الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وآخره ضاد معجمة: منسوب إلي عنزة - بالتحريك - وهو أبو حي من ربيعة، وهو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ورشيد: شاعر مخضرم، قال ابن حجر في "الإصابة": ذكره المرزباني وقال: هو مخضرم، وهو القائل في محرز بن المكعبر الضبي:
لقد زرقت عيناك يا ابن مكعبرٍ
…
كما كلِّ ضبِّيِّ من اللّوم أزرق
قال: وله أشعار في يوم الشيّطين، وهو يوم كان لبكر بن وائل علي بني تميم في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم
عسي
أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد المائتين:
(245)
يا أبتا علَّك أو عساكا
علي أن "عسي" فعل اتصل به ضمير نصب، قال سيبويه في "باب ما يكون مضمراً فيه الاسم متحولاً عن حاله إذا ظهر بعده الاسم": وذلك لولاك ولولاي، إذا أضمر فيه الاسم جر، وإذا أظهر رفع، ولو جاءت علامة الإضمار علي القياس لقلت: لولا أنت، ولكنهم جعلوه مضمراً مجروراً. وأما قولهم:"عساك" فالكاف منصوبة، قال الراجز، وهو رؤبة:
يا أبتا علَّك أو عساكا
والدليل علي أنها منصوبة: أنك إذا عنيت نفسك، كانت علامتك:"ني" قال عمران بن حطان:
ولي نفسٌ أقول لها إذا ما
…
تنازعني لعلّي أو عساني
فلو كانت الكاف مجرورة لقال: عساي، وكنهم جعلوها بمنزلة لعل في هذا الموضع، فهذان الحرفان لهما في الإضمار هذا الحال، كما كان ل"لدن" حالٌ مع "غدوة" ليست مع غيرها، وكما أن "لات" إذا لم تعملها في الأحيان، لم تعملها فيما سواها، فهي معها بمنزلة ليس، فإذا جاوزتها ليس لها عمل. إلي هنا كلام سيبويه. قال شارحه السيرافي: وأما عساك وعساني: ففيها ثلاثة أقاويل:
أحدها: قول سيبويه، وهو أن "عسي" حرف بمنزلة لعل، ينصب بعدها الاسم، والخبر مرفوع بالتقدير، وإن كان محذوفاً، كما أن علك في قولك:"علك أو عساكا" خبره محذوف مرفوع، والكاف اسمها وهي منصوبة، واستدل علي نصب الكاف في عساك بقول عمران بن حطان، والنون والياء فيما آخره ألف لا يكون إلا للنصب.
والقول الثاني: قول الأخفش: أن الكاف والنون والياء في موضع رفع، وحجته أن لفظ النصب استعير للرفع في هذا الموضع، كما استعير له لفظ الجر في لولاي ولولاك.
والقول الثالث: قول أبي العباس المبرد: أن الكاف والنون والياء في عساك وعساني في موضع نصب ب"عسي" وأن اسمها مضمر فيها مرفوع، وجعله كقولهم:
"عسى الغوير أبؤسًا" وحكى عنه أيضًا أنه قدم فيها الخبر لأنه فعل، وحذف الفاعل لعلم المخاطب، كما قالوا: ليس إلا، و"ليس" فعل صحيح لا يدخله الاختلاف. انتهى كلامه.
ولم يتكلم أبو علي فيما كتبه على كتاب سيبويه هنا، وقد بسط الكلام عليه في"إيضاح الشعر" وقد نقلنا كلامه في الشاهد الثامن والتسعين بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي وفي البيت شاهدان آخران أيضًا، أحدهما ما ذكره سيبويه من أن فيه تنوين الترنم، قال: وأما ناس كثير من بني تميم فإنهم يبدلون مكان المدة النون
فيما ينوّن وفيما لا ينوّن، لمّا لم يريدوا الترّنم أبدلوا مكان المدة نونًا، ولفظوا بتمام البناء، وما هو منه،
كما فعل أهل الحجاز ذلك بحروف المد، سمعناهم يقولون للعجاج:
يا أبتا علَّك أو عساكن
انتهى. ثانيهما ما ذكره"شارح اللباب" من أن في"يا أبتا" الجمع بين عوضين، قال: التاء عوض من ياء المتكلم، وإنما جاز الألف دون ياء المتكلم، لأن التاء عوض عن ياء المتكلم، فيمتنع الجمع بين العوض والمعوّض، بخلاف الألف، فإن غايته أن يذكر عوضان، وهو غير ممتنع. انتهى. وزعم بعضهم أن فيه الجمع
بين العوض والمعوض مع قوله: إن الألف والتاء في أبتا عوضان من ياء المتكلم.
وقد خطأ أبو محمد الأعرابي رواية يا أبتا، وقال: إنما الرواية: "تأَّنيًا" وهو ضد عجلة. قال بن السيرافي في "شرح شواهد سيبويه": قال رؤية:
تقول بنتي قد أنى إنا كا
…
فاستعزم الله ودع عسا كا
يا أبتا علَّك أو عسا كا
انتهى. وتبعه من جاء بعده من شراح الشواهد، وقالوا تبعًا له: أنى: فعل ماض بمعنى قرب، والإنى، بكسر الهمزة والقصر: الوقت، أى: حان حين ارتحالك إلي سفر تطلب رزقًا، فسافر لعلك تجد رزقًا. أو: حان رحيلك إلي من تلتمس منه شيئًا تنفقه علينا. وعلك: بمعنى لعلك، والخبر محذوف. وزعم العيني وتبعه السيوطي أن"إناك" بفتح الهمزة والمدّ على وزن فعال، اسم من الفعل المذكور، لكنه قصر. وقد خطأ أبو محمد الأسود الأعرابي بن السيرافي في" فرحة الأديب" وهو انتقادات فيما زلّ به بن السيرافي في
"شرح شواهد سيبويه" قال: خلط بن السيرافي ههنا من حيث أن النوى أشباه، وصحف في كلمة من
البيت أيضًا، وهو قوله:"يا أبتا" وإنما هو: "تأنيًا" وسيأتيك بيانه في موضعه، وذلك أن قوله:
فاستعزم الله ودع عساكا
من أرجوزة، وقوله:
تأنّيًا علّك أو عساكا
من أرجوزة أخرى، فالتي فيها "فاستعزم ان" هى قوله يمد الحارث بن سليم الهجيمي:
تقول بنتي أنى إناكا
…
فاستعزم الله ودع عساكا
ويدرك الحاجة مختطّاكا
…
قد كان يطوى الأرض مرتقاكا
تخشى وترجى ويرى سناكا
…
فقلت إِّني عائكٌ معاك