الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على أني قد رأيته في بعض الدساتير الشامية قد كتب به لبعض التجار الخواجكيّة لسفارتهم بين الملوك وتردّدهم في الممالك لجلب المماليك والجواري ونحو ذلك وهو منسوب إلى السفير: وهو الرسول والمصلح بين القوم نسبة مبالغة ولم يستعمله الكتاب مجرّدا عن الياء؛ لأنه إذا كان خاصّا بهذين ورتبتهما علية لا يليق بها حذف الياء لم يناسب استعماله مجرّدا عنها.
(السلطانيّ) من ألقاب الملوك فيثبت في ألقاب المقام الشريف ونحوه، فيقال المقام الشريف العالي السلطانيّ ونحو ذلك؛ وهو منسوب إلى السلطان وقد تقدّم الكلام عليه في الكلام على أرباب الوظائف.
(السيّد) من الألقاب السلطانية؛ يقال: السلطان السيّد الأجلّ ونحو ذلك؛ ويقع في اللغة على المالك والزّعيم ونحوهما؛ والسيّديّ نسبة إليه للمبالغة، وهو من الألقاب الخاصة بالجناب الشريف فما فوقه. قال في «عرف التعريف» ولا يكتب به عن السلطان لأحد.
حرف الشين المعجمة
(الشّاهنشاه) من الألقاب الملوكية المختصة بالسلطان وأكابر الملوك.
وهو لفظ فارسيّ معناه بالعربية «ملك الأملاك» وقد ورد النهي عن التسمّي به؛ وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ أخنع اسم عند الله رجل تسمّى ملك الأملاك؛ لا ملك الأملاك إلا الله» . قال سفيان بن عيينة «1» : معناه شاهنشاه، ولذلك يحذفه المتديّنون من الكتّاب من الألقاب السلطانية، وقد أشار إلى ذلك في «التثقيف» «2» في مكاتبة صاحب المغرب.
واعلم أنّه كان قد وقع في تلقيب الملوك بهذا اللّقب نزاع بين العلماء في سلطنة السلطان «جلال الدولة» «1» السّلجوقيّ في سنة تسع وعشرين وأربعمائة كما حكاه ابن الأثير في تاريخه «الكامل» «2» وذلك أن السلطان جلال الدولة كان قد سأل أمير المؤمنين (القائم بأمر الله) الخليفة يومئذ في «3» أن يخاطب بملك الملوك فامتنع، فكتب فتوى للفقهاء في ذلك، فكتب «4» القاضي أبو الطيّب الطبريّ، والقاضي أبو عبد الله الصّيمريّ، والقاضي ابن البيضاويّ، وأبو القاسم الكرخيّ بجوازه، ومنع «5» منه أقضى القضاة أبو الحسن الماورديّ، وجرى بينه وبين من أفتى بجوازه مراجعات، وخطب لجلال الدولة ب «ملك الملوك» . وكان الماورديّ من أخصّ الناس بجلال الدولة، وكان يتردّد إلى دار المملكة كلّ يوم، فلما أفتى في ذلك «6» بالمنع، انقطع ولزم بيته خائفا، وأقام منقطعا من شهر رمضان إلى يوم النحر، فاستدعاه جلال الدولة، فحضر خائفا، فأدخله عليه وحده، وقال له: قد علم كلّ أحد أنك من أكثر الفقهاء مالا وجاها وقربا منا وقد خالفتهم فيما خالف هواي، ولم تفعل ذلك إلا لعدم المحاباة منك واتّباع الحقّ، وقد بان لي موضعك من الدّين ومكانك من العلم، وجعلت جزاء ذلك إكرامك بأن أدخلتك إليّ وحدك، وجعلت إذن الحاضرين إليك، ليتحقّقوا عودي إلى ما تحب. فشكره ودعا له وأذن لكل من حضر للخدمة بالانصراف «7» .