الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«أما بعد: فإن رحمتى لك، تصرفنى عن الغضب عليك، لتمكّن الخدع منك، وخذلان التوفيق إياك، نهضت بأسباب وهّمتك أطماعك أن تستفيد بها عزّا، وكنت جديرا- لو اعتدلت- أن تدفع (1) بها ذلّا، ومن رحل عنه حسن النظر، واستوطنته الأمانى، ملك الحين (2) تصريفه، واستترت عنه عواقب أمره، وعن قليل يتبيّن من سلك سبيلك، ونهض بمثل أسبابك، أنه أسير غفلة، وصريع خدع، ومغيض ندم، والرّحم (3) تحمل على الصفح عنك، ما لم تحلل بك عواقب جهلك، وتزجر عن الإيقاع بك، وأنت إن ارتدعت كنت فى كنف وستر، والسلام» .
وقال المسعودى: وكان فيما كتب إليه عبد الملك:
«إنك لتطمع نفسك بالخلافة، ولست لها بأهل» :
140 - رد عمرو بن سعيد على عبد الملك
فكتب إليه عمرو:
«استدراج النّعم إياك أفادك البغى، ورائحة القدرة أورثتك الغفلة، رجرت عما وافقت عليه، وندبت إلى ما تركت سبيله، ولو كان ضعف الأسباب يؤيس الطّلّاب، ما انتقل سلطان ولا ذلّ عزيز، وعن قريب تتبيّن: من أسير الغفلة، وصريع الخدع، والرّحم تعطف على الإبقاء عليك مع دفعك عما غيرك أقوم به منك، والسلام» .
(البيان والتبيين 3: 229، ومروج الذهب 2: 116)
(1) فى الأصل «أن لا تدفع» وهو خطأ.
(2)
الحين: الهلاك.
(3)
الرحم: القرابة.