الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غيثًا ولا أنتجع الأراه
…
فابلغ بني أميَّة الأملاكا
بالشام والخليفة الملَاّكا
…
وبخرسان فأين ذاكا
منّي ولا قدرة لي بذاكا
…
أو سر بكرمان تجد أخاك
إنّ بها الحارث إن لاقاكا
…
أجدي بسيبٍ لم يكن ركاكا
وهي أبيات ذكر منها القدر المحتاج إليه ههنا، والأرجوزة الأخرى مدح بها ابراهيم بن عربي، وهي:
لمّا وضعت الكور والوراكا
…
عن صلبٍ ملاحكٍ لحاكا
أسرّ من إمسيِّها نسعاكا
…
أصفر من هجم الهجير صاكا
تصفير أيدي العرس المداكا
…
تأنيِّيًا علَّك أو عساكا
يسأل إبراهيم ما ألهاكا
…
من سنتين أتتا دراكا
تلتحيان الطَّلح والأراكا
…
لم تدعا نعلاً ولا شراكا
انتهى ما أورده أبو محمد الأعرابي، وقد رجعت إلي ديوانه فلم أجد شيئًا منهما في رجزه، وإنما هي من رجز والده العجاج، وقد تقدمت ترجمتاهما، والله أعلم
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد المائتين:
[246]
عسى الكرب الَّذى أمسيت فيه
…
يكون وراءه فرج قريب
على أنه قد يأتي المضارع المجرّد من أن بعد مرفوعها، وهو قليل، قال سيبويه: واعلم أن من العرب من يقول: عسى يفعل، يشبهها يكاد يفعل، فيفعل حينئذ في موضع الاسم المنصوب في قوله ا:
"عسى الغوير أبؤسًا"، فذا مثل من أمثال العرب، أجروا فيه عسى مجرى كان، قال هدية: عسى الكرب الّذي أمسيت فيه. . البيت، وقال:
عسى الله يغني عن بلاد بن قادرٍ
…
بمنهمرٍ جون الرَّباب سكوب
وقال:
فأمَّا كيِّسٌ فنجا ولكن
…
عسى يغترُّ بي حمقٌ لئيم
انتهى. قال الأعلم: الشاهد في هذه الأبيات: إسقاط"أن" ضرورة، ورفع الفعل والمستعمل في الكلام أن يكون كما قال تعالى:{عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ ربُّكَ} [الإسراء/79] و {فعَسَى اللهُ أنْ يأتيَ بالفَتْحِ} [المائدة/52].
والمنهمر: السائل، والجون، بفتح الجيم: الأسود، والرباب، بالفتح: السحاب، والحمق، بكسر الميم: الأحمق. وكذا قال بن عصفور في كتاب"الضرائر" وبعد أن ساق هذه الأبيات وغيرها قال: وما ذكرته من استعمال الفعل الواقع في موضع خبر"عسى" بغير"أن" ضرورة هو مذهب الفارسي، وجمهور البصريين، وظاهر كلام سيبويه يعطى أنه جائز في الكلام، لأنه قال: واعلم أن من العرب من يقول: عسى يفعل، تشبيهًا بكاد، فأطلق القول، ولم يقيد ذلك في الشعر، إلا أنه ينبغي أن لا يحمل كلامه على عمومه،
لما ذكره أبو علي من أمها لا تكاد تجئ بغير"أن" إلا في ضرورة، وأيضًا فإن القياس يقتضي أن لا يجوز ذلك إلا
في الشعر، لأن استعمالها بغير"أن" إنما هو بالحمل على كاد، لشبهها بها من حيث جمعتهما المقاربة.
وكاد محمولة في استعمالها بغير"أن" على الأفعال التي هي للأخذ في الشروع من جهة أنها لمقاربة ذات الفعل، فقربت لذلك من الأفعال التي هي للأخذ في الفعل، وليست عسى كذلك، لأن فيها تراخيًا،
ألا ترى أنك تقول: عسى زيد أن يحج العام? وإنما عدّت في أفعال المقاربة، مع ما فيها من التراخي، من جهة أنها تدخل على الفعل المرجو، والفعل المرجو قريب بالنظر إلي ما ليس بمرجو، فلما كانت محمولة في استعمالها بغير"أن" عللا ما هو محمول على غيره؛ ضعف الحمل، فلم يجئ إلا في الضرورة. انتهى.
والبيت من قصيدة لهدبة بن خشرم قالها في الحبس، وهي:
طربت وأنت أحيانًا طروب
…
وكيف وقد تعلاّك المشيب
يجدُّ النَّأي ذكرك في فؤادي
…
إذا ذهلت على النَّأي القلوب
يؤِّرقني اكتئاب أبي نميرٍ
…
فقلبي من كآبته كئيب
فقلت له هداك الله مهلاً
…
وخير القول ذو اللُّبِّ المصيب
عسى الكرب الَّذي أمسيت فيه
…
يكون وراءه فرجٌ قريب
فيأمن خائفٌ ويفكَّ عانٍ
…
ويأتي أهله الرجل الغريب
ألا ليت الرياح مسخَّراتٌ
…
بحاجتنا تباكر أو تؤوب
فتخبرنا الشَّمال إذا أتتنا
…
وتخبر أهلنا عنا الجنوب
فإنا قد حللنا دار بلوى
…
فتخطئنا المنايا أو تصيب
فإن يك صدر هذا اليوم ولّى
…
فإنَّ غدًا لناظره قريب