؤسف له من أمثالكم أنكم لا تدركون تطورات الأمم وتقلبات الأيام، وتفكرون فينا- في القرن العشرين- بأفكار القرون الوسطى.
إن الزمان- يا زميلي- يسير ولا يقف، وسنن الكون نافذة لا تتخلف والويل لمن قصد أو تعامى.
تقبلوا- سيدي- احترام زميلكم صاحب مجلة الشهاب.
عبد الحميد بن باديس
ش: الجزء 7 المجلد 13 قسنطينة رجب 1356ه الموافق لسبتمبر 1937م الصفحة 340 - إلى 341.