الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سباعها وطيورها، فوقعت عليها تأكل منها. ومهراقه: الهاء ضمير الدم، يعني: أنه مصبوب في موضعه
لم يزل ولم يحل، وضربة: اسم بلاد سميت بضربة بنت ربيعة بن نزار، وطيّئ: مهموز الآخر على وزن
السيِّد، وفد تحذف الهمزة فيبقى على وزن حي، والكلى: جمع كلية أو كلوة، قال بعضهم: الغلة حرارة العطش، وهي إنما تكون في القلب، ولكنه أراد المبالغة، أي:
تجاوز [القلب] والكبد إلي الكلية، وقال الخوارزمي: إن سئل: أى غلة للكلى حتى أضيفت إليها? أجيب بأن المزاج عند ورود الهموم والأحزان عليه مما ينفعل ويسخن، فإذا سخن المزاج حمى البول واحتد، والبول ممره على الكلى، فكأنه قال: ستطفئ الغلل التي يظهر أثرها في البول، هذا كلامه.
وقائل هذه الأبيات شاعر جاهلي، وهو في بعض نسخ"الحماسة" قسام بن رواحة، وفي بعض آخر منها: قسامة بن رواحة، بزيادة الهاء، وقسام بفتح القاف وخفة السين. وقيل: هو سنبسي، وقيل: عنبسي،
وقد أورده الآمدي في"المؤتلف والمختلف" في من يقال له: ابن رواحة، قال: ومنهم قسام بن رواحة الهنبسي، ليس له عندي في شعراء طي ذكر، وأنشد له الطائي في"الحماسة": لبئس نصيب القوم. .
الأبيات الأربعة، ولم يرفع نسبه، وقد رفعنا نسبه في الشاهد الواحد والخمسين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد المائتين:
(249)
يا ابن الزُّبير طالما عصيكا
على أن الكاف بدل تصريفي من التاء، والأصل عصيت بالخطاب، قال بن جني في"سر الصناعة": أبدل الكاف من التاء لأنها أختها في الهمس، وكان سحيم إذا أنشد شعرًا قال: أحسنك والله، يريد، أحسنت انتهى.
وقال أبو علي في"المسائل العسكرية" قال أبو الحسن الأخفش: إن شئت قلت: أبدل من التاء الكاف لاجتماعهما في الهمس، وإن شئت قلت: أوقع الكاف [موقعها]، وإن كان في أكثر اللغات للمفعول لا للفاعل، لإقامة القافية، ألا تراهم يقولون: رأيتك أنت، ومررت به هو، فيجعل علامات الضمير المختص
بها بعض الأنواع في أكثر الأمر موقع الآخر، ومن ثم جاء"لولاك" وإنما ذلك لأن الاسم لا يصاغ معربًا،
وإنما يستحق الإعراب بالعامل، انتهى.
والإبدال التصريفي هو أن يؤتي حرف عوضًا عن حرف آخر، احترز به عن إبدال ضمير مكان ضمير بالإنابة، كقولهم: ما أنا كأنت، قال أبو حيان في"شرح التسهيل": وقوله المصنف في "عصيكا" إنه من وضع ضمير النصب موضع ضمير الرفع غير صحيح، لأن الفارسي وغيره ذكروا أن هذا من إبدال التاء
الضمير كافًا، وهو من شاذ البدل، : ويدل على أنه من باب البدل تسكين آخر الفعل في قولهم: عصيك، ولو كان ضمير نصب لم يسكن، كما لم يسكن في عساك ورماك، انتهى. قال ناظر الجيش:
ولاشك أن القول بالبدل محتمل، والقول بنيابة ضمير عن ضمير محتمل أيضًا، فلا يرفع أحد الاحتمالين بالآخر، وأما التسكين فلا شك أنه يقوي دعوى الأخفش، لأن الضمير وإن كان ضمير نصب قد وضع
موضع ضمير الرفع وأسند الفعل إليه، فوجب إعطاء الفعل الحكم الذي يستحقه حين إسناده إلي الضمير
الموضوع للرفع، انتهى.
أقول: قد رجع ابن مالك في أول باب الإبدال من"شرح الكافية" إلي القول بالإبدال التصريفي قال عند ذكره إبدال الياء جيمًا في قوله:
ياربِّ إن كنت قبلت حجَّتج
ما نصه: هذا النوع من الإبدال جدير بأن يذكر في كتب اللغة لا في كتب التصريف، وإلا لزم أن تذكر العين، لأن إبدالها من الهمزة المتحركة مطرد في لغة تميم: ويسمى ذلك عنعنة تميم، وكان أيضًا
يلزم أن تذكر الكاف لإبدالها من تاء الضمير، كقول الراجز:
يا ابن الزُّبير طالما عصيكا
أراد: عصيت، وأمثال هذا من الحروف المبدلة من غيرها كثيرة، وإنما ينبغي أن يعتد في الإبدال التصريفي بما لو يبدل، وقع في الخطأ، أو مخالفة الأكثر، فالموقع في الخطأ كقولك في مال: مول، والموقع في مخالفة الأكثر كقولك في سقاءة: سقاية، انتهى كلامه.
والبيت أول أبيات ثلاثة أوردها أبو زيد في"نوادره" ونسبها لراجز من حمير، وبعده:
وطالما عنَّيتنا إليكا
…
لنضربن بسيفنا قفيكا
وتبعه صاحب"الصحاح" في مادة السين المهملة وقد استشهد بالبيت الثالث المحقق على أنه قد جاء في ضرورة الشعر، كما في"قفيكا" قلب الألف ياء مع الإضافة إلي كاف الضمير، والأصل قفاكا، فأبلت الألف ياء، وإنما كان سبيل هذا الشعر لأنه ليس مع ياء المتكلم، فإنها تقلب معه ياء نثرًا ونظمًا عند هذيل؛ وإنما قيد بكاف الضمير لأن السماع جاء معه، وظاهر كلام أبي علي في"المسائل العسكرية"
لا يختص هذا بالشعر، فإنه وأما إبدال الياء من الألف في