الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاعلام المحرر المجيد ذو الخلق السني الحميد أنيس كل جليس الشيخ سيدي الحاج عبد الحميد بن باديس على ما علقه على أبيات من خاطب - النبي صلى عليه وآله وسلم بقوله:
إن مت بالشوق منكد
…
ما عذر ينجيك
فألفيته الحق الذي فيه لا يستراب، والمنهج الأقوم الذي لا شك فيه ولا ارتياب فحمدت الله على أن وفقه لذلك وأرشده لسلوك تلك المسالك فإنه مشي على أصول سليمة وقواعد مستقيمة يجب الرجوع إليها والاعتماد عليها فمن حاد عنها ضل وهلك وخرج عن نهج السلف الصالح، وغير سبيلهم سلك، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ووقاه والمحبين وأنصار الدين سوء وضيرا بحرمة أكمل المرسلين سيدنا ومولانا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأزكى التسليمات إلى يوم الدين آمين والحمد لله رب العالمين.
عبد ربه شعيب بن علي بن عبد الله وفقه الله.
تقريظ محمد المولود بن الموهوب:
الحمد لله الذي جعل الأدب الصادق مع سيدنا المصطفى دليلا على الحب- وجعل حبه الكامل علامة على رسوخ الإيمان والقرب- والصلاة والسلام التامان عليه كما يليق به من الله- ما تلي ويتلى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} وعلى آله وأصحابه الذين حازوا به عظيم الجاه- أما بعد فقد اطلعني الأخ في الله العلامة فرع الكمال وزبدة الأصول ذو الأنس والتأنيس السيد عبد الحميد ابن باديس على جوابه الشافي ونقله الصافي وكيله الوافي بل ونعم الحسام الكافي لقطع رقبة ذلك الذي قاده الخناس بزمام الوسواس حتى نطق بتلك العبارة المحزنة الدالة على أنه ذو إفلاس- وزين له أن إقبال الجهال عليه لا يكمل إلا بتلك الجسارة العظمى على الجناب
الاحمى- وأفضل المخلوقات قدما- فوجدته سلسبيلا معين- كالعسل المصفى للعلماء العاملين- من بحر شريعة الأمين يجري- فلله در الباديسي المؤيد بما قاله الكمل كالإمام الأخضري:
وقال بعض السادة الصوفية
…
مقالة جليلة صفية
إذا رأيت رجلا يطير
…
أو فوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف عند حدود الشرع
…
فإنه مستدرج وبدعي
واعلم بأن الخارق الروحاني
…
لتابع السنة والقرآن
والفرق بين الإفك والصواب
…
يعرف بالسنة والكتاب
والشرع ميزان الأمور كلها
…
وشاهد بفرعها وأصلها
والشرع نور الحق منه قد بدا
…
وانفجرت منه ينابيع الهدى
وقال بعض أولياء الله
…
السالكين لطريق الله
من ادعى مراتب الجمال
…
ولم يقم بأدب الجلال
فارفضه إنه الفتى الدجال
…
ليس له التحقيق والكمال
ومن تحلى بحلى المعالي
…
ولحدود الله لم يبال
ففر منه إنه شيطان
…
مخادع ملبس خوان
قال البهيقي في مناقب الشافعي- رضي الله عنه المحدثات ضربان: ما أحدث مخالفا كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلالة. وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة، وقال الأستاذ البكري- رضي الله عنه في الوصية الجليلة: إن أهل الطريق يجب عليهم أن لا يخطوا خطوة ينكرها الشرع عليهم فإن من خالف الشريعة المحمدية تاه وضل عن الطريقة المرضية فالشريعة أصل والحقيقة فرعها فمن لم يحكم الأصل لا ينتفع بالفرع، ا. هـ. قال سيدي عبد القادر الجيلاني- رضي الله عنه: كل حقيقة ردت شريعة فهي زندقة وكل ظاهر يخالف باطنا فهو باطل، ا. هـ. وقال
سيدي ابراهيم الدسوقي- رضي الله عنه: طريقنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة، فمن أحدث فيه ما ليس في الكتاب والسنة فليس هو منا ولا من إخواننا ونحن بريئون منه في الدنيا والآخرة ولو انتسب الينا بدعواه، اهـ. وقال أبو زيد- رضي الله عنه: لو أن رجلا بسط مصلاه على الماء وتربع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، اهـ. وفي مناهج السعادات: قيل للرسول- صلى الله عليه وآله وسلم متى أكون مؤمنا، وفي لفط آخر: مؤمنا صادقا، قال: إذا أحببت الله. قيل: ومتى أحب الله، قال: إذا أحببت رسوله، فقيل: ومتى أحب رسوله، قال: إذا اتبعت طريقته واستعملت سنته وأحببت بحبه وأبغضت ببغضه وواليت بولايته وعاديت بعداوته. وقال سهل التستري: عليكم بالاقتداء بالأثر والسنة فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي- صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبرأوا منه وأذلوه وأهانوه، اهـ. فأين هذا مما نحن فيه من إساءة الأدب مع سيد الكائنات اللهم لا حول ولا قوة إلا بك، فبشراك يا أيها الباديسي لقد أسعدك الله بالدفاع عن حرمة الرسول كسيدنا حسان بن ثابت وغيره من الفحول، وبعداً لمن تشبه بالسالكين كذبا وما قرع الباب بيد آداب مع سيد الأحباب.
هيهات أن تدرك المنى بشقشقة
…
طورا إليك وطورا طوع تلقين
إن السيوف سيوف الله قاطعة
…
والمصطفى حبه فرض من الدين
ألا اتئدوا عرف المركوب معتبر
…
لدى السباق حفائر الميادين
نسأله تعالى أن يحفظنا من دسائس الدجالين في حصن سنة سيد المرسلين صلى الله عليهم أجمعين آمين، حرره الفقير إلى رحمة علام الغيوب محمد المولود بن الموهوب المفتي المالكي والمدرس بقسنطينة في الخامس عشر من شعبان 1341