الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: نحوي، أي: جهتي، وهو ظرف لمقدر وهو خبر لعل، وقيل ظرف لالتفات، وقوله: يمل بك، الباء للتعدية، تساوق الهمزة، أي: يملك، والقساوة: غلظة القلب، والرحم، بالضم: الرحمة، قال تعالى:(وأقرب رحمًا)[الكهف /81].
واسم الكتاب (عمدة الحافظ وعدة اللافظ) وهي مقدمة في النحو مقدار كراسة، وشرحها مقدار ثمانية كراريس وكلاهما لابن مالك، وقد عبر عنه المصنف بـ (العمدة) بحذف المضاف إليه وإقامة (أل) مقامه كما يقال:(المغني) في (مغني اللبيب) وقد جوَّزه ابن جني
عند
قول المتنبي:
وفينا السَّيف حملته صدوقٌ
…
إذا لاقى وغارته لجوج
قال: أراد سيف الدولة، فجعل أل التي للعهد عوضًا عن المضاف إليه بعد حذفه لما كان معروفًا بها، وهو جائز، انتهى. فقول بعضهم: لا يجوز التصرف في العلم، وقولهم: السعد، في سعد الدين، خطأ ممنوع.
عند
أنشد فيه، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد المائتين:
(257)
كلُّ عندٍ لك عندي
…
لا يساوي نصف عندي
على أن الحريري قال: هو لحن، وليس كذلك، أقول: إنما حكم بأنه ضرورة قال في (درة الغواص): ويقولن ذهبت إلى عنده، فيخطئون فيه، لأن عند لا يدخل عليه من أدوات الجر إلا (من) وحدها، ولا يقع في تصاريف الكلام مجرورًا إلا بها، فأما قول الشاعر:
كلُّ عند لك عندي
…
لا يساوي نصف عندي
فإنه من ضرورات الشعر، كما أجرى بعضهم ليت وسوف وهما حرفان مجرى الأسماء المتمكنة، فأعربهما في قوله:
ليت شعري وأين منّي ليت
…
إنَّ ليتًا وإنَّ سوفًا عناه
انتهى كلامه، وهو ليس من الضرورة في شيء؛ فإن كل كلمة أريد بها لفظها تعرب وتحكى، ويجوز فيها الصرف وعدمه باعتبار اللفظ والكلمة قياسًا مطرودًا، قال ابن مالك في (الكافية):
وإن نسيت لأداة حكما
…
فأبن أو أعرب واجعلنها اسما
وقد وقعت كذلك في شعر المتنبي، قال في مدح ابن العميد:
ويمنعني ممَّن سوى أبن محمَّدٍ
…
أيادٍ له عندي يضيق بها عند
قال سارحه الواحدي: (عند) اسم مبهم لا يستعمل إلا ظرفًا، فجعله المتنبي إسمًا خاصًا للمكان، كأنه قال: يضيق بها المكان، كما قال الطائي في مدح أبي العباس نصر بن منصور بن بسام: