الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصبحت نهد وقد ذاقت بما
…
أسلفت كأساً من السمِّ قشيب
وهي أبيات ليس فيها ما يصلح للمذاكرة. ومنهم الحارث بن وعلة بن المجالد بن الزبان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، الشاعر المشهور صاحب القصيدة المختارة التي اختار منها أبو تمام أبياناً في "الحماسة" ومنها:
قومي هم قتلوا أميم أخي
…
البيت. انتهى.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد المائة:
(180)
ألا كلُّ شيء سواه جلل
على أن جللاً فيه بمعنى حقير، وهو من شعر لا مرئ القيس. قال ابن قتيبة في كتاب "الشعر" والأصفهاني في كتاب "الأغاني": إن امرأ القيس أتاه خبر أبيه ومقتله، وهو بدّمون من أرض اليمن، أتاه به رجل من بني عجل يقال له: عامر الأعور، فلما أخبره بذلك قال:
تطاول اللَّيل علَّي دمُّون
…
دمُّون إنّا معشر يمانون
وإنَّنا لأهلنا محبُّون
ثم قال: ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً! لا صحو اليوم، ولا سكر غداً، اليوم خمر، وغداً أمر. فذهبت مثلاً. ثم قال:
خليليَّ ما في اليوم مصحى لشارب
…
ولا في غد إذ كان ما كان مشرب
ثم شرب سبعاً، فلما صحا آلى ألية أن لا يأكل لحماً، ولا يشرب خمراً، ولا يدهن ولا يصيب امرأةً، ولا يغسل رأسه حتى يدرك بثأر أبيه، فلما جنه الليل رأى برقاً فقال.
أرقت لبرق بليل أهلّ
…
يضيء سناه بأعلى الجبل
أتاني حديث فكذَّبته
…
بأمر تزعزع منه القلل
بقتل بني أسد ربَّهم
…
ألاكلُّ شيء سواه جلل
فأين ربيعة عن أهلها
…
وأين تميم وأين الخول
ألا يحضرون لدى بابه
…
كما يحضرون إذا ما استهل
قال ابن قتيبة: ثم استجاش بكر بن وائل فسار إليهم، وقد جاؤوا إلى كنانة، فأوقع بهم، ونجت بنو كاهل من بي أسد، فقال:
يا لهف نفسي إذ خطئن كاهلا
…
القاتلين الملك الحلا حلا
تا لله لا يذهب شيخي باطلاً
وقد ذكر امرؤ القيس في شعره أنه ظفر بهم، فتأبى ذلك عليه الشعراء. قال عبيد بن الأبرص:
ياذا المخِّوفنا بقتل أبيه إذلالا وحينا
أزعمت أنَّك قج قتلت سراتنا كذباً ومينا
ولم يزل يسير في العرب يطلب النصر حتى خرج إلى قيصر يستمده، ونظرت
إليه ابنة قيصر فعشقته، فكان يأتيها وتأتيه، وفطن الطماح بن قيس الأسدي لها وكان حجر قتل أباه، فوشى به إلى الملك، فخرج امرؤ القيس متسرعاً، فبعث قيصر في طلبه رسولاً، فأدركه دون أنقرة بيوم، ومعه حلة مسمومة، فلبسها في يوم صائف، فتناثر لحمه، وتفطر جسده، ومات هناك. وقد ذكرنا قصته مع قيصر بأبسط من هذا في الإنشاد الثالث والستين بعد المائة.
وكان السبب في قتل أبيه ما حكاه ابن قتيبة أن أباه حجراً كان قد ملِّك على بني أسد، فكان يأخذ منهم شيئاً معلوماً، فامتنعوا منه، فسار إليهم فأخذ أشرافهم فقلتهم بالعصي، فسمو "عبيد العصل"، وأسر منهم طائفة، فيهم عبيد بن الأبرص، فقام بين يدي الملك فقال:
يا عين ما قابكي بني
…
أسد هم أهل النَّدامه
أهل القباب الحمر والنَّعم
…
المؤبَّل والمدامه
مهلاً أبيت اللَّعن مهـ
…
لاً إنَّ فيما قلت آمه
أنت المليك عليهم
…
وهم العبيد إلى القيامه
فرحمهم الملك وعفا عنهم، وردهم إلى بلادهم، حتى إذا كانوا على مسيرة يوم تهامة تكهن كاهنهم عوف بن ربيعة الأسدي، فقال: يا عبادّ قالوا: لبيك ربنا، فقال: والغلاب غير المغلب، إن دمه يثعب، وهو غداً أول من يسلب