المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قال سعادة الباشا: - آثار ابن باديس - جـ ٣

[ابن باديس، عبد الحميد]

فهرس الكتاب

- ‌قسم الإصلاح والثورة ضد البدع

- ‌يتكلمون بما لا يعلمون

- ‌الجهة الأولى:

- ‌الجهة الثانية:

- ‌الجهة الثالثة:

- ‌ما هكذا عهدنا أدب صروف

- ‌جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌تمهيد:

- ‌ماذا كان يدبر للاستيلاء على الجمعية:

- ‌نكتة المسألة:

- ‌كيف كنا وكيف كانوا:

- ‌صبيحة يوم الإثنين وما صبيحة الإثنين:

- ‌لوازم واستاجابات:

- ‌مساء الإثنين:

- ‌يوم الثلاثاء:

- ‌كيف كان الترشيح للإنتخاب:

- ‌عناصر مجلس الإدارة:

- ‌رئاسة الجمعية:

- ‌بواعثنا - عملنا- خطتنا- غايتنا

- ‌((عبداويون))! ثم ((وهابيون))

- ‌الدعاء منه عادة ومنه عبادة

- ‌لا يجوز دعاء غير الله ولا أحد مع لله

- ‌من دعا غير الله فقد عبده

- ‌التوسل بالنبي- صلى الله عليه وآله وسلم غير دعائه

- ‌نصيحة بنصيحة

- ‌كلمة كفر لو دري قائلها

- ‌جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌إنكار العلماء المتقدمين على المدعين المبتدعين

- ‌إنكار الإمام القشيري، صاحب الرسالة القشيربة، من أهل القرن الخامس:

- ‌إنكار الإمام أبي بكر الطرطوشي المالكي، من أهل القرن الخامس والسادس:

- ‌إنكار الإمام أبي حيان الأندلسي، من أهل القرن السابع والثامن:

- ‌إنكار الإمام أبي إسحاق الشاطبي المالكي، من أهل القرن الثامن:

- ‌إنكار الإمام القلصادي المالكي، من أهل القرن التاسع:

- ‌إنكار الشيخ عبد الرحمن الأخضري الجزائري، من أهل القرن العاشر:

- ‌إنكار الشيخ عبد الكريم الفكون القسنطيني، من أهل القرن الحادي عشر:

- ‌إنكار الشيخ مصطفى لعروسي، من أهل القرن الثالث عشر:

- ‌الصوفي السنيبين الحكومة السنية والحكومة الطرقية

- ‌الإسلام دين علم خالد

- ‌طلب الآخرة وحدها مذموم فى الإسلام

- ‌بيان عن هلال شوال

- ‌المجتنيات من الجرائد والمجلات

- ‌التقرير الأدبي

- ‌العناية بهلال رمضان وثبوته

- ‌العناية بهلال رمضان

- ‌إدارة البريد:

- ‌(الهيئة الشرعية بالعاصمة):

- ‌(رجاء من أصحاب الفضيلة القضاة والمفاتي):

- ‌(رجاء من الأمة):

- ‌(إلى رؤساء شعب الجمعية):

- ‌الإصلاح أمس واليوم

- ‌إحتفال جمعية التربية والتعليم الإسلامية بالحجاج

- ‌شيخ الإسلام بتونس

- ‌حول فتوى القراءة على الأموات

- ‌خبز وزيتون ومغفرة من الله:

- ‌جمعية أصوات وأنواع قراءات:

- ‌ حديث قراءة يس

- ‌إلى علماء جامع الزيتونة:

- ‌معاذ الله:

- ‌من آثار جمعية العلماء في تهدئة الأفكار

- ‌المجلة الزيتونية

- ‌المجلة التونسية

- ‌دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأصولها

- ‌لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة

- ‌نص الخطبة

- ‌جواب صريح

- ‌تمهيد:

- ‌تلخيص السؤال:

- ‌الجواب:

- ‌((كلمة إلى العلماء))

- ‌رسالة جواب‌‌ سؤالعن سوء مقال

- ‌ سؤال

- ‌الجواب:

- ‌الفصل الأول: في بيان خروج كلامه عن دائرة الأدب المرعية وتهجمه على الحضرة النبوية

- ‌الفصل الثاني: في بيان حرمة مخاطبة النبي- صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الخطاب

- ‌الفصل الثالث: في أن هذا المقال لا يصدر من العارفين

- ‌الفصل الرابع: في بطلان عذره بعجمة ألسن المحبين

- ‌الخاتمة: في نصيحة نافعة ووصية جامعة

- ‌التقاريظ

- ‌تقريظ محمد النخلي:

- ‌تقريظ بلحسن النجار:

- ‌تقريظ محمد الطاهر بن عاشور:

- ‌تقريظ محمد الصادق النيفر:

- ‌تقريظ معاوية التميمي:

- ‌تقريظ شعيب بن علي بن عبد الله:

- ‌تقريظ محمد المولود بن الموهوب:

- ‌تقريظ العابد بن أحمد بن سودة:

- ‌تقريظ محمد بن العربي:

- ‌تقريظ عبد القادر بن محمد بن عبد القادر:

- ‌المقرظون، أسماؤهم ووظائفهم وبلدانهم:

- ‌تبيان:

- ‌قسم التربية والتعليم

- ‌أيها المسلم الجزائري

- ‌إصلاح التعليم بجامع الزيتونة، عمره الله

- ‌جمعية التربية والتعليم الإسلامية

- ‌منع التعليم الديني بالمساجد

- ‌إبطال الجمعية الدينية بالجزائر:

- ‌بعد عشرين سنة في التعليم

- ‌الدروس العلمية الإسلامية بقسنطينة

- ‌مقررات المجلس الإداري

- ‌المطلب الأول:

- ‌المطلب الثاني:

- ‌الدروس العلمية بالجامع الأخضر بقسنطينة

- ‌رجاء

- ‌صلاح التعليم أساس الإصلاح

- ‌ختم الدروس العلمية بالجامع الأخضر

- ‌تحية وشكر: إلى أبنائي الطلبة:

- ‌تقرير في التعليم المسجدي

- ‌نوع التعليم المسجدي:

- ‌الحاجة إليه:

- ‌وجوب القيام به:

- ‌الحالة التي هو عليها:

- ‌كيف ينبغي أن يكون:

- ‌بيان عن الحركة العلمية بالجامع الأخضر ونفقاتها

- ‌الطبقات: أربعة

- ‌النفقة:

- ‌نداء وبيان إلى الأمة المسلمة الجزائرية

- ‌لمن أعيش

- ‌مؤتمر المعلمين الأحرار

- ‌الإسلام الذاتي والإسلام الوراثي

- ‌يا لله! للإسلام والعربية في الجزائر

- ‌للدفاع عن الإسلام والقرآن ولغتهما:

- ‌بمناسبة قانون 8 مارس 1938م

- ‌الغرض من الجمعية:

- ‌في سبيل التعلم والتقدم

- ‌بماذا نعود:

- ‌حول قانون 8 مادس المشؤوم

- ‌النص التقريبي لكامل التقرير الأدبي

- ‌الحركة التعليمية

- ‌أصل الجمعية:

- ‌القانون الأساسي للجمعية:

- ‌تأسيس قسم الشبان:

- ‌أعمال الشبان:

- ‌لجنة الطلبة:

- ‌تعميم فكرة الجمعية:

- ‌قسم السياسة

- ‌خطتنا

- ‌مبدؤنا السياسي:

- ‌مبدؤنا التهذيبي:

- ‌مبدؤنا الانتقادي:

- ‌تعطيل (السنة) وإصدار (الشريعة)

- ‌رد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌حول تصريحات الوالي العام

- ‌في الشمال الأفريقي:

- ‌كلمات حكيمة

- ‌في الشمال الإفريقي:

- ‌اللجنة الوزارية:

- ‌الإضراب التونسي:

- ‌حول كلمتنا الصريحة

- ‌إنتهاء الأزمة التونسية:

- ‌حقوق الأمة الجزائرية

- ‌مقدمة:

- ‌الأوضاع والمعاملات الخاصة:

- ‌النيابات:

- ‌اللغة العربية:

- ‌الدين:

- ‌1 - المساجد:

- ‌2 - التعليم الديني:

- ‌3 - القضاء:

- ‌نص المطالب التي قدمها لمكتب المؤتمر

- ‌المؤتمر الجزائري الإسلامي العام

- ‌كلمة قالها ابن باديس

- ‌مع الوفد الإسلامي الجزائري:

- ‌تمهيد:

- ‌على ظهر الباخرة:

- ‌الأستاذ العقبي:

- ‌الأستاذ الإبراهيمي:

- ‌الأستاذ عبد الحميد:

- ‌المقابلات الرسمية:

- ‌عند م. فيوليط:

- ‌عند وزير الداخلية:

- ‌عند وزير الحربية:

- ‌عند رئيس الوزراء:

- ‌كلمة لكبير الوزراء:

- ‌مقابلات الأحزاب الشعبية:

- ‌مقابلة الصحافة:

- ‌النتيجة المحققة:

- ‌العودة إلى الوطن:

- ‌واليوم

- ‌نحن مسلمون وكفى

- ‌النمسا- الدعاية الهتلرية في إفريقيا الشمالية وفلسطين:

- ‌الدعاية الألمانية في إفريقيا الشمالية:

- ‌ليست الزردة وحدها

- ‌تمهيد:

- ‌كيف كنا معا:

- ‌كيف افترقنا:

- ‌طعنة من الخلف في أخطر الأوقات:

- ‌آلة في يد الظلم:

- ‌وافق شن طبقة:

- ‌الأمة حكمت وأبرمت:

- ‌الجنسية القومية والجنسية السياسية

- ‌جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌فصل الجزائر عن فرانسا:

- ‌نظرنا في إصلاح الحالة:

- ‌بروجي فيوليط والحالة الشخصية:

- ‌رأينا في إلزام الحكومة المسلمين برفض الأحكام الشرعية:

- ‌‌‌تجزئة الأحكام الشرعية:

- ‌تجزئة الأحكام الشرعية:

- ‌جبر البكر:

- ‌مجلة (الشهاب) ومقاومة الاندماج:

- ‌تقييد في محله:

- ‌وعود نرجو أن تتحقق:

- ‌دعوة وبيان

- ‌نداء

- ‌هل آن أوان اليأس من فرنسا

- ‌الوطن والوطنية

- ‌في الشمال الإفريقي:

- ‌نداء إلى الأمة الجزائرية ونوابها

- ‌صدى منشورنا على الأمة والنواب

- ‌إجرام الاستعمار

- ‌الاستعمار يحاول قطع الصلة بين الإخوان

- ‌كلمات صريحة:

- ‌نحن الجزائر:

- ‌كلمة مرة

- ‌نحن والواجهة الشعبية

- ‌على هامش (السانطونير)

- ‌مسألة عظيمة

- ‌قال سعادة الباشا:

- ‌الوحدة العربية

- ‌أصول الولاية في الإسلام

- ‌الأصل الأول:

- ‌الأصل الثاني:

- ‌الأصل الثالث:

- ‌الأصل الرابع:

- ‌الأصل الخامس:

- ‌الأصل السادس:

- ‌الأصل السابع:

- ‌الأصل الثامن:

- ‌الأصل التاسع:

- ‌الأصل العاشر:

- ‌الأصل الحادي عشر:

- ‌الأصل الثاني عشر:

- ‌الأصل الثالث عشر:

- ‌توضيح

- ‌الجزائر المسلمة

- ‌الخلافة أم جماعة المسلمين

- ‌فلسطين الشهيدة

- ‌حول مساجين العلماء

- ‌أولو الأمر

- ‌قسم البرقيات والاحتجاجات

- ‌شكر عام للإحساس العام

- ‌احتجاج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌إحتجاجنا لدى الأمة:

- ‌إحتججنا لدى الحكومة:

- ‌إحتجاجنا إلى ممثل الحكومة في ذلك المجلس:

- ‌تلغراف الاحتجاج

- ‌رفع قضية ضد التعطيل

- ‌جمعية العلماء المسلمين الجزائربينوصولاتها الجدد

- ‌وداع وشكر:

- ‌براءة:

- ‌إحتجاج ديني إنساني:

- ‌برقية تألم:

- ‌تلغراف مرسل إلى السيد الوالى العام

- ‌حول مقال نشرته جريدة الطان

- ‌(ترجمة ما يتعلق بالجزائر من مقال لطان)

- ‌إحتجاج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌رسلة جمعية العلماء إلى الطان

- ‌عريضة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌الاحتجاجات

- ‌شكر ووداع

- ‌الشقيقة الجزائرية

- ‌سير الجمعية وأعمالها:

- ‌وزير الخارجية بباريس والمقيم العام بتونس

- ‌وزير الخارجية بباريس والقيم العام بالرباط

- ‌إحتجاج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌إحتجاج جمعية العلماء

- ‌إحتجاج رئيس جمعية العلماء

- ‌برقية تهنئة ورجاء

- ‌برقية شكر وتهنئة

- ‌عيد الفطر المبارك

- ‌شكر على تعزية

- ‌برقية جمعية العلماء

- ‌قسم الإجتماعيات

- ‌سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ

- ‌رسائل ومقلات:

- ‌الرجل المسلم الجزائري

- ‌سبب اختياري للموضوع:

- ‌ الرجل

- ‌المراد من الموضوع:

- ‌المسلم:

- ‌الجزائري:

- ‌طريق العلم بهذا والعمل به:

- ‌شقيقة رجل وشريكه:

- ‌هو الأول، وهي الثانية:

- ‌المرأة المسلمة الجزائرية:

- ‌المرأة:

- ‌المسلمة:

- ‌الجزائرية:

- ‌الطريق الموصل إلى هذا:

- ‌لا فضل بالمال

- ‌ذكرى المولد النبوي الشريف

- ‌كتاب: "امرأتنا

- ‌جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌على ذكرى المولد النبوي الشريف

- ‌عيد الحرية

- ‌ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان

- ‌نصيحة وإرشاد

- ‌التسامح الإسلامي:

- ‌عن الصدى الكنسي لقسنطينة وبونة

- ‌الصلاة اليومية:

- ‌التسامح الإسلامي- 2

- ‌سيرة الإصلاح الإسلامي:

- ‌جواب عن كتاب

- ‌نص الكتاب بعد الافتتاح:

- ‌إحياء ليلة المعراج النبوي الشريف

- ‌جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تقوم بواجبها الديني وشعورها الإنساني:

- ‌بيان ما أرسل للمنكوبين:

- ‌تنبيه

- ‌غرداية

- ‌بين المسلمين في غرداية

- ‌للحق والنصفة

- ‌قسم الخطب

- ‌ذكرى المولد النبوي الكريم

- ‌بقية الخطاب الذي ألقاه صاحب المجلة في النادي

- ‌مبدأ رحمته:

- ‌مبدأ قوته:

- ‌مظاهر رحمته:

- ‌مظاهر قوته:

- ‌آثار القوة والرحمة في أخلاقه:

- ‌الأمانة:

- ‌الصدق:

- ‌العدل:

- ‌إهتمامه بالخلق:

- ‌إنقباضه عنهم:

- ‌نبوءته:

- ‌الرحمة والقوة في شريعته:

- ‌خطبتان لصاحب المجلة

- ‌خطاب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌خطبة منبرية

- ‌ذكرى الشاعرين:

- ‌((خطبة صاحب هذه المجلة))

- ‌خطاب رئيس الجمعية

- ‌خطاب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌ غاية الجمعية

- ‌ثمرة هذه الغاية:

- ‌دعوة الجمعية:

- ‌ثمرة هذه الدعوة:

- ‌ما حصلنا من الثمرتين:

- ‌الجمعية وأنواع من يتصل بها:

- ‌الجمعية والأمة:

- ‌الجمعية وأهل الطرق:

- ‌الجمعية والحكومة:

- ‌الجمعية والأحزاب:

- ‌الجمعية والمؤتمر الإسلامي الجزائري العام:

- ‌الجمعية وخصومها:

- ‌خطبة رئيس الجمعية

- ‌خطاب الرئيس الجليل

- ‌خطاب الرئيس في الاجتماع العام

- ‌قسم الشعر

- ‌السياسة في نظر العلماء

- ‌تحية المولد الكريم

- ‌القومية والإنسانية

الفصل: ‌قال سعادة الباشا:

الوحدة العربية حتى أصبحت فكرة اتحادها وتضامنها ليست من الأمور الصعبة والمسائل الخيالية كما كان يتوهم الكثيرون.

ولكن عطوفته يرى أن إثارة الوحدة السياسية بين هذه المجموعة الآسيوية والمجموعة الإفريقية في هذه الظروف العصييبة، مما يثير علينا مشاكل جمة ومتاعب عديدة لا قبل لنا باحتمالها ودرئها ونحن ما زلنا على عتبة الاستقلال والسلطان القومي".

وهذا التصريح جلي في أن الأمير لا يعارض إلا في إثارة الوحدة السياسية في هذه الظروف لما يخشى من مشاكل ومتاعب فأين هذه البراءة التي زعمها الباشا وهول بها؟

نرى واجبا علينا بعد ما نقلنا كلام الأمير واطلع عليه القراء، أن ننقل من مقال الباشا المنشور بعدد "الرابطة العربية" المتقدم ما فيه رمي الأمير بالبراءة من مسلمي المستعمرات ليرى القراء بأنفسهم مقدار مطابقته للواقع ومسافة ما بينه وبين الحقيقة.

‌قال سعادة الباشا:

1 -

"وأما شكيب فيعلن (بدون داع وبدون أن يسأله أحد عن رأيه في الاتفاق مع المسلمين المصابين بالاستعمار) براءته من المسلمين كافة من المغرب الأقصى إلى نهاية الهند ومن التركستان إلى البلقان إلا عرب الجزيرة ومصر (الغنية بذهبها الوهاج) ".

2 -

"إذ دفع فيها (الخطبة) شكيب بإحدى يديه طرابلس برقة معلنا البراءة منها طلبا لرضاء إيطاليا ودوام ابتسامة موسوليني الذي يتفانى في حبه (وهو لاه عنه) لأدنى مناسبة".

3 -

"ويدفع شكيب باليد الأخرى تونس والجزائر ومراكش والسودان تودداً لفرنسا المسيطرة على بلاده معلناً بذلك براءته من الجميع".

ص: 391

4 -

"فما معنى براءة شكيب اليوم من مسلمي طرابلس برقة وافريقيا كلها (إلا مصر الغنية بالذهب) وما هي النعمة التي ستزول عنهم والنقمة التي ستحل بهم وتجعلهم يحزنون من إعلان هذه البراءة الجوفاء من طرف شكيب أرسلان. وعلى هذا القياس القول في رجال المغرب والمشرق كله الذي أعلن شكيب براءته منهم إرضاء للمستعمرين".

5 -

"وأما افريقيا ففقيرة لا تستحق بعد أن نضب ضرعها الذي كان يدر على كثيرين من دعاة الإسلام لبنا خالصا إلا أن يقال لها اليوم بعداً وسحقا لك فإن رضاء المستعمرين أنفع لنا من رضائك".

6 -

"وأن يعاتبوه (المسوريون) على تعليله براءته من مسلمي المستعمرات بأنه لا يتحمل عداوة المستعمرين في سبيل أولئك المسلمين ناسياً أو متناسيا ما كان يتظاهر به من الإنتصار للإسلام ومعتنقيه في كتاباته وخطبه القديمة أيام كان المسلمون أعزة وكرماء".

7 -

"واضطر فيه (وقت كهذا) إلى إعلان البراءة من صديق قديم".

8 -

"أما وقد تظاهر اليوم بإعلان براءته من المسلمين المستعمرة بلادهم فلم يكن بد من الكلام، إذ قد علل ذلك بأنه لا يتحمل عداوة دول الاستعمار لأجل صداقة مسلمي مستعمراتها ونسي الأخوة الإسلامية التي لا يغفل عن ذكرها".

9 -

"ومما يؤسف له أن يعلن شكيب أرسلان براءته على رؤوس الأشهاد في سوريا من المغرب كله تزلفاً لفرنسا".

10 -

"

الإهانة التي صوبها إلى إخوانهم رجال شمال إفريقيا الأخ الارسلاني طلباً لرضا إيطاليا وفرانسا".

ماذا يقول القراء بعد وقوفهم على الكلامين؟ أما نحن فقد قضينا

ص: 392

- والله- عجبا من هذا البهت والتحامل اللذين لا مبرر لهما ولقد وقفنا قبل أن نكتب لفظتي البهت والتحامل وحاولنا أن نجد غيرهما يقوم مقامهما فلم نجد إلا إذا خالفنا الحقيقة وسمينا الأشياء بغير أسمائها. ولكننا- مع هذا- نلتمس لسعادة الباشا العذر من مرضه الذي هو في حالة نقه منه والحمد لله.

بقي في كلمات سعادته ملاحظات ينبغي التعليق بها وها هي مرتبة على حسب الأرقام.

1) نظن ان الذي دعا الأمير إلى ما قاله عن الوحدة السياسية أنه كان بصدد تقرير الوحدة العربية فأراد أن يبين ما يريد من التفريق بين الوحدة السياسية وغيرها حسب نظريته، وأما مصر فإنما أدخلها في الوحدة السياسية وهي إفريقية لأنها مستقلة إلى حد بعيد. وأما ذهبها الوهاج فنظن أنه لا يقدم ولا يؤخر لو لم يكن ذلك القدر العظيم من الاستقلال.

2) نظن أن الأمير لو كان ممن تستبيه الابتسامات لاستبته ابتسامات انكلترا التي لا نشك أنها ابتسمت له كما ابتسمت لغيره ممن يعيشون في مناطق نفوذها

فأعرض عنها فحرَّمت عليه حتى النزول في مصر رغم دستورها واستقلالها.

3) وأما فرنسا فلو كان الأمير يتودد إليها لتودد إليها أيام كانت بلاده تحت نير انتدابها التام وهو مقضي عليه بالإبعاد منها. وكيف يمكن أن يتودد إليها وهو يعلم أن جرائدها إلى يوم الناس هذا تصفه بالعدو وتنسب إليه- زوراً- كثيراً مما هو واقع في مستعمراتها ومن خطاب م سارو أمام لجنة الجزائر والمستعمرات: (شكيب أرسلان ذلك العدو القديم لفرنسا والذي لا تزول عداوته) وكيف يتودد أدنى العقلاء إلى من يصارحه بالعداوة وينسب إليه المناوءة التامة، فكيف بمثل الأمير؟

ص: 393

4) قضى الأمير شكيب أيام غربته في سويسرا محاربا للاستعمار كله في خطبه وكتبه ومقالاته الكثيرة جدا في صحف الشرق والغرب بالعربية والفرنسية وفي مجلته "لا ناسيون آراب" المشهورة في أنحاء المعمور وهو في ذلك كله يغضب المستعمرين ويكربهم ويحز في حلاقمهم هذا وهو طريدهم وبلده في استعبادهم فكيف صار اليوم وقد شاب فوداه وتحررت- إلى حد- بلاده ورجع كما رجع سائر المبعدين إليها يطلب رضا المستعمرين؟ هذا نظن أنه غير معقول.

5) من هم هؤلاء الكثيرون من دعاة الإسلام الذين كانت إفريقيا تدر عليهم لبنا خالصاً؟ أجمال الدين؟ أم محمد عبده؟ أم رشيد رضا؟ أم شكيب أرسلان؟ فإن كان هو شكيب كما قد يزعم الباشا فهو واحد فأين الكثير. إن مثل هذه الكلمة الغالية المتجاوزة تدلنا على أن سعادة الباشا لم يكن يضبط ما يقول.

6) لقد كان شكيب منقطعًا لنصرة المسلمين المستعبدين أينما كانوا كما تشهد بذلك آثاره التي ذكرنا والمسلمون المسعبدون أذلة لمستعبديهم فقيرهم قعد به العجز وغنيهم غل يديه البخل وهم- إلا قليلا- قد فرطوا في واجبهم نحو مشارعهم التي بين أيديهم وأمام أعينهم فضلا عما هو بعيد عنهم كمجلة شكيب الوحيدة في بابها! فمتى كان المسلمون الذين دافع عنهم شكيب طول أيام غربته أعزة كرماء؟ حتى يزعم الباشا أن شكيبا دافع عنهم أيام عزهم وكرمهم يعني وتبرأ منهم اليوم يوم ذلهم وفقرهم. كلا الأمرين بالعكس يا صاحب السعادة فإن المسلمين كانوا أذلة واليوم تنسموا شيئا من العز وكانوا أشحة واليوم نشطت فيهم روح البذل. فما خدمهم شكيب- إذا أنصفنا- إلا أيام ذلهم وشحهم.

7) من المعلوم أن من الواجب في المذهب الإباضي البراءة من المخالفين كما قال صاحب (النيل) في باب فرز دين الله "ويصل لفرزه

ص: 394

باسمه وصفته ومن ينسب إليه من أئمته وولايتهم وبراءة من خالفهم وتخطئته" فلا عجب أن يتبرأ سعادة الباشا من الأمير كسائر المخالفين وإنما نظن أن سعادته يقصد البراءة الخاصة التي توجب الهجران والمقاطعة لارتكاب جريرة. ولكنها براءة في غير محلها لأنه قد تبين أن الأمير لم يقل شيئا مما رماه به الباشا.

8) لم يقل شكيب أنه لا يتحمل عداوة دول الاستعمار لأجل صداقة مسلمي مستعمراتها ولا ينسى الأخوة الإسلامية بل قد صرح بالصلات المعنوية والروابط الروحية واتحاد القلوب وارتباطها في السراء والضراء والوحدة اللغوية والثقافية والدينية والاجتماعية وأننا منهم ولهم ومعهم أفبعد هذا كله يقال عنه- زوراً- إنه: لا يتحمل عداوة دول الاستعمار لأجل صداقة مسلمي مستعمراتها؟ هذا- والله- عظيم.

9) يصمم الباشا على أن الأمير يتزلف لفرنسا بهذه البراءة المزعومة، ولماذا يتزلف لها ولا سلطان لها عليه ولاطمع له في سلطانها، ولمَ يتزلف لها وهي تذيقه علقم البعد عن الأهل والوطن. كيف يتزلف لها اليوم وهو في أهله ووطنه بفضل أمته وحكومتها لا بفضل فرنسا عليه.

10) ليس فيما نقلناه من كلام الأمير شيء تشم منه رائحة الإهانة وكيف يكون من يصرح بتلك الروابط ويشير بالوحدة السياسية لعرب شمالي إفريقيا مهيناً لإخوانه. كلا، وإنما هو خبير مجرب وسياسي محنك يفرق بين ما يمكن وما لا يمكن إلا بعد زمان.

ها نحن لبينا دعوة الباشا فأبدينا رأينا في كلام الأمير وكلام سعادته بعد نقلهما بنصهما ولو وجدنا- علم الله- شيئا مما زعمه الباشا في كلام الأمير لوقفنا معه الموقف الذي يوجبه الحق والشرف وأخوة الإسلام دون أدنى هوادة أو لين.

وقد اقتصرنا من كلام سعادة الباشا على ما يتعلق بالبراءة المزعومة

ص: 395

دون بقية المقال وإن كنا منكرين لكثير مما فيه، لاأننا لم نقف موقف المدافع عن الأمير إذ له من قلمه ما يغنيه عن دفاع مثلنا.

غير أن هناك ملاحظة لا بد من إبدائها وهي أن روح المقال- في نظرنا- روح هدم لماضي شكيب أرسلان برمته وتصويره بصورة الرجل المادي الذي ما كان يحركه إلا حب المال. وعزيز علينا- والله- مثل هذا النكران من رجل عظيم لرجل عظيم، ومحزن لنا- والله- ومفتت لأكبادنا أن نسرع هذه السرعة في هدم عظمائنا سواء أكان الهادم الباروني لأخيه شكيب أو العكس أو غيرهما. وإننا لنعرف هذه الروح الهدامة فينا معشر الشرقيين ولكننا ما كنا نظنها تبلغ المستوى الذي رقيه الباروني ومثله.

فياليتها قومنا يذكرون- دائما- قول أبي الحسن ابن الرومي:

لا تضع من عظيم قدري وإن كنـ

ـت مشارا إليه بالتعطيم

فالشريف العظيم ينقص قدراً

بالتعدي على الشريف العظيم

ولع الخمر بالعقول رمي الخمـ

ـر بتنجيسها وبالتحريم

بل ليتهم يتأدبون بأدب الله في قوله جل جلاله {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} فلا ينكرون الإحسان الكثير لأجل السوء القليل، إن كان هذا السوء القليل.

هذا رأينا فيما بين الأمير والباشا أما رأينا في الوحدة السياسية وفي عروبة شمال إفريقيا فسنبديه في العدد الآتي إن شاء الله.

هذا وكأنني بـ: م. سارو وغيره يضمون كتابتي هذه إلى حججهم على ما يرمون به الأمير وما يرموننا به. ونحن ما أنكرنا يوما بيننا وبين عظماء أمتنا الإسلامية والعربية من روابط متينة وعلائق قوية وإن لم تكن بيننا معرفة شخصية ولا كتابية.

ص: 396

ونحن نكلف بالعظمة وندافع بالحق، ولو لم تكن منا، فكيف بها إذا كانت منا- وقديما قال شاعرنا أبو عبادة البحتري:

وأراني من بعد اكلف بالا شـ

ـراف طرا من كل سنخ وجنس

عبد الحميد بن باديس

(1) ش: ج 10، م 13، ص 438 - 446

بسكرة النخيل 1 شوال 1356هـ - 12 دسامبر 1937م.

ص: 397