الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
جواب الرئيس للشيخ قدور الحلوي
ــ
إلى جناب المكرم المحترم سيدي قدور الحلوي السلام عليكم ورحمة الله. وبعد فقد وقفت في بعض الجرائد على تقديمكم استعفاءكم لنا من عضوية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومن رئاسة لجنتها الدائمة بالجزائر احتجاجا على البرقية المنشورة في بعض أعداد (الدفاع) الأخيرة بغير استشارة ولا موافقة غالب أعضاء الجمعية. وتحرجا مما نشر في مجلة الشهاب من مقال منقول عن مجلة المنار الإسلامي.
فأما استعفاؤكم من عضوية الجمعية فقد قبلته. وأما استعفاؤكم من رئاسة لجنتها الدائمة فهو واقع منكم في غير محله إذ حضرتكم لم تكونوا رئيس اللجنة في يوم من الأيام ورئيسها معروف منشور اسمه مع أعضائها في عدد (السنة) الذي نشر فيه الاجتماع العام الماضي ومن العجب أن يخفى عليكم هذا. وأعجب منه أن لا يعرف عضو في جمعية مركزه فيها، وأما البرقية المنشورة في (الدفاع) فهي برقية احتجاج على لجنة م ميرانت الوزارية التي ذهبت لتطعن المسلمين الجزائريين الطعنة النجلاء في مسألة المساجد والمكاتب والصحافة وهي مسائل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كتبت فيها صحفها- أيام كانت لها صحافة- ونشرت فيها بياناتها ووجهت فيها برقيات احتجاجها قبل تكوين هاته اللجنة، أتريد من الجمعية أن تسكت عن الاحتجاج لما احتج القطر كله بالمظاهرات والبرقيات مع جميع الجهات والطبقات؟ أفتخرج الجمعية عن إجماع المسلمين في مسائل هي
المقصودة بها بالذات؟ وأما توجيه البرقية باسم الجمعية فلاعتماد الرئيس على التفويض المعطي له من المجلس الإداري في القيام بالدفاع عن الجمعية في جميع مسائلها وقد علم كل أحد أن هذه المسائل هي مسائل الجمعية التي ما زالت تدافع عنها وتضطهد فيها ومن أجلها. على أن أكثر أعضاء المجلس الإداري قد خاطبوا الرئيس يستحثونه على القيام بالاحتجاج. وستسمع يوم الاجتماع العام الآتي كيف يكون التصويت على تلك البرقية وغيرها بالإجماع ليعلم كل أحد أن هذه الجمعية متضامنة في جميع أعمالها لا يشذ عنها إلا من شذ. وأما جعلكم تحرجكم مما نشر بمجلة (الشهاب) السبب الثاني لاستعفائك، وعجب آخر من حضرتكم إذ مجلة الشهاب معروفة بخطتها الإصلاحية مستقلة بها من يوم نشأتها قبل وجود الجمعية بسبع سنوات فكيف تحملون مسؤوليتها على الجمعية.
فأما ما تهجمتم به على الجمعية في بقية مقالكم ولخصتم به ما كان يتقوله غيركم عن الجمعية وأنتم من أعضائها دون أن يحملكم على الخروج منها، فإنا لا نجيبكم عنه لأنا فرغنا منه قبل اليوم مع أناس بيتت حقيقتهم الأيام وضربهم الله بالتفرق والخذلان، فأين هم، وأين صحافتهم اليوم، وتلك عاقبة الظالمين ونهاية كيد الخائنين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (1).
الجزائر: عبد الحميد بن باديس
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
(1) ش: ج 7، م 10، ص 341 - 342 غرة ربيع الأول 1353هـ - 14 جوان 1934م.