الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلوب بعد حين- حرر صاحب هذه المجلة ونشر فوق أغلب أعمدة الصحف الجزائرية والتونسية هذا النداء (1)!
نداء إلى الأمة الجزائرية ونوابها
أيتها الأمة الكريمة. أيها النواب الكرام!
اليوم وقد آيسنا من غيرنا يجب أن نثق بأنفسنا.
اليوم وقد تجوهلت قيمتنا يجب أن نعرف نحن قيمتنا.
اليوم وقد خرست الأفواه عن إجابة مطالبنا يجب أن نقول نحن كلمتنا.
اليوم وقد اتحد ماضي الاستعمار وحاضره علينا، يجب أن تتحد صفوفنا.
أيتها الأمة الكريمة، أيها النواب الكرام!
بمحضر الوفد كله في وزارة الحربية من السنة الماضية- قال لنا دالاديه وزير الحربية، رئيس الحزب الجمهوري الراديكالي والراديكالي سوسياليست: أقول لكل بكل صراحة "إني أعارض كل المعارضة في إعطائكم النيابة البرلمانية ما دمتم على حالتكم الشخصية الإسلامية". من ذلك الحين تحققت أن هذه النيابة البرلمانية ميئوس منها، وقد أشرت إلى هذا فيما كتبته عن الوفد بعد رجوعنا في مجلة "الشهاب" وها هي الأيام جاءت محققة ذلك اليأس. وها هي الجزائر اليوم تنشد بلسان حالها قول الشاعر العربي:
ش: ج 7، م 13، ص، 32
رجب 1356هـ - سبتمبر 1937م.
أَزْمَعْتُ يَأْسًا مُبِينًا مِنْ نَوَالِكُمُ
…
وَلَنْ تَرَى طَارِدًا لِلْحُرِّ كَالْيَأْسِ
أيتها الأمة الكريمة، أيها النواب الكرام!
حرام على عزتنا القومية وشرفنا الإسلامي أن نبقى نترامى على أبواب برلمان أمة ترى أو ترى أكثريتها ذلك كثيراً عليها
…
! ويسمعنا كثير منها في شخصيتنا الإسلامية ما يمس كرامتنا ويجرح أعز شيء لدينا. لندع الأمة الفرنسية ترى رأيها في برلمانها ولنتمسك- عن إيمان وأمل- بشخصيتنا ولنطلب بالمساواة التامة في جميع الحقوق في وطننا وأولها المساواة في المجالس النيابية.
أيتها الأمة الكريمة، أيها النواب الكرام!
قرروا يوم 29 أوت وبعد قرار المؤتمر وجمعيات النواب عدم التعاون في النيابة بجميع أنواعها. قرروا أن لا تعودوا بدون مساواة إليها. قرروا أنه يجب أن يكون كل مسلم جزائري بلغ سن الانتخاب منتخبا وأن يكون عدد نواب المسلمين الجزائريين في كل مجلس مثل عدد الفرنسيين. كونوا جبهة متحدة لا تكون المفاهمة إلا معها على هذا الأصل.
أيتها الأمة الكريمة، أيها النواب الكرام!
تناسوا الحزازات، امحقوا الشخصيات، برهنوا للعالم أنكم أمة تستحق الحياة، برهنوا لفرنسا أنكم كما وقفتم معها في الحرب صفا واحدا تدافعون عنها تقفون في السلم صفا واحدا تدافعون الأنانيين منها الذين هم مثل أعدائها.
هذا وأنا كمسلم جزائري قد أديت الواجب الثاني من واجباتي في
الوقت الحاضر والله المستعان على القيام ببقيتها وعليكم السلام ورحمة الله من أخيكم (1).
عبد الحميد بن باديس
(1) ش: ج 7، م 13، ص 325 - 326 رجب 1356 هـ - سبتمبر 1937م.