الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان عن هلال شوال
من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى المسلمين الجزائريين
ــ
اجتمعت هيئة علمية بإدارة مجلة الشهاب ليلة الأحد لاتنظار ما يرد من الأخبار عن الهلال والأسئلة عنه مثل ما فعلت ليلة رمضان وبيناه في المنشور السابق.
دق جرس التلفون من قصر الطير فتكلم السيد عبد الرحمن بن بيبي فأخبر بأن الهلال رآه رجلان من قريتهم وناداهما فتكلم كل واحد منهما وأخبر عن الرؤية وزكاهما السيد عبد الرحمن وسمع هذا كله رئيس الجمعية والسيد أحمد بوشمال والشيخ عبد العلي ثم دق الجرس من بلدة جامعة فتكلم فضيلة قاضيها الشيخ لخضر بن غريب فذكر أن قاضي بلدة أولاد جلال أخبره أن الهلال رآه اثنان في بلدته وأنه نقل له اثنان من أهل قرية سيدي خالد الرؤية عن أربعة بها فثبت الأمر عنده ثم ذكر فضيلة قاضي جامعة أن الهلال قد رؤي أيضا في سيدي عقبة وأنه نقل ذلك عن الثقة عنده، ثم تكلم السيد الحاج الشاوي فأخبر بمثل كل ما ذكره الشيخ القاضي وسمع ذلك كله منهما من سمعوا الخبر الأول وغيرهم. ولما تحملنا هذه الشهادات قمنا فذهبت إلى فضيلة قاضي قسنطينة الشيخ محمد بن الساسي فأدينا عنده الشهادة، وكلم هو قاضي بلدة أولاد جلال فأخبره بمثل ما أخبرناه به، فأصدر حكمه بدخول شهر شوال بالأحد وأعلن ذلك للناس. وتولت هيئة جمعية العلماء توزيع الخبر بالبرقيات والتلفونات- كعادتها- على أنحاء القطر.
أصبح الخبر منتشرا في القطر كله وأفطرت جل البلدان ولولا بقايا من الذين في قلوبهم مرض لعم العيد جميع البلدان. وكان من المقدر على العاصمة الجزائر أن يقع فيها الخلاف في الفطر كما وقع فيها الخلاف في الصوم وكان سبب ذلك أخيرا هو السبب، أولا: ذلك المتعنت المخذول. كان يعتل لخلافه في الصوم بأنه لم تخاطبه هيئة رسمية وهو لا يقبل إلا الرسميين فخاطبه ليلة الأحد فضيلة الشيخ محمد بن الساسي بنفسه هو ومن كانوا معه في المحكمة ورغم هذه المخاطبة الرسمية أبى من العمل بها وأصر على رأيه الباطل الذي لا مستند له لا من وهم ولا من شبهة. وكان هذا منه الدليل القاطع عند الناس على تعصبه وعناده وما يكون عنه التعصب والعناد في مثل هذه المسألة الدينية من طوايا وأدغال.
هكذا تقوم الجمعية بكل ما ترى فيه الخير من نشر العلم والدين وتوحيد الكلمة في الخير فتجد أمثال هذه العراقيل من هذه الأشباح المظلمة والأيدي الظالمة تعترضها في طريق الصالح العام، والجمعية- بإذن الله- سائرة في طريقها المحمودة إلى غايتها النافعة ولو كره المبطلون والله المستعان.
هذا وإننا نحمد الله على ما شاهدناه من الأمة من المناية ونشكر كل من أعاننا على القيام بهذه الطاعة ونرجو من إخواننا المسلمين أن يبذلوا عنايتهم في كل الشهور وأن يبادر كل من يرى الهلال إلى إخبار محكمته وأن يعلن رئيس المحكمة ذلك الناس والله المسؤول أن يوفقنا للخير ويعيننا عليه ويجعلنا من أهله (1).
عن مكتب رئاسة الجمعية
الرئيس: عبد الحميد بن باديس
(1) ش: ملحق ج 12، م 10، ص 1 - 3 غرة ذي القعدة 1353هـ - فيفري 1935م.