الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومائة ألف دينار، فإن يكن أصابها من حلّها فرحمه الله، وإن تكن من خيانة فلا رحمه الله».
284 - رد الوليد على الحجاج
فكتب إليه الوليد:
(الكامل للمبرد 1: 248)
285 - كتاب مسلمة بن عبد الملك إلى الوليد
وكتب مسلمة بن عبد الملك وهو غاز بقسطنطينية إلى أخيه الوليد:
أرقت وصحراء الطّوانة بيننا
…
لبرق تلالا نحو غمرة يلمح (1)
أزاول أمرا لم يكن ليطيقه
…
من القوم إلا اللّوذعىّ الصّمحمح (2)
(معجم البلدان 6: 66)
286 - كتاب سليمان بن عبد الملك إلى الحجاج
وروى صاحب العقد الفريد قال:
كان سليمان بن عبد الملك يكتب إلى الحجاج فى أيام أخيه الوليد بن عبد الملك كتبا فلا ينظر له فيها، فكتب إليه:
«بسم الله الرحمن الرحيم، من سليمان بن عبد الملك إلى الحجاج بن يوسف، سلام على أهل الطاعة من عباد الله، أما بعد: فإنك امرؤ مهتوك عنه حجاب الحقّ، مولع
(1) طوانة: بلد بثغور المصيصة (وهى من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم).
(2)
اللوذعى: الخفيف الذكى الحديد الفؤاد، والصمحمح: الرجل الشديد.
بما عليك لا لك، منصرف عن منافعك، تارك لحظّك، مستخفّ بحق الله وحقّ أوليائه، لا ما سلف إليك من خير يعطفك، ولا ما عليك لا لك تصرفه فى مهمّة من أمرك، معموه (1) معصوصر (2) عن الحق اعصيصارا، لا تسكت عن قبيح، ولا ترعوى عن إساءة، ولا ترجو لله وقارا، حتى دعيت فاحشا سبّابا، فقس شبرك بفترك، واخرز زمام نعل بحذو (3) مثله قائم، وايم الله لئن أمكننى الله منك لأدوسنّك دوسة تلين منها فرائصك، ولأجعلنّك شريدا فى الجبال، تلوذ بأطراف الشّمال، ولأعلّقنّ الرّوميّة الحمراء (4) بثدييها، علم الله ذلك منى (5) وقضى لى به علىّ، فقدما (6) غرّتك العافية، وانتحيت (7) أعراض الرجال، فإنك قدرت فبذخت (8)، وظفرت فتعدّيت، فرو يدك حتى تنظر كيف يكون مصيرك إن كانت بى وبك مدة أتعلّق بها، وإن تكن الأخرى، فأرجو أن تئول إلى مذلّة ذليلة، وخزية (9) طويلة، ويجعل مصيرك فى الآخرة شرّ مصير، والسلام».
(العقد الفريد 3: 16)
(1) عمه كفرح: تردد فى الضلالة وتحير لا يهتدى لطريقه ومذهبه، وفى كتب اللغة أن الوصف منه عمه كفرح وعامه، ولم يرد فيها معموه، إلا أن يقال هو مفعول بمعنى فاعل، كما فى «حجابا مستورا» أى ساترا.
(2)
قال فى اللسان: «كل شىء منعته وحبسته فقد عصرته واعتصرته، » فمعنى معصوصر عن الحق ممنوع محبوس عنه، وهو اسم فاعل من اعصوصر، وصيغة افعوعل من أبنية المبالغة كاعذوذب من عذب، واحلولى من حلا- ولم تورد كتب اللغة هذه الكلمة-.
(3)
يقال حذا النعل بالنعل: أى قطعها وقدرها على مثالها.
(4)
يعنى بها زينب بنت يوسف أخت الحجاج كما يدل عن ذلك رد الحجاج الآتى، يريد أنها تشبه الروم فى لونها، قال فى اللسان:«والحمراء: العجم لبياضهم، ولأن الشقرة أغلب الألوان عليهم، وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض غالبا على ألوانهم مثل الروم والفرس ومن صاقبهم (أى قاربهم) إنهم الحمراء، والعرب إذا قالوا فلان أبيض وفلانة بيضاء فمعناه الكرم فى الأخلاق لا لون الخلقة: أى طاهر نقى من العيوب، وإذا قالوا فلان أحمر وفلانة حمراء عنت بياض اللون، والعرب تسمى الموالى الحمراء» وقال أيضا: «والعرب تقول امرأة حمراء أى بيضاء» وفى الحديث «خذوا شطر دينكم من الحميراء» يعنى عائشة، كان يقول لها أحيانا «يا حميراء تصغير الحمراء يريد البيضاء» .
(5)
هذه الجملة فى قوة أقسم بعلم الله أو بالله العليم.
(6)
أى فقديما.
(7)
أى قصدتها بالتمزيق والانتهاك.
(8)
بذخ كفرح بذخا بالتحريك: تكبر وعلا.
(9)
الخزية بفتح الخاء وكسرها: البلية يوقع فيها.