الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصبابة إلى أبنائهم ونسائهم، فليس شىء يردهم حتى يسقطوا إلى أهليهم، ويشمّوا أولادهم، ثم واقفهم عندها، فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله».
فلما قرأ كتابه، قال: فعل الله به وفعل، لا والله، مالى نظر، ولكن لابن عمّه (1) نصح. (تاريخ الطبرى 8: 10)
وروى ابن نباتة هذا الكتاب فى سرح العيون بصورة أطول، قال:
وحكى أن عبد الرحمن بن الأشعث لما خرج على الحجاج بالجيش الذى كان بعثه معه إلى قتال رتبيل، كاتب المهلّب، وهو بخراسان يدعوه إلى خلع الحجاج، فقال المهلب: لا غدر بعد سبعين سنة، ثم كتب إلى الحجاج:
فلما قرأ الحجاج كتابه قال: ويلى على ابن المزونىّ، والله مالى نظر، وإنما نظر إلى ابن عمه، ولم يقبل منه ذلك. (سرح العيون 137)
235 - كتاب الحجاج إلى عبد الملك
وتجهز الحجاج للقاء ابن الأشعث، وتتابعت إليه جنود الشأم، فسار بهم حتى نزل «تستر» (2)، وحمل ابن الأشعث عليهم فهزمهم، فارتحل الحجاج إلى البصرة
(1) وذلك أن المهلب أزدى، وعبد الرحمن كندى، والأزد وكندة قبيلتان من كهلان بن سبأ من القحطانيين.
(2)
مدينة بالأهواز.
ونزل «الزّاوية» (1) وخلّى البصرة لأهل العراق فنزلوها، وبايع ابن الأشعث على حرب الحجاج وخلع عبد الملك، جميع أهلها، ودارت رحى الحرب، فانهزم أهل الشام فصبروا وصدقوا القتال حتى انتصروا، وانهزم جيش ابن الأشعث، فأقبل نحو الكوفة حتى دخلها فبايعه أهلها، وأقبل الحجاج بجيوشه نحوها فنزل دير قرّة، فخرج ابن الأشعث إلى دير الجماجم (2)، واجتمع أهل العراق جميعا على حرب الحجاج، جمعهم عليه بغضهم وكراهيتهم له، واشتد القتال بين الفريقين، وأراد عبد الملك أن يترضّى أهل العراق، فبعث يعرض عليهم عزل الحجاج عنهم، وأن ينزل ابن الاشعث أىّ بلد من العراق شاء، يكون عليه واليا ما دام حيا، وكان عبد الملك واليا، فلم يأت الحجاج أمر قطّ كان أشدّ عليه، ولا أغيظ له، ولا أوجع لقلبه منه، مخافة أن يقبلوا فيعزل عنهم، فكتب إلى عبد الملك:
فأبى عبد الملك إلا عرض ذلك على أهل العراق إرادة العافية من الحرب، فجمعهم عبد الرحمن، وحثّهم أن ينتهزوا تلك الفرصة، ويقبلوا ما عرض عليهم، فأبوا وركبوا رءوسهم، وقالوا: لا والله لا نقبل، وأعادوا خلع عبد الملك ثانية، وبرزوا للقتال، فوقعت بينهم وبين الحجاج بدير الجماجم مواقع هائلة استمرت مائة يوم، وانتهت بهزيمة ابن الأشعث وجنده (فى 14 من جمادى الآخرة سنة 83).
(تاريخ الطبرى 8: 16)
(1) موضع قرب البصرة.
(2)
بظاهر الكوفة، ودير قرة بإزائه.
(3)
انظر ص 271 من الجزء الأول.
(4)
أى يشق ويقطع.
(5)
أى جعل لك فيه الخير.