المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد المآدتين: - شرح أبيات مغني اللبيب - جـ ٣

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌بل

- ‌أنشد فيها، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد السابع والستون بعد المائة:

- ‌بيد

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد المائة:

- ‌وأنشد في "بله" وهو الإنشاد السبعون بعد المائة:

- ‌حرف التاء

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد المائة:

- ‌حرف الثاء

- ‌ثمَّ

- ‌أنشد فيه وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد المائة:

- ‌حرف الجيم

- ‌جير

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد المائة:

- ‌جلل

- ‌أنشد فيه وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد المائة:

- ‌حرف الحاء

- ‌حاشا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد المائة:

- ‌حتى

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد التسعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده وهو، والإنشاد الثالث والتسعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتسعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد المائة:

- ‌ حيث

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد المائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الموفي المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثاني بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد المائتين:

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌خلا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع بعد المائتين:

- ‌حرف الراء

- ‌رُبَّ

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد المائتين:

- ‌وأنشد، بعده وهو الإنشاد الثاني عشر بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس عشر بعد المائتين:

- ‌حرف ال‌‌سين

- ‌سي

- ‌سوف

- ‌‌‌أنشد فيه:

- ‌أنشد فيه:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد السابع عشر بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن عشر بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد المائتين:

- ‌سواء

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد العشرون بعد المائتين:

- ‌حرف العين المهملة

- ‌على

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد المائتي:

- ‌وانشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد المائتين:

- ‌وانشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الأربعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد المائتين:

- ‌عسي

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد المائتين:

- ‌ وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد المائتين:

- ‌ عل

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد المآدتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد المائتين:

- ‌علّ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد المائتين:

- ‌ عند

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد المائتين:

- ‌غير

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد المائتين:

الفصل: ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد المآدتين:

فدخول لام التعريف فيه مع العلمية يدل على أنه نالأصل صفة كالحارث والعباسي، انتهى وحوب ، يفتح الحاء النهملة، في" العباب" وحوب مثلث الباء بالحركة، وحوب مثلث الباء بالتنوين، إذا نكر: زجرللإبل، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر قال:"آيبون لربا حامدون، حوبًا حوبًا" معاه: سيراً سيراً، كان فرغ من دعائه ثم زجر جمله، وفيه أيضًا: وحلحلت بالناقة إذا قلت لها: "حل" بالتسكين وهو زجر للناقة، انتهى وهو يفتح الحاء المهملة، والضاحي: البارز، والتبذل: الخدمة، والمبذل بالكسر: ثوب الخدمة، وهما بالذال المعجمة.

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد المآدتين:

على أنه مثل البيت السابق: "وأضعى من عله"في كونه معرفة مبني على الضم، وأشار بهذا إلى أن المبني على الضم نوعان: لفظي: وهو ما تقدم في السابق ، وتقديري وهو في هذا البيت، فإنه في اللفظ مجرور، والضمة مقدرة على آخره، فإن القصيدة رويها مكسور كما تراه، وقد بين تقدير الضم في نحو هذا ابن جني في "إعراب الحملة" قال عند قول ربيعة بن مقروم:

ص: 358

وكويته فوق النواظر من عل

قوله: من عل، يجب أن يكتب بالياء وليست الكسرة في اللام كسرة إعراب، ألا ترى أنه معرفة وليس بنكرة، ألا ترى أن معناه: وكوبته فوق نواظره أو النواظر منه، فهو إدن معرفة لأنه يريد به شيئاً مخصوصًا، فهو إذن كقول أوس:

فملَّك باللَّيط الَّذي تحت قشره

كغرقى بيضٍ كنَّه القيض من عل

أي: من أعلاه. وقال الشنقرى:

إذا وردت أصدرتها ثمَّ إنَّها

تثوب فتتأتي من تحيت ومن عل

وإنما تعرب" عل" إذا كانت نكرة كقولهم في النكرة: من فوق ومن عل إذا لم ترد أمراً معلومًا. فقوله: " فوق النواظر من عل"

ص: 359

"عل" منه كشجٍ وعمٍ، ووزنه فعل، والياء فيه لام الفعل، والكسرة في اللام قبلها ككسر الضاد من قاض، فاعرف ذلك. وفيه عشر لغات: أتيته من علٍ ومن عل ومن علي ومن علا ومن علوُ ومن علوَ ومن علوِ ومن علوٍ ومن عالٍ ومن معالٍ، ومثله سواء قول العجلي:

أقنيَّ من تحت عريض من عل

أراد: من أعلاه، ألا تراه قرنه بالمعرفة المبينة وهى تحت، ف "علٍ" إذن معرفة، فهو كشج، وكسرة لامه ككسرة زاء غاز، والكلمة مبينة على الضم، وفي الياء تقدير ضمة البناء، فبيت ربيعة وبيت العجليّ هذان جميعًا سواء، ولكن بيت امرئ القيس الذي هو قوله:

كجامود صخرٍ حطَّه السيل من عل

عل فيه نكرة، ألا ترى أنه لا يريد من أعلى شئ مخصوص، فالكسرة إذن في لا عل كسرة إعراب ككسرة دال يد ودم، انتهى كلام ابن جني بالاختصار. وقوله: فالكسرة إذن في لام "عل" كسرة إعراب. . الخ، غير جيد، والجيد كلام ابن يعيش السابق، وهو قوله: ويحتمل أن تكون الكسرة فيه إعرابًا، وهو محذوف اللام ويحتمل أن تكون الكسرة فيه بناء. . إلى آخره، وقد استشهد بهذا البيت في باب الظروف المهمة غير المتمكنة، قال فيه: وسألته ـ يعني الخليل، رحمه الله عن قوله: من دونٍ ومن فوقٍ ومن تحتٍ ومن فبلٍ ومن بعدٍ ومن دبرٍ ومن خلفٍ، فقال: أجروا هذا مجرى الأسماء المتمكنة، لأنها تضاف وتستعمل غير ظرف، ومن العرب من يقول: من فوق ومن تحت، يشبهه بقبل ولعد، وقال أبو النجم:

ص: 360

أقبً من تحت عريضٍ من عل

وكذلك من أمامٍ ومن قدَّامٍ ومن وراءٍ ومن قبل ومن دبر، وزعم، رحمه الله، أنهن نكراتٌ كقول أبي النجم:

يأتي لها من أيمن وأشمل

وزعم أنهن نكرات إذا لم يضفن إلى معرفة، كما تكون أيمن وأشمل نكرة، وسألنا العرب فوجدناهم يوافقونه، انتهى. ولم يكتب السيرافي هنا شيئاً، وكتب أبو عليهنا في تعليقه على الكتاب ماهو مأخذ كلام ابن جني السابق، قال: فأما قول الشاعر:

فهى تنوش الحوض نوشًا من علا

فإن كان علا معرفة فالنية بلامها أن تكون مضمومة كما ضمت من"عل" لما كانتمعرفة للغاية، وإن كانت نكرة ولم تجعله من أعلى شئ معلوم معهود كان اللام في موضع جر، كما أن من"عل" مجرور فاللفظ فيه "علا" واجد والتقدر مختلف،

ص: 361

والأشبه في" علا" في البيت أن تكون معرفة، لأنه إشارة إلى أعلى الحوض، وإن قدرت "من علا" غاية معرفة لم تنو في الدرج، كما لا تنون قبل فيه، وإن قدوته نكرة نونته فقلت: جئت من علاّ؛ فاعلم. انتهى.

تتمة: على المضمومة المذكورة في اللغات العشر في كلام ابن جني وابن يعيش لامها محذوف اعتباطًا، كما حذفت اللام من يدٍ، ودمٍ، بخلاف حذف لام بقية أخوتها فإنهما حذفت لعلة تصريفية، كحذف لام قاضٍ وغازٍ ولهذا عدت لغة مستقلة من بين أخواتها.

قال أبو علي في "التعليقة": "عل" لامه واو، فحذفت كما حذف لام غدٍ لا كما يحذف من عمٍ وشجٍ لا لتقاء الساكنين، والدليل على ذا قولهم: من علُ، فبنوه على الضم كما بني قبل، ولو كانت مثل قولك عمٍ لوجب أن تكون علا، فثبت لام الفعل لأنه ليس فيه شئ يجب أن يسقط له شئ من ساكن اجتمع معه. انتهى.

وقال الأعلم الشنتمري في" شرح شواهد سيبو يه": الشاهد فيهبناء تحت على الضم لما قصرها عن الإضافة وجعلها غاية كقبل وبعد. وصف فرسًا بطيِّ الكشح، وانتفاخ ما بين الجنبين وعرضه، والأب: الضامر ، ورواية أبي الحسن "من علي" وهو خطأ هذا كلامه برمته وقدأخطأ فيه من وجهين، احدهما: أن رواية أبي الحسن هي الصواب كما تقدم، والثاني: أن البيت في وصف بعير السانية لافي وصف فرس، وقد تبعه في هذا الغلط المصنف والعيني في شرح الشواهد وغيرهما.

والبيت من أرجوزة طويلة لأبي النجم العجلي، قال الأصفهاني في"الأغاني": ورد أبو النجم على هشام بن عبد الملك في الشعراء، فقال لهم هشام: صفوا لي

ص: 362

إبلاً فقطروها وأوردوها وأصدروها حتى كأني أنظر إليها، فأنشدوه، وأنشده أبو النجم هذه الأرجوزة بديهة، قال الأصمعي: أخبرني عمي قال: أخبرني ابن بنت أبي النجم قال: قال جدي أبو النجم: نظمت هذه الأرجوزة في قدر ما يمشي الإنسان من مسجد الأشباح إلى مسجد حاتم الجزار، ومقدا ر ما بينهما غلوة سهم، انته. وهذه أبيات من أولها:

الحمد لله العليِّ الأجلل

الواسع الفضل الوهوب المجزل

أعطى فلم يبخل ولم يبخِّل

كوم الذُّ رى من خول المخوَّل

تبقَّلت من أوَّل التَّبقُّل

بين رماحى مالكٍ ونهشل

يدفع عنها العزُّ جهل الجهَّل

إلى أن قال:

وقد جعلنا في وضين الأَّحبل

جوز خفافٍ قلبه مثقَّل

أحزم لا قوقٍ ولا جزنبل

موثَّق الأعلى أمين الأسفل

أقبَّ من تحت عريضٍ من عل

معاودٍ كرَّة أد بر أقبل

إلى ان قال:

وصدرت بعد أصيل الموصل

تمشي من الرِّدَّة مشي الحفَّل

مشي الروايا بالمزاد الأثقل

إلى أن قال:

تثير أيديها عجاج القسطل

إذ عصبت بالطعن المغربل

ص: 363

تدافع الشيب ولم تقتل

في لجةٍ أمسك فلانًا عن فل

ومنها في صفة الراعى:

تفلى له الرِّيح ولما يفتل

لمِّة قفرٍ كشعاع السُّنبل

يأتي لها من أيمن وأشمل

وبدِّلت والدَّهر ذو تبدُّل

هيفًا دبوراً بالصَّبا والشَّمأل

وهي طويلة جداً، قال ابن قتيبة في كتاب"الشعراء": أنشد أبو النجمز هذه الأرجوزة هشام بن عبد الملك، وهي أجود أرحوزة للعرب، وهشام يصفق بيديه استحساناً لها حتى إذا بلغ قوله في صفة الشمس:

حتّى إذا الشَّمس جلاها المجتلي

بين سماط شفقٍ مر عبل

صفواء قد كادت ولما تفعل

فهى على الأفق كعين الأحول

أمر بوجء رقبته وإخراجه، وكان هشام أحول، انتهى.

وقوله: "الحمد لله العلي الأجلل" أورده علماء المعاني على أن "الأجلل" بفك الإدغام مما يخل بالفصاحة، والفصيح: الأجل ، وهو القياس، وأورده المصنف أيضًا في آخر "أوضح المسالك" على أن فك الإدغام للضرورة، ورواه سيبويه:"الحمد لله الوهوب المجزل" أنشده على أن حذف الياء المتصلة بحرف الروي جائز على ضعف تشبيهاً لها في الحذف بياء الوصل الزائدة للترنم، كما في قوله: المجزل ونحوه، وكأن هذه الرواية مركبة من بيتين أو هو من شعر راجز آخر، لكن ابن هشام اللخمي أورده كذلك أول هذه الأرجوزة، والله أعلم.

ص: 364

والمجزل: من أجزل له في العطاء إذا أوسعه، والبخل: منع السائل مما يفضل عنده، وفعله من باب تعب، ونجّله _ بالتشديد _ أي: نسبه إلى البخل، وأما أنجله فمعناه: وجده نجيلاً، وكوم الذرى: مفعول أعطى؛ جمع كوماء بالفتح والمد ، وهى الناقة العظيمة السنام، والذرى: جمع ذروة بالكسر والضم، أعلى السنام، والخول: بفتحتين العطية، والمخول: اسم فاعل المعطي، وقوله تبقلت، أي: رعت البقل، وهو ما نبت في بذوره لا في أرومة ثابتة، ومالك ونهشل: قبيلتان، والأول هو بن ضبيعة بن قيس من هوازن. ونهشل هو أبو دارم قبيلة من ربيعة، قال الأصبهاني في "الأغاني" وكان ذكر هاتين القبيلتين أعني بني مالك ونهشل: إن دماء كانت بين بني دارم وبين بني نشل وحروبًا في بلادهم، فتجافى جميعهم الرعي فيما بين فلج والصمان مخافة الشر جتى كثر كلؤه وطال، فذكر أن بني عجل جاءت لعزها إلى ذلك الوضع فرعته، ولم تخف رماح هذين الحيين، ففخر به أبو النجم، انتهى. وهذا خطأ منه، ظن أن مالكًا هو مالك بن حنظلة، ونشهل بن دارم بن مالك بن حنظلة، وليس كذلك، ويؤيده ما رواه ابن الأعرابي في"نوادره" قال: كان رجل من عزة دعا رؤبة بن العجاج فأطعمه وسقاه، فأنشده فخره على ربيعة، فساء ذلك العنزي، فقال لغلامه سراً: اركب فرسي وجئني بأبي النجم، فجاء به وعلية جبة خز وبت في غير سراويل، فدخل فأكل وشرب، ثم قال العنزي: أنشدنا ياأبا النجم ورؤبة لا يعرفه، فانتحى في قوله:

الحمد لله الوهوب المجزل

ص: 365

ينشدها حتى بلغ:

تبقَّلت من أوَّل التَّبقل بين رماحي مالك وتهشل فقال له رؤبة: إن نهشلاً من مالك يرحمك الله فقال يا ابن أخى، الكمر أشباه إنه ليس من مالك بن حنظلة، إنه مالك بن ضبيعة! فخزي رؤبة، وحي من غلبة أبي النجم إياه، ثم أنشد أبو النجم فخره على تميم فاغتم رؤبة، وقال لصاحب الدار: لابحبك قلبي أبداً، انتهى. وصوابه ما نقله أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم" عن أبي عبيدة أنه قال: لما قتل عمران بن خنيس السعدي رجلين من بني نهشل بن دارم اتهاماً بأخيه المقتول في بغاء إبله، نشأت بين بني سعد بن مالك وبين بني نهشل حرب تحامى الناس من أجلها ما بين فلج والصمان .. إلى آخر ما ذكره صاحب "الأغاني" والصمان، بفتح الصاد المهملة وتشديد الميم: جبل يخرج من البصرة على طريق البصرة إلى مكة، وفيه منازل للحاج، كذا في معجم البكري. واستشهد صاحب"الكشاف" يقوله:"بين رماحي مالك ونهشل" عند تفسير قوله تعالى: (اثنتي عشرة أسباطاً)[الأعراف/160] على جمع الأسباط، مع أن مميز ما عدا العشرة لا يكون إلا مفرداً، لأن المراد بالأسباط القبيلة، ولو قيل: سبطاً لأوهم أن المجموع قبيلة واحدة، فوضع أسباطاً موضع قبيلة، كما وضع أبو النجم وماحاً وهو جمع موضع جماعتين من الرماح، وثنى على تأويل رماح هذه القبيلة ورماح هذه القبيلة، فالمراد لكل فرد من أفراد هذه التثنية جماعة، كما أن لكل فرد من أفراد هذا الجمع وهو أسباط قبيلة.

ص: 366

وزعم خضر الموصلي في شواهد التفسيرين أن هذا البيت في وصف رمكة مرتاضة، اعتادت ممارسة الحروب حتى تحسب أرض الحرب روضة تتبقل فيها، هذا كلامه، مع أنه أورد أبياتاً من هذه الأرجوزة ولم يتفهم المعنى! .

وقوله: يدفع عنها العز: هو فاعل يدفع، وجهل الجهل: مفعوله، أي: سفاهة السفهاء، وضمير"عنها" وفاعل "تبقلت" ضمير كوم الذرى، والعز: القوة والمنعة. وقوله: وقد جعلنا في وضين. .الخ؛ هذا في وصف بعير السانية، أي: الدولاب، والوضين: سير عريض كالحزام يعمل من أدم، قال صاحب "القاموس": الوضين بطان عريض منسوج من سيور أو شعر ولا يكون إلا من جلد، انتهى. والأجل: جمع حبل، والجوز، بفتح الجيم وسكون الواو وآخره زاء معجمة: مفعول جعلنا، وجوز كل شيء وسطه، والخفاف، بضم الخاء المعجمة وتخفيف الفائين، وهو منون، وقلبه: فاعله، وهو صفة لموصوف محذوف، أي: بعير خفاف، والمثقل: الثقيل، صفة ثانية، يريد: شددنا الوضين في وسط بعير خفيف القلب ذكيه مع ثقل بدنه وضخامته.

والأحزم: خلاف الأهضم، وهو أن يكون موضع حزامه عظيماً، وهو صفة ثالثة. والقوق، بضم القاف الأولى: الفاحش الطول؛ وهو صفة رابهة، والحزنبل، بفتح الحاء المهملة والزاء المعجمة وسكون النون وفتح الموحدة: القصير، وقوله: موثق الأعلى .. الخ، بالجر: صفة خامسة، وأراد بالأعلى ظهره، وبالأسفل قوائمه، وأمين بمعنى مأمون صفة سادسة.

وقوله أقب .. الخ، مجرور بالفتحة: صفة سابعة، وعريض: صفة ثامنة، والقبب بفتحتين: الضمر، يعني أن خضره ضامر، والخصر تحت المتن وأن تحته

ص: 367

عريض وتحت مبنى علي الضم، وقوله: معاود كرة. الخ، معاود: أسم مفعول، وهو بالجر صفة تاسعة، أي: يعاد عليه مرمرًا قول: أقبل على البئر إذا تفرغت الدلو، أدبر عنها إذا امتلأت. وكرة، بالرفع نائب فاعل معاود، وهو مضاف لما بعده.

وقوله: فصدرت، أي: رجعت، والأصيل: الوقت الذي بعد العصر إلى المغرب، والموصل: الراعي يوصل بعضها ببعض إذا تفرقت، وقوله: تمشي من الردة، قال صاحب (العباب): الردة: امتلاء الضرع من اللبن قبل النتاج، عن الأصمعي: وأنشد لأبي النجم يصف إبلًا: تمشي من الردة .. إلخ، وقال الأصعمي: الردة: أن تشرب الإبل الماء وتبرك وقد رويت بعد عطش، فترم ضروعها وأحييتها من غير لبن ولا حفل، ولكنه من الارتواء، انتهى وقال السيرافي في (شرح أبيات إصلاح المنطق): وصف إبلًا قد أكثرت من شرب الماء فأثقلها الري، والردة ترد في أجوافها، يقال: أردت فهي مرد: إذا انتفخت من الماء وانتفخ ضرعها من غير لبن، يقول: تمشي من كثرة شرب الماء كمشي التي أثقلها كثرة ما في ضرعها، والحافل: التي اجتمع في ضرعها اللبن، انتهى. وقوله: مشي الروايا، أي مشيًا كمشيها، وهي جمع رواية: البعير الذي يستقى عليه، والمزاد: والوعاء الذي يستقى به الماء ويقال له رواية أيضًا، قال أبو عبيد: لا تكون المزادة إلا من جلدين تفأم بثالث بينهما لتتسع، وتفأم، بوزن تفعل، مهموز العين، بمعنى توسع، تقول: أفأمته أي، : وسعته،

ص: 368

وقوله تثير أيديها .. إلخ، الضمير للإبل، والقسطل: الغبار وما ارتفع من العجاج، قال الجوهري: وعصبت الإبل بالماء إذا دارت، وقال الفراء/ عصبت الإبل وعصبت، بالكسر، أيضًا: إذا اجتمعت، والعطن بفتحتين: مبرك الإبل عند الماء لتشرب الشرب الثاني، فإذا استوفت ردت إلى المرعي، والمغربل: المنخول، أي: أن تراب العطن كأنه منخول لكثرة ما انسحق منه بشدة الحركة.

وقوله: تدافع الشيب؛ مصدر تشبيهي وعاملة محذوف، وهو معطوف على عصبت، أي: اجتمعت وتدافعت تدافعًا كتدافع الشيوخ، والشيب: جمع أشيب، وهو الشيخ. ولم تقتل، أصله: تقتتل، فأسكن التاء الأولى للإدغام، وحرك القاف لالتقاء الساكنين بالكسر فصار: تقتل، ثم أتبع أول الحرف ثانية فصار: تقتل، بثلاث كسرات، واللجة، بفتح اللام وتشديد الجيم: اختلاط الأصوات في الحرب، وفي (الصحاح): وسمعت لجة الناس، بالفتح، أي: أصواتهم وضجتهم، وأنشد هذا البيت و (في) متعلقة بتدافع، وقوله: أمسك فلانًا عن فل، هو على إضمار القول، أي: في لجة يقال فيها: أمسك فلانًا، قال ابن السيد، وتبعه اللخمي، كلاهما في شرح أبيات الجمل: شبه تزاحمها ومدافعة بعضها بعضًا بقوم شيوخ في لجة وشر، يدفع بعضهم بعضًا فيقال: أمسك فلانًا عن فلان، أي: احجز بينهم، وخص الشيوخ لأن الشباب فيهم التسرع إلى القتال، أي: هي في تزاحم ولا تقال كالشيوخ، وكأن الأعلم لم يقف على ما قبله من الأبيات، قال في (شرح شواهد سيبويه): الشاهد فيه

ص: 369

استعمال (فل) مكان فلان في غير النداء ضرورة، ومعنى أمسك فلانًا عن فل: خذ هذا بدم هذا، وائسر هذا بهذا، انتهى.

وفل: يستعمل في النداء خاصة، واستعمله هنا في غير النداء للضرورة، وقالوا في تأنيثه: فلة، أنثوه على نقصه، وليس فل مرخمًا من فلان، لأن المرخم لا يلحقه تأنيث، وإنما هو بمنزلة دم ودمة، قاله أبو حيان في (تذكرته).

وقوله: تفلي له الربح. الخ، الفلي: مصدر فليت رأسه- من باب رمي- إذا نقيىه من القمل، وافتلى هو إذا نقاه، ويفتل: مجزوم بلما، يريد أن الريح تهب على رأسه، فتفرق شعره كأنها تفليه، وهو لم يفل شعره لشعثه وقلة تعهده نفسه، واللمة، بكسر اللام: الشعر الذي يلم بالمنكب، أي: يقرب منه، وهو مفعول تفلي على التنازع. والقفز: بفتح القاف وسكون الفاء، وأصله قفر، بكسر الفاء، وصف من قفر زيد، من باب فرح: إذا قل لحمه. وشعاع السنبل، بفتح الشين المعجمة: سفاه، وقد أشع الزرع: أخرج شعاعه، وأسفى الزرع إذا خثن أطراف سنبله، والسنبل: سنبل الحنطة والشعير ونحوهما، شبه شعره المنتفش بشوك السنبل.

وقوله: يأتي لها، فاعله ضمير الراعي، قال صاحب (الصحاح) أي: يعرض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى أيمن الإبل وأشملها فجمع لذلك، انتهى. وأوردة سيبويه على أن الشاعر لما جر أيمنًا وأشملًا بمن أخرجهما عن الظرفية، وزعم الأعلم في "شرح شواهده" أن هذا البت في وصف ظليم

ص: 370

ونعامة، قال: يعني كلما أسرعت إلى أدحيتها وهو بيضتها عرض لها يمينًا وشمالًا مزعجًا لها، وهذا كما ترى لا أصل له.

وقوله: وبدلت والدهر ذو تبدل .. إلخ، يأتي إن شاء الله شرحه في الباب الثاني.

وقوله: بين سماطي شفق .. إلخ، السماط، بالكسر: الصف والجانب، والسمطان من الناس والنخل: الجانبان. يقال: مشى بين السماطين، وأنشد القصيدة بين السماطين، والمرعبل: المقطع، وصغواء بالغين المعجمة: من صغت النجوم إذا مالت للغروب، وقوله: قد كادت، أي: قاربت الشمس أن تغيب ولم تغب بالفعل، روى صاحب (الأغاني) أن أبا النجم لما بلغ ذكر الشمس فقال: وهي على الأفق كعين

وأراد أن يقول: "الأحوال" فذكر حول هشام فلم يتم البيت، وأرتج عليه، فقال هشام: أجز [البيت]، فقال كعين الأحوال، فأمر هشام بإخراجه من الرصافة- ويقال لها: رصافة الشام، وهي مدينة في غربي الرقة بينهما أربعة فراسخ على طرف البرية، بناها هشام لما وقع الطاعون بالشام، وكان يسكنها في الصيف، وكانت قبل من بناء الملوك الغسانيين- ثم قال لصاحب الشرطة:[ياربيع] إياك وأن أرى هذا! فكلم وجوه الناس صاحب الشرطة أن يقره ففعل، فكان يصيب من فضول أطعمة الناس ويأوي بالليل في المساجد. قال أبو النجم: ولم يكن بالرصافة أحد يضيف إلا سليم بن كيسان الكلبي وعمرو بن بسطام التغابي، فكنت أتغذى عنه سليم، وأتعشى عند عمرو، وآتي المسجد فأبيت فيه. فاغتم هشام ليلة وأراد محدثًا يحدثه، فقال لخادم له: ابغني محدثًا أعرابيًا أهوج شاعرًا يروي الشعر، فخرج الحاجب إلى المسجد، فإذا هو بأبي النجم، فضبه برجله وقال له: قم أجب أمير المؤمنين،

ص: 371

فقال: أنا أعرابي غريب، قال: إياك أبغي، قال: تروي الشعر؟ قال: نعم وأقوله، فأقبل به حتى أدخله القصر وأغلق الباب فأيقن بالشر، ثم مضى به فأدخله على هشام في بيت صغير، بينه وبين أهله ستر رقيق والشمع بين يديه، قال: فلما دخلت قال لي: أبو النجم؟ قلت: يا أمير المؤمنين طريدك! قال: أجلس، فسألني وقال: أين كنت تأوي؟ فأخبرته الخبر، قال: ومالك من الولد والمال؟ قلت: أما المال فلا مال لي، وأما الولد في ثلاث بنات وبني يقال له شيان، قال: هل زوجت من بناتك [أحدًا]؟ قلت: نعم زوجت اثنتين، وبقيت واحدة تجمز في أبياتنا كأنها نعامة، قال: وما وصيت به الأولى وكانت تسمى برة- قال:

أوصيت من برَّة قلبًا حرّاً

بالكلب خيرًا والحماة شرَّا

لا تسأمي ضربًا لها وجرّا

حتىَّ ترى حلو الحياة مرّا

وإن كستك دهبًا ودرّا

والحيَّ عمِّيهم بشرٍّ طراّ

فضحك هشام وقال: فما قلت للأخرى؟ قال: قلت:

سبّي الحماة وابهتي عليها

وإن دنت فازدلفي إليها

وأوجعي بالفهر ركبتيها

ومرفقيها واضربي جنبيها

وقعدّي كفيك في صدغيها

لا تخبري الدَّهر بذاك ابنيها

فضحك هشام حتى بدت نواجذه، وسقط على قفاه. وقال: ويحك، ما هذه وصية يعقوب ولده! قال: ولا أنا كيعقوب يا أمير المؤمنين، قال: فما قلت في الثالثة؟ قال: قلت:

ص: 372