الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد كان من أمرنا ما قد بلغك (1)، وكنا نحن وعدوّنا على حالين مختلفين- يسرّنا منهم أكثر مما يسوءنا، ويسوءهم منا أكثر مما يسرهم، على اشتداد شوكتهم واجتماع كلمتهم، وانزعاج القلوب لمخافتهم، فقد كان علن (2) أمرهم، حتى ارتاعت له الفتاة، ونوّم بذكرهم الرّضيع، وصمّ لخوفهم السّميع، فانتهزت منهم الفرصة فى وقت إمكانها، وأدنيت السّواد (3) من السواد حتى تعارفت الوجوه، فلم نزل كذلك حتى بلغ الكتاب (4) أجله «فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين» .
(الكامل للمبرد 2: 232 وشرح ابن أبى الحديد م 1: ص 407 وسرح العيون ص 135 وأدب الكتاب ص 235)
192 - رد الحجاج على المهلب
فكتب إليه الحجاج:
(1) وفيه: «فقد كان من أمرنا ما أغنت جملته عن تفصيله، وكنا نحن وعدونا فى مدة هذا التنازع على حالتين
…
».
(2)
علن الأمر كنصر وضرب وكرم وفرح علنا بالتحريك وعلانية واعتلن: ظهر.
(3)
السواد: العدد الكثير، ومن الناس عامتهم.
(4)
وفى أدب الكتاب: «فانتهزت منهم الفرصة عند إمكانها، بعد أن تنظرت وقت إبانها، واستدعى النهل علله، وبلغ الكتاب أجله، فقطع
…
».
(5)
النفل بالتحريك: الغنبمة، ونفله النفل ونفله بالتشديد وأنفله: أعطاه إياه.
(6)
إقليم بين فارس وسجستان.
فولى المهلب ابنه يزيد كرمان، وقدم على الحجاج فأجلسه إلى جانبه وأظهر إكرامه وبرّه، وقال: يا أهل العراق أنتم عبيد المهلب.
وكان أميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد عاملا على خراسان وسجستان، فعزله عبد الملك سنة 78 هـ وجمع سلطانه للحجاج، فبعث المهلّب على خراسان، وعبيد الله ابن أبى بكرة على سجستان.
(الكامل للمبرد 2: 232، وشرح ابن أبى الحديد م 1: ص 407، وسرح العيون ص 135)