الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتميمي أنا، أو جملة، ومثله بهذا البيت، وقال: أنشده سيبويه. وقوله: أنشده سيبويه توهم منه، فإن سيبويه لم ينشده في كتابه أصلًا، وقد استشهد [به] ابن عقيل على جواز تقديم الخبر إذا كان جملة، ولم يقيداه بقلة.
ونقل ابن الشجري أنه حكى الإجماع على جواز تقديم الخبر الجملي وتعقبه بأن بعض الكوفيين لا يجيزه، وقال: والبيت من قصيدة للفرزدق مدح بها الوليد ابن عبد الملك، وأولها:
رأوني فنادوني أسوق مطيَّتي
…
بأصوات هلَّالٍ سغابٍ حرائره
إلى ملكٍ ما أمُّه من محاربٍ
…
أبوه ولا كانت كليبٌ تصاهره
ولكن أبوها من رواحة ترتقي
…
بأيَّامه قيسٌ على من تفاخره
فقالوا أغثنا إن بلغت بدعوةٍ
…
لنا عند خير الناس إنَّك زائره
فقلت لهم إن يبلغ الله ناقتي
…
وإيَّاي أثني بالذي أنا خابره
أغث مضرا إنَّ السِّنين تتابعت
…
عليها بحزٍّ يكسر العظم جازره
حرف الثاء
ثمَّ
أنشد فيه وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد المائة:
(172)
أراني إذا أصبحت أصبحت ذا هوى
…
فثمَّ إذا أمسيت أمسيت غاديا
على أن الفاء زائدة، قال ابن مالك في "شرح العمدة": زعم الأخفش أن الزائد في هذا البيت "ثم" لا الفاء، والفاء أولى بالزيادة، لأن زيادتها قد كثرت وزيادة ثم لم تكثر، ولأن زيادة حرف واحد أولى من زيادة ثلاثة أحرف. انتهى. وهو في هذا تابع لابن جني، قال في "سر الصناعة": الفاء زائدة، لأن الفاء قد عهد زيادتها، وكذا في كتاب "الضرائر" لابن عصفور، قال: ومن زيادة الفاء قوله:
يموت أناسٌ أو يشيب فتاهم
…
ويحدث ناس والصغير فيكبر
يريد: والصغير يكبر، وقول أبي كبير:
فرأيت ما فيه فثمَّ رزئته
…
فلبثت بعدك غير راضٍ معمري
يريد: ثم رزئته، وقول الأسود بن يعفر:
فلنهشلٌ قومي ولي في نهشلٍ
…
نسبٌ لعمر أبيك غير غلاب
زاد الفاء في أول الكلام لأن البيت أول القصيدة. انتهى. وقال الرضي في بحث كي من نواصب الفعل: ويعتذر لتقدم اللام عليها في نحو: (لكيلا تأسوا)[الحديد/ 23] وتأخره عنها في نحو قوله:
كي لتقضيني رقيَّة ما وعدتني
…
أن كي المتأخرة في الأول بدل من اللام المتقدمة، واللام المتأخرة بدل من كي. المتقدمة في الثاني، وقد يبدل الحرف من مثله الموافق له في المعنى، قال:
فثمَّ إذا أصبحت أصبحت غاديًا
انتهى. وقال أيضًا في الحروف العاطفة: قيل: الفاء زائدة، وقيل: بل الزائد ثم لحرمة الصدر، وقال السيوطي في الحاشية: وقال النيلي: جمع في هذا البيت بين الفاء وثم، وبينهما تناف، لما تقتضيه الفاء من الاتصال، وثم من الانفصال، فقد قيل: إن الفاء زائدة، والذي أراه أنها للترتيب المتصل في الحكم، كأن الشاعر أخبر بالحكم الثاني عقب إخباره بالحكم الأول بلا مهلة وإن كان بين الحكمين في الوجود مهلة وتراخ. انتهى. ونقل عن السيرافي أيضًا في شرح الأبيات أنه قال: الأجود: فثمّ بفتح المثلثة، لكراهة دخول العاطف على عاطف. والبيت هكذا أنشده ابن مالك في "شرح العمدة" وأنشده في شرحي "التسهيل" و"الكافية" بلفظ:
أراني إذا ما بتُّ بتُّ على هوىً
…
فثم إذا أصبحت أصبحت غاديا
وهذا هو المروي في ديوان زهير، وبعده:
إلى حفرة أهوى إليها مقيمة
…
يحثّ إليها سائقٌ من ورائيا
وتقدم إنشاد أبيات كثيرة من أول هذه القصيدة في الإنشاد الثالث والثلاثين بعد المائة. قوله: بتّ على هوى، قال الأعلم في شرح الأشعار الستة: أي: لي حاجة لا تقضي أبدًا، لأن الإنسان ما دام حيًا فلابد من أن يهوى شيئًا ويحتاج إليه. انتهى. وغاديًا بالغين المعجمة.