الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والكفر لقوله تعالى: «وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ» أى يحكم بضلالهم، وقال:«فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ» . «وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ» .
ومنها قوله: واعلم أيها الأمير أن المخالفين لكتاب الله وعدله يقولون فى أمر دينهم بزعمهم على القضاء والقدر، ثم لا يرضون فى أمر دنياهم إلّا بالاجتهاد والبحث والطلب والأخذ بالجزم فيه، ولا يعملون فى أكثر دنياهم على القضاء والقدر.
ومنها قوله محتجا بقوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها» (1) فلو كان هو الذى دسّاها لما خيّب نفسه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوّا كبيرا.
(المنية والأمل ص 12)
266 - كتاب بشر بن مروان إلى أخيه عبد العزيز
وكتب بشر بن مروان إلى أخيه عبد العزيز بن مروان يعتذر عن كتاب:
«بسم الله الرحمن الرحيم، لولا الهفوة لم أحتج إلى العذر، ولم يكن لك فى قبوله منى الفضل، ولو احتمل الكتاب أكثر مما ضمّنته لزدت فيه، وبقيّة (2) الأكابر على الأصاغر من شيم الأكارم، ولقد أحسن مسكين الدارمىّ حيث يقول:
أخاك أخاك إن من لا أخا له
…
كساع إلى الهيجا بغير سلاح (3)
وإنّ ابن عمّ المرء (فاعلم) جناحه
…
وهل ينهض البازى بغير جناح؟
(مفتاح الأفكار ص 177)
267 - كتب بين عبد الملك وأخيه عبد العزيز
وروى الطبرى قال:
كتب الحجاج إلى عبد الملك يزيّن له بيعة الوليد، وأوفد وفدا فى ذلك عليهم
(1) زكاها: أى زكى النفس وطهرها من الذنوب، وأنماها بالعلم والعمل، دساها: نقصها وأخفاها بالجهالة والفسوق.
(2)
أى إبقاء.
(3)
الهيجاء: الحرب.
عمران بن عصام العنزىّ، فقام عمران خطيبا فتكلم وتكلم الوفد، وحثّوا عبد الملك وسألوه ذلك.
ولما أراد عبد الملك أن يخلع أخاه عبد العزيز ويبايع لابنه الوليد، كتب إلى أخيه:
«إن رأيت أن تصيّر هذا الأمر لابن أخيك»
فأبى، فكتب إليه:
«فاجعلها له من بعدك، فإنه أعزّ الخلق على أمير المؤمنين»
فكتب إليه عبد العزيز:
«إنى أرى فى أبى بكر بن عبد العزيز ما ترى فى الوليد»
فقال عبد الملك: اللهم إن عبد العزيز قطعنى فاقطعه، فكتب إليه عبد الملك «احمل خراج مصر» .
فكتب إليه عبد العزيز:
فرقّ له عبد الملك وقال: لعمرى لا أغتّث عليه بقية عمره، ثم إن عبد العزيز وافته منيّته (سنة 85 هـ) فبايع عبد الملك لابنه الوليد، ثم لسليمان من بعده، وكتب ببيعته لهما إلى البلدان.
(تاريخ الطبرى 8: 54)
(1) أى أن لا تفسد.