المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأسلوب الثالث (أن تفتتح المكاتبة بأوصاف الخلافة والثناء عليها، والخطاب فيه بأمير المؤمنين وعن المكتوب عنه بنون الجمع) - صبح الأعشى في صناعة الإنشا - ط العلمية - جـ ٦

[القلقشندي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء السادس

- ‌[تتمة المقالة الثالثة]

- ‌[تتمة باب الاول من المقالة الثالثة]

- ‌[تتمة الجملة السادسة]

- ‌المهيع الثاني في ذكر الألقاب والنعوت المستعملة عند كتّاب الزمان، وبيان معانيها، ومن يقع عليه كل واحد منها من أرباب السّيوف وغيرهم (وهي نوعان)

- ‌النوع الأوّل (الألقاب الإسلامية، وهي صنفان)

- ‌الصنف الأوّل (المذكّرة، وهي ضربان)

- ‌الضرب الأوّل (الألقاب المفردة المختصة في اصطلاح الكتّاب باسم الألقاب)

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء المهملة

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء

- ‌الضرب الثاني (المركّبة المعبّر عنها في اصطلاح الكتّاب بالنّعوت) (وهذه جملة منها مرتّبة على حروف المعجم أيضا)

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء المثناة من فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء المهملة

- ‌حرف الزاي المعجمة

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌حرف العين المهملة

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء

- ‌[الصنف] الضرب الثاني (من الألقاب المفردة المؤنّثة، ولتأنيثها سببان)

- ‌السبب الأوّل (الجمع)

- ‌السبب الثاني (تأنيث اللقب الأصل الذي تتفرّع عليه الألقاب الفروع. وله حالتان)

- ‌الحالة الأولى

- ‌الحالة الثانية

- ‌الضرب الأوّل (الألقاب المذكّرة، وهي نمطان)

- ‌النمط الأوّل (المفردة)

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الراء المهملة

- ‌حرف السين

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌النمط الثاني (من الألقاب التي يكتب بها لملوك الكفر الألقاب المركّبة)

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌حرف العين المهملة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الواو

- ‌الضرب الثاني (من ألقاب أهل الكفر الألقاب المؤنّثة: بأن يكون اللقب الأصل مؤنّثا فتتبعه الألقاب الفروع في التأنيث. ولها حالتان)

- ‌الحالة الأولى

- ‌الحالة الثانية

- ‌الجملة السابعة (في تفاوت الألقاب في المراتب، وهي قسمان)

- ‌القسم الأوّل (ما يقع التفاوت فيه بالصّعود والهبوط، وهو نوعان)

- ‌النوع الأوّل (ما يقع التفاوت فيه بحسب القلّة والكثرة، وله حالتان)

- ‌الحالة الأولى

- ‌الحالة الثانية

- ‌النوع الثاني (ما يقع فيه التفاوت في العلوّ والهبوط بحسب ما يقتضيه جوهر اللفظ أو ما وقع الاصطلاح عليه. وهو صنفان)

- ‌الصنف الأوّل (الألقاب المفردة. وهي على أربعة أنماط)

- ‌النّمط الأوّل (التوابع)

- ‌النمط الثاني (ما يقع التفاوت فيه بحسب لحوق ياء النسب وتجرّده منها)

- ‌النمط الثالث (ما يقع التفاوت فيه بصيغة مبالغة غير ياء النسب)

- ‌النمط الرابع (ما يقع فيه التفاوت بحسب ما في ذلك اللّقب من اقتضاء التشريف لعلوّ متعلّقه ورفعته)

- ‌الصنف الثاني (الألقاب المركّبة، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يترتّب بعضه على بعض لقبا بعد لقب، وله اعتباران)

- ‌الاعتبار الأوّل (أن يشترك في رعاية الترتيب أرباب السيوف والأقلام وغيرهم، وهو على ثلاثة أنماط)

- ‌النمط الأوّل (ما يضاف إلى الإسلام، وله ثلاثة أحوال)

- ‌الحال الأوّل- أن يكون ذلك في ألقاب أرباب السّيوف

- ‌الحال الثاني- أن يكون ذلك في ألقاب الوزراء من أرباب الأقلام

- ‌الحال الثالث- أن يكون في ألقاب القضاة والعلماء

- ‌الحال الرابع- أن يكون في ألقاب الصلحاء

- ‌النمط الثاني (من الألقاب المركّبة ما يضاف إلى الأمراء والوزراء ونحوهم، من أرباب المراتب السّنيّة، وهو على الأحوال الأربعة المتقدّمة الذكر فيما يضاف إلى الإسلام)

- ‌الحال الأوّل- أن يكون في ألقاب أرباب السيوف

- ‌الحال الثاني- أن يكون في ألقاب الوزراء ومن في معناهم

- ‌الحال الثالث- أن يكون من ألقاب القضاة والعلماء

- ‌الحال الرابع- أن يكون من ألقاب الصلحاء

- ‌النّمط الثالث (من الألقاب المركّبة ما يضاف إلى الملوك والسّلاطين، وهو على الأحوال الأربعة المتقدّمة الذكر)

- ‌الحال الأوّل- أن يكون من ألقاب أرباب السّيوف

- ‌الحال الثاني- أن يكون من ألقاب الوزراء ومن في معناهم

- ‌الحال الثالث- أن يكون من ألقاب القضاة والعلماء

- ‌الحال الرابع- أن يكون في ألقاب الصّلحاء

- ‌الحال الأوّل- أن يكون من ألقاب أرباب السيوف

- ‌الحال الثاني- أن يكون من ألقاب الوزراء ومن في معناهم

- ‌الحال الثالث- أن يكون من ألقاب القضاة والعلماء

- ‌الاعتبار الثاني (في الألقاب المركّبة أن يختصّ الترتيب في الألقاب بنوع من المكتوب لهم، وهو أربعة أنماط)

- ‌النمط الأوّل (ما يختصّ بأرباب السيوف، وله حالان)

- ‌الحال الأوّل- أن تقع الإضافة فيه إلى الغزاة والمجاهدين

- ‌الحال الثاني- أن يكون اللقب مضافا إلى الجيوش

- ‌النمط الثاني (ما يختص بالوزراء ومن في معناهم: من كاتب السرّ ونحوه فمن دونهم من الكتّاب)

- ‌النمط الثالث (ما يختصّ بالقضاة والعلماء)

- ‌النّمط الرابع (ما يختصّ بالصّلحاء)

- ‌القسم الثاني (مما تتفاوت فيه مراتب الألقاب ما يقع التفاوت فيه بالتقديم والتأخير، وهو نوعان)

- ‌النوع الأوّل (الألقاب المفردة، وهي على ستة أنماط)

- ‌النّمط الأوّل (الألقاب التي تلي الألقاب الأصول)

- ‌النمط الثاني (ما يلي العالي أو السامي من الألقاب)

- ‌النمط الثالث (ما يلي لقب الوظيفة

- ‌النمط الرابع (ما يقع قبل لقب التعريف الذي هو الفلانيّ أو فلان الدّين)

- ‌النمط الخامس (ما يقع فصلا بين الألقاب المفردة والمركّبة)

- ‌النمط السادس (ما ليس له موضع مخصوص من الألقاب المفردة)

- ‌النوع الثاني (مما تتفاوت فيه مراتب الألقاب بالتقديم والتأخير، الألقاب المركبة المعبّر عنها بالنّعوت، وهي على ثلاثة أنماط)

- ‌النمط الأوّل (ما يلي لقب التعريف الذي هو الفلانيّ أو فلان الدين)

- ‌النمط الثاني (ما يقع في آخر الألقاب المركّبة)

- ‌النمط الثالث (ما بين أوّل الألقاب المركّبة وبين آخرها)

- ‌الجملة الثامنة (في بيان محل اللّقب المضاف إلى الملك ولقب التعريف الخاصّ به الواقع تلو اللقب الملوكيّ، مثل الملكيّ الناصريّ الزّينيّ وما أشبه ذلك؛ وله ثلاثة أحوال)

- ‌الحالة الأولى- أن يكون ذلك في ألقاب السلطان نفسه

- ‌الحالة الثانية- أن يكون اللقب المضاف إلى الملك في ألقاب المكتوب له

- ‌الحالة الثالثة- أن يكون في ألقاب المكتوب عنه

- ‌الجملة التاسعة (في ترتيب جملة الألقاب الفروع على الألقاب الأصول على قدر طبقاتها

- ‌القسم الأوّل (الألقاب الإسلاميّة)

- ‌الضرب الأوّل (الألقاب المتعلّقة بالخلافة وما يلتحق بها، ومبناها على الاختصار؛ وهي ثلاثة أنواع)

- ‌النوع الأوّل (ألقاب الخلفاء، وهي صنفان)

- ‌الصنف الأوّل- أن تكون لنفس الخليفة

- ‌الصنف الثاني- أن تكون الألقاب للدّيوان في مكاتبة أو غيرها

- ‌النوع الثاني (ألقاب ولاة العهد بالخلافة)

- ‌النوع الثالث (ألقاب إمام الزيدية باليمن)

- ‌الضرب الثاني (الألقاب الملوكية، وهي نوعان)

- ‌النوع الأوّل (الألقاب التي اصطلح عليها للسلطان بالدّيار المصرية على ما الحال مستقرّ عليه، وقد ذكر فيها في التعريف مذهبين)

- ‌النوع الثاني (الألقاب التي يكتب بها عن السلطان لغيره من الملوك، وهي على ثلاثة أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (ألقاب ولاة العهد بالسّلطنة)

- ‌الصنف الثاني (ألقاب الملوك المستقلّين بصغار البلدان)

- ‌الصنف الثالث (ألقاب المكتوب إليهم من الملوك عن الأبواب السلطانية، وهي نمطان)

- ‌النمط الأوّل (ما يصدّر بالألقاب المذكّرة. وهي على أربع طبقات)

- ‌الطبقة الأولى- ما يصدّر بالمقام

- ‌الطبقة الثانية- ما يصدّر بالمقرّ

- ‌الطبقة الثالثة- ما يصدّر بالجناب

- ‌الطبقة الرابعة- ألقاب المجلس

- ‌النمط الثاني (ما يصدّر بالألقاب المؤنّثة، وهي الحضرة)

- ‌النوع الأوّل (ألقاب أرباب السيوف من أهل المملكة وغيرهم: من الأمراء والعربان والأكراد والتّركمان. وهي على خمس درجات)

- ‌الدرجة الأولى (درجة المقرّ، وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة المقرّ الشريف

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة المقرّ العالي

- ‌الدرجة الثانية (درجة الجناب، وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة الجناب الشريف

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة الجناب الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة الجناب العالي

- ‌الرتبة الأولى- مع الدعاء بمضاعفة النعمة

- ‌الرتبة الثانية- مع الدعاء بدوام النعمة

- ‌الدرجة الثالثة (درجة المجلس وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى (مرتبة المجلس العالي)

- ‌الرتبة الأولى- مع الدعاء للمجلس

- ‌الرتبة الثانية- المجلس العالي مع صدرت

- ‌المرتبة الثانية (مرتبة المجلس الساميّ بالياء)

- ‌المرتبة الثالثة (مرتبة المجلس السامى بغير ياء)

- ‌الدرجة الرابعة (درجة مجلس الأمير)

- ‌الدرجة الخامسة (درجة الأمير مجرّدا عن مضاف إليه)

- ‌النوع الثاني (من الألقاب الإسلامية الألقاب الدّيوانية، وهي أيضا على خمس درجات)

- ‌الدرجة الأولى (درجة المقرّ)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة المقرّ الشريف

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة المقرّ العالي

- ‌الدرجة الثانية (درجة الجناب، وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة الجناب الشريف

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة الجناب الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة الجناب العالي

- ‌الدرجة الثالثة (درجة المجلس، وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة المجلس العالي

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة المجلس السامي بغير ياء

- ‌الدرجة الرابعة (درجة مجلس القاضي، وهي مستعملة في السلطانيّات وغيرها)

- ‌الدرجة الخامسة (درجة القاضي، وهي مستعملة في السلطانيات [وغيرها] )

- ‌النوع الثالث (من الألقاب الإسلامية ألقاب أرباب الوظائف الدّينية، وهي على خمس درجات أيضا)

- ‌الدرجة الأولى (درجة المقرّ)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة المقرّ الشريف

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة المقرّ العالي

- ‌الدرجة الثانية (درجة الجناب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة الجناب الشريف

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة الجناب الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة الجناب العالي

- ‌الدرجة الثالثة (درجة المجلس وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة المجلس العالي

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة المجلس السامي بغير ياء

- ‌الدرجة الرابعة (درجة مجلس القاضي، وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها)

- ‌الدرجة الخامسة (درجة القاضي، وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها)

- ‌النوع الرابع (من الألقاب الإسلامية ألقاب مشايخ الصوفيّة وأهل الصّلاح، وهي على خمس درجات)

- ‌الدرجة الأولى (درجة المقرّ، وليس لها استعمال في السلطانيات؛ وفي غير السلطانيات لها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة المقرّ الشّريف

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة المقرّ العالي

- ‌الدرجة الثانية (درجة الجناب، وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة الجناب الشريف

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة الجناب الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة الجناب العالي

- ‌الدرجة الثالثة (درجة المجلس، وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة المجلس العالي

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة المجلس السامي بغير ياء

- ‌الدرجة الرابعة (درجة مجلس الشيخ)

- ‌الدرجة الخامسة (درجة الشيخ)

- ‌النوع الخامس (ألقاب التّجّار الخواجكيّة، والمستعمل فيه أربع درجات)

- ‌الدرجة الأولى (درجة الجناب)

- ‌الدرجة الثانية (درجة المجلس، وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة المجلس العالي

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة المجلس السامي بغير ياء

- ‌الدرجة الثالثة (درجة مجلس الصّدر، وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها)

- ‌الدرجة الرابعة (درجة الصّدر، وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها)

- ‌الدرجة الأولى (درجة المجلس، وفيها ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة المجلس العالي

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة المجلس الساميّ

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة المجلس السامي بغير ياء

- ‌الدرجة الثانية (درجة الصّدر، وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها)

- ‌النوع السابع (من الألقاب الإسلامية ألقاب الحاشية السلطانية، كمهتاريّة البيوت، ومهندس العمائر، ورئيس الحرّاقة ونحوهم، وفيه درجتان)

- ‌الدرجة الأولى (درجة مجلس الصّدر، وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها)

- ‌الدرجة الثانية (درجة الصّدر، وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها)

- ‌النوع الثامن (من الألقاب الإسلامية ألقاب النساء، وفيه درجتان)

- ‌الدرجة الأولى (درجة الجهة، وفيها مرتبتان)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة الجهة الشريفة

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة الجهة الكريمة

- ‌الدرجة الثانية (درجة الدار

- ‌الدرجة الثالثة (درجة الستارة

- ‌القسم الثاني (من الألقاب المرتّبة ألقاب أهل الكفر، وهي على ثلاثة أضرب)

- ‌الضرب الأوّل (ألقاب متدينتهم، وهي نوعان)

- ‌النوع الأوّل (ألقاب بطاركة النصارى)

- ‌النوع الثاني (ألقاب رؤساء اليهود)

- ‌الضرب الثاني (ألقاب ملوكهم وتختصّ بالنصارى، وهو نمطان)

- ‌النمط الأوّل (الألقاب المذكّرة، وهي على ثلاثة أنواع)

- ‌النوع الأوّل (ما يصدّر بالألف واللام، وهي على خمس مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- مرتبة الحضرة العالية

- ‌المرتبة الثانية- مرتبة الحضرة العليّة

- ‌المرتبة الثالثة- مرتبة الحضرة السامية

- ‌المرتبة الرابعة- مرتبة الحضرة المكرّمة

- ‌المرتبة الخامسة- مرتبة الحضرة الموقّرة

- ‌النوع الثاني (ما يصدّر بحضرة مع الإضافة)

- ‌النوع الثالث (ما يصدّر بالملك وما في معناه)

- ‌النمط الثاني (من ألقاب ملوك الكفر [الألقاب المؤنّثة] )

- ‌الضرب الثالث (ألقاب نوّاب ملوكهم وكناصلتهم ومن في معنى ذلك. وهو على نوعين)

- ‌النوع الأوّل (ألقاب النّوّاب)

- ‌النوع الثاني (ألقاب الكناصلة)

- ‌الأصل الأوّل

- ‌الأصل الثاني

- ‌الأصل الثالث

- ‌الأصل الرابع

- ‌الأصل الخامس

- ‌الجملة العاشرة (في ذكر ألقاب تقع على أشياء متفرّقة قد جرت في عرف الكتّاب، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (فيما يجري من ذلك مجرى التفاؤل، ويختلف باختلاف الأحوال والوقائع، ويتنوع إلى أنواع)

- ‌النوع الأول (ما يوصف بالنّصر، كالجيوش والعساكر والقلاع والبريد ونحو ذلك)

- ‌النوع الثاني (ما يوصف بالحراسة، كالمدن والثّغور

- ‌النوع الثالث (ما يوصف بالعمارة، كالدواوين)

- ‌النوع الرابع (ما يوصف بالسّعادة، كالدواوين أيضا)

- ‌النوع الخامس (ما يوصف بالقبول)

- ‌النوع السادس (ما يوصف بالبرّ، كالصّدقة والأحباس)

- ‌النوع السابع (ما يوصف بالخذلان، كالعدوّ ونحوه)

- ‌الضرب الثاني (ما يجري من ذلك مجرى التشريف ويختلف أيضا باختلاف الأحوال، ويتنوّع أنواعا)

- ‌النوع الأوّل (ما يوصف بالعزّ، كالكتاب بمعنى القرآن)

- ‌النوع الثاني (ما يوصف بالشريف، كالمصحف والعلم)

- ‌النوع الثالث (ما يوصف بالكريم، كالقرآن)

- ‌النوع الرابع (ما يوصف بالعلوّ، وهو في معنى الكرم في اصطلاحهم)

- ‌النوع الخامس (ما يوصف بالسعادة)

- ‌النوع السادس (ما يوصف بالبركة، كالكعب)

- ‌الفصل الأوّل (في مقادير قطع الورق، وفيه طرفان)

- ‌الطرف الأوّل (في مقادير قطع الورق في الزّمن القديم)

- ‌الطرف الثاني (في بيان مقادير قطع الورق المستعمل في زماننا، وفيه ثلاث جمل)

- ‌الجملة الأولى (في مقادير الورق المستعمل بديوان الإنشاء بالأبواب السلطانية بالديار المصرية، وهي تسعة مقادير)

- ‌المقدار الأول- قطع البغداديّ الكامل

- ‌المقدار الثاني- قطع البغداديّ الناقص

- ‌المقدار الثالث- قطع الثلثين من الورق المصريّ

- ‌المقدار الرابع- قطع النصف

- ‌المقدار الخامس- قطع الثلث

- ‌المقدار السادس- القطع المعروف بالمنصوريّ

- ‌المقدار السابع- القطع الصغير

- ‌المقدار الثامن- قطع الشاميّ الكامل

- ‌المقدار التاسع- القطع الصغير

- ‌الجملة الثانية (في مقادير الورق المستعملة بدواوين الإنشاء بالممالك الشامية: دمشق، وحلب، وطرابلس، وحماة، وصفد، والكرك. في المكاتبات والولايات الصادرة عن النّواب بالممالك، وهي لا تخرج عن أربعة مقادير)

- ‌المقدار الأوّل- قطع الشاميّ الكامل

- ‌المقدار الثاني- قطع نصف الحمويّ

- ‌المقدار الثالث- قطع العادة من الشاميّ

- ‌المقدار الرابع- قطع ورق الطير

- ‌الجملة الثالثة (في مقادير قطع الورق الذي تجري فيه مكاتبات أعيان الدّولة من الأمراء والوزراء وغيرهم بالديار المصرية والبلاد الشامية)

- ‌الفصل الثاني من الباب الثاني من المقالة الثالثة (في بيان ما يناسب كلّ مقدار من مقادير قطع الورق المتقدّمة الذكر من الأقلام، ومقادير البياض الواقع في أعلى الدّرج وحاشيته، وبعد ما بين السّطور في الكتابة. وفيه طرفان)

- ‌الطرف الأوّل (فيما يناسب كلّ مقدار منها من قطع الورق من الأقلام)

- ‌الطرف الثاني (في مقادير البياض الواقع في أوّل الدّرج، وحاشيته وبعد ما بين السّطور في الكتابة)

- ‌الباب الثالث من المقالة الثالثة (في بيان المستندات، وكتابة الملخّصات، وكيفيّة التعيين، وفيه فصلان)

- ‌الفصل الأوّل (في بيان المستندات، وهي التوقيع على القصص وما يجري مجراه، وما يحتاج فيه إلى كتابة المستندات، وهو على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (السّلطانيات، وهي صنفان)

- ‌الصنف الأوّل (ما يصدر عن متولّي ديوان الإنشاء، كولايات النّوّاب والقضاة وغيرهما من أرباب الوظائف، والتواقيع التي تكتب في المسامحات والإطلاقات، ومكاتبات البريد الخاصّة بالأشغال السلطانية، وأوراق الطريق وما يجري مجرى ذلك)

- ‌الصّنف الثاني (ما يصدر عن غير صاحب ديوان الإنشاء، كالأمور التي يكتب بها من الدواوين السلطانية غير ديوان الإنشاء وتلتمس الكتب من ديوان الإنشاء على مقتضاها، كالمكاتبات الخاصّة بتعلّقات شيء من الدواوين المذكورة، وبعض التواقيع التي أصلها من ديوان ال

- ‌الديوان الأوّل- ديوان الوزارة

- ‌الديوان الثاني- ديوان الخاصّ

- ‌الديوان الثالث- ديوان الإستدّرايّة

- ‌الديوان الرابع- ديوان الجيش

- ‌الضرب الثاني (ما يتعلق بالكتب في المظالم، والنظر فيه من وجهين)

- ‌الوجه الأوّل (فيما يتعلّق بالقصص)

- ‌الوجه الثاني (فيما يتعلق بالنّظر في المظالم، وما يكتب على القصص، وما ينشأ عنها من المساءلات وغيرها)

- ‌النوع الأوّل منها (ما يرفع إلى السلطان في آحاد الأيّام)

- ‌النوع الثاني (ما يرفع لصاحب ديوان الإنشاء)

- ‌النوع الثالث (ما يرفع من القصص بدار العدل عند جلوس السلطان للحكم في المواكب)

- ‌النوع الرابع (ما يرفع منها للنائب الكافل، إذا كان ثمّ نائب)

- ‌النوع الخامس (ما يرفع من القصص إلى الأتابك؛ إذا كان في الدولة أتابك عسكر، وهو الأمير الكبير)

- ‌النوع السادس (ما يرفع منها للدّوادار لتعلّق عنه الرسالة عن السلطان به)

- ‌الفصل الثاني (في التعيين وكيفية كتابة صاحب ديوان الإنشاء على الرّقاع والقصص، وتعيينها على كتّاب الإنشاء)

- ‌[الطرف الاول]

- ‌الباب الرابع من المقالة الثالثة (في الفواتح والخواتم واللّواحق، وفيه فصلان)

- ‌الفصل الأوّل (في الفواتح، وفيه ستة أطراف)

- ‌الطّرف الأوّل (في البسملة، وفيه ثلاث جمل)

- ‌الجملة الأولى (في أصل الافتتاح بها)

- ‌الجملة الثانية (في الحثّ على تحسينها في الكتابة وما يجب من ترتيبها في الوضع)

- ‌الجملة الثالثة (في بيان موضعها من المكتوب ويتعلّق به أمران)

- ‌الأمر الأوّل (تقدّمها في الكتابة)

- ‌الأمر الثاني (إفرادها في الكتابة)

- ‌الطرف الثاني (في الحمدلة)

- ‌الصيغة الأولى

- ‌الصيغة الثانية

- ‌الصيغة الثالثة

- ‌الطرف الثالث (في التشهد في الخطب)

- ‌الطرف الرابع (في الصلاة والسّلام على النبيّ صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه في أوائل الكتب)

- ‌الطرف الخامس (في السّلام في أوّل الكتب)

- ‌الطّرف السادس (في أما بعد)

- ‌الفصل الثاني (في الخواتم واللّواحق، وفيه سبعة أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (في الاستثناء بالمشيئة، بأن يكتب إن شاء الله تعالى، وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في الحثّ على كتابة إن شاء الله تعالى)

- ‌الجملة الثانية (في محل كتابتها وصورة وضعها في الدّرج)

- ‌الجملة الأولى (في معناه)

- ‌الجملة الثانية (في وجه الاحتياج إليه)

- ‌الجملة الثالثة (في بيان أصول التواريخ) [وهو على قسمين]

- ‌القسم الأوّل (ما قبل الهجرة، وقد أوردت منه تسعة عشر تاريخا)

- ‌الأوّل- من هبوط آدم عليه السلام

- ‌الثاني- من الطّوفان

- ‌الثالث- من تبلبل الألسن

- ‌الرابع- من مولد إبراهيم عليه السلام

- ‌الخامس- من بناء إبراهيم الكعبة

- ‌السادس- من وفاة موسى عليه السلام

- ‌السابع- من عمارة سليمان عليه السلام بيت المقدس

- ‌الثامن- من ابتداء ملك بختنصّر

- ‌التاسع- من تخريب بختنصّر بيت المقدس

- ‌العاشر- من ملك فيلبس أبي الإسكندر

- ‌الحادي عشر- من غلبة الإسكندر على ملك فارس وقتل دارا ملك الفرس

- ‌الثاني عشر- من مولد المسيح عليه السلام

- ‌الثالث عشر- من ملك أرديالونص

- ‌الخامس عشر- من خراب بيت المقدس المرّة الثانية

- ‌السابع عشر- من غلبة أغشطش ملك الروم على قلوبطرا ملكة اليونان ومصر

- ‌الثامن عشر- من عام الفيل

- ‌التاسع عشر- من مبعث النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌القسم الثاني (ما بعد الهجرة)

- ‌الجملة الرابعة (في أصل وضع التاريخ الإسلاميّ وبنائه على الهجرة دون غيرها)

- ‌الجملة الخامسة (في بيان صورة ابتدائهم وضع التاريخ من الهجرة)

- ‌الجملة السادسة (في كيفيّة تقييد التاريخ في الكتابة بزمن معيّن، وهو ضربان)

- ‌الضرب الأوّل (التاريخ العربيّ)

- ‌الاعتبار الأوّل (أن يؤرّخ ببعض ليالي الشهر، وله ستّ حالات)

- ‌الحالة الأولى (أن تقع الكتابة في الليلة الأولى من الشهر، أو في اليوم الأوّل منه)

- ‌الحالة الثانية (أن تقع الكتابة فيما بعد مضيّ اليوم الأوّل من الشهر إلى آخر العشر)

- ‌الحالة الثالثة (أن تقع الكتابة فيما بعد العشر إلى النصف)

- ‌الحالة الرابعة (أن تقع الكتابة في الخامس عشر من الشهر)

- ‌الحالة الخامسة (أن تقع الكتابة فيما بعد النصف من الشهر إلى الليلة الأخيرة منه)

- ‌المذهب الأوّل

- ‌المذهب الثاني

- ‌الطريق الأوّل

- ‌الطريق الثاني

- ‌الحالة السادسة (أن تقع الكتابة في الليلة الأخيرة من الشهر أو في اليوم الأخير منه)

- ‌الاعتبار الثاني (أن يؤرّخ بجملة من أيام الشهر)

- ‌الاعتبار الثالث (أن يؤرّخ بأجزاء اليوم أو الليلة)

- ‌الضرب الثاني (التاريخ العجميّ)

- ‌الجملة السابعة (في تقييد التاريخ بالسنة)

- ‌الجملة الثامنة (في معرفة بعض التواريخ من بعض)

- ‌أوّلها- تاريخ غلبة الإسكندر

- ‌الثاني- التاريخ من ملك دقلطيانوس

- ‌الثالث- التاريخ من الهجرة

- ‌الرابع- التاريخ من هلاك يزدجرد آخر ملوك الفرس

- ‌الجملة الثامنة (في موضع كتابة التاريخ من الكتاب، وصورة وضعه في الكتابة)

- ‌الضرب الأوّل- الكتب السلطانية، ولها حالان

- ‌ الحالة الأولى

- ‌الحالة الثانية

- ‌الضرب الثاني- كتب الأتباع إلى الرؤساء

- ‌الطّرف الثالث (في المستندات، وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في صورة ما يكتب، وهو على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (أن يضاف إلى مرسوم السلطان، وله خمس حالات)

- ‌الحالة الأولى- أن يكون بتلقّي كاتب السرّ

- ‌الحالة الثانية- أن يكون بتلقّي كاتب السرّ

- ‌الحالة الثالثة- أن يكون برسالة الدّوادار

- ‌الحالة الرابعة- أن يكون من ديوان الخاص

- ‌الحالة الخامسة- أن يكون بخط السلطان بظاهر قصّة

- ‌الضرب الثاني (أن يجعل مستنده الإشارة، وله ثلاث حالات)

- ‌الحالة الأولى- أن يكون بإشارة النائب الكافل

- ‌الحالة الثانية- أن يكون بإشارة الوزير

- ‌الحالة الثالثة- أن يكون بإشارة الإستدّار

- ‌الجملة الثانية (في موضع كتابة المستند)

- ‌الطرف الرابع (في الحمدلة في آخر الكتاب، وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في الأصل في كتابتها)

- ‌الجملة الثانية (في بيان ما يكتب وصورة وضعه في الكتابة)

- ‌الطرف الخامس (في الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم في آخر الكتاب، وما يلتحق بذلك، وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في أصل إثباتها في آخر الكتب)

- ‌الجملة الثانية (في بيان ما يكتب في التصلية في آخر الكتب، وصورة وضعه في الكتابة)

- ‌الطرف السادس (في الحسبلة في آخر الكتاب، وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في أصل كتابتها)

- ‌الجملة الثانية (في بيان ما يكتب في ذلك، وكيفيّة وضعه في الكتابة)

- ‌الطرف السابع (في اللّواحق، وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في التتريب، ويتعلّق به أمران)

- ‌الأمر الأوّل (في النّدب إلى التتريب)

- ‌المعنى الأول- التبرّك طلبا لنجح القصد

- ‌المعنى الثاني- التجفيف

- ‌الأمر الثاني (فيما يترّب به الكتاب)

- ‌الجملة الثانية (في نظر الكاتب في الكتاب وتأمّله بعد الفراغ منه)

- ‌المقالة الرابعة (في المكاتبات، وفيها بابان)

- ‌الباب الأوّل (في أمور كلّية في المكاتبات، وفيه فصلان)

- ‌الفصل الأوّل (في مقدّمات المكاتبات، وفيه ثلاثة أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (في أصول يعتمدها الكاتب في المكاتبات)

- ‌الأصل الأوّل (أن يأتي الكاتب في أوّل المكاتبة بحسن الافتتاح المطلوب في سائر أنواع الكلام، من نثر ونظم مما يوجب التحسين؛ ليكون داعية لاستماع ما بعده، على ما تقدّم بيانه في الكلام على علوم البلاغة في المقالة الأولى)

- ‌المعنى الأوّل- أن يكون الحسن فيه راجعا إلى المبتدإ به

- ‌الأصل الثاني (أن يأتي في ابتداء المكاتبة ببراعة الاستهلال المطلوبة في كلّ فنّ من فنون الكلام)

- ‌الأصل الثالث (أن يأتي في المكاتبة المشتملة على المقاصد الجليلة بمقدّمة يصدّر بها تأسيسا لما يأتي به في مكاتبته)

- ‌الأصل الرابع (أن يعرف الفرق بين الألفاظ المستعملة في المكاتبات فيضعها في مواضعها)

- ‌الأصل الخامس (أن يعرف مواقع الدّعاء في المكاتبات، فيدعو بكل دعاء في موضعه)

- ‌الأوّل- أن يعرف مراتب الدّعاء ليوقعها في مواقعها

- ‌الثاني- أن يعرف ما يناسب كلّ واحد من أرباب المناصب الجليلة من الدعاء فيخصّه به

- ‌الثالث- أن يعرف ما يناسب كلّ حالة من حالات المكاتبات

- ‌الرابع- أن يعرف مواضع الدعاء على المكتوب إليه

- ‌الضرب الأوّل (ما كرهوه في المكاتبة إلى كل أحد)

- ‌الضرب الثاني (ما تختصّ كراهته بالبعض دون البعض، وهو نوعان)

- ‌النوع الأوّل- ما يختص بالرجال

- ‌النوع الثاني- ما يختصّ بالنساء

- ‌الخامس- أن يتجنب الخلاف في الدعاء في فصول الكتاب

- ‌السادس- أن يتجنب وقوع اللّبس في الدعاء

- ‌الأصل السادس (أن يعرف ما يناسب المكتوب إليه من الألقاب فيعطيه حقّه منها) ويتعلق الغرض من ذلك بثلاثة أمور

- ‌أحدها- أن يعرف ما يناسب من الألقاب الأصول

- ‌الثاني- أن يعرف ما يناسب كلّ لقب من الألقاب الأصول من الألقاب والنّعوت التابعة لذلك

- ‌الثالث- أن يعرف مقدار المكتوب إليه

- ‌الأصل السابع (أن يراعي مقاصد المكاتبات، فيأتي لكل مقصد بما يناسبه) ومدار ذلك على أمرين:

- ‌الأمر الأوّل- أن يأتي مع كل كلمة بما يليق بها

- ‌الأمر الثاني- أن يتخطّى التصريح إلى التلويح

- ‌الأصل الثامن (أن يعرف مقدار فهم كل طبقة من المخاطبين في المكاتبات من اللسان فيخاطب كلّ أحد بما يناسبه من اللفظ، وما يصل إليه فهمه من الخطاب)

- ‌الأصل التاسع (أن يراعي رتبة المكتوب عنه والمكتوب إليه في الخطاب، فيعبّر عن كل واحد منهما في كلّ مكاتبة بما يليق به، ويخاطب المكتوب إليه بما يقتضيه مقامه)

- ‌الأصل العاشر (أن يراعي مواقع آيات القرآن والسّجع في الكتب، وذكر أبيات الشعر في المكاتبات)

- ‌الأصل الحادي عشر (أن يأتي في مكاتبته بحسن الاختتام)

- ‌المعنى الأوّل- أن يكون الحسن فيه راجعا إلى المعنى المختتم به

- ‌المعنى الثاني- أن يكون الحسن فيه راجعا إلى ما يوجب التحسين من سهولة اللفظ

- ‌الأصل الثاني عشر (أن يعرف مقادير قطع الورق، وسعة الطّرّة والهامش، وسعة بيت العلامة ومقدار ما بين السّطور وما يترك في آخر الكتاب)

- ‌الطّرف الثاني (في بيان مقادير المكاتبات وما يناسبها من البسط والإيجاز، وما يلائم كلّ مكاتبة منها من المعاني)

- ‌القسم الأوّل (ما يكتب عن السلطان أو من في معناه من الرؤساء إلى الأتباع، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يعمل فيه على الإيجاز والاختصار)

- ‌أحدها- أن يكون المكتوب عن السلطان في أوقات الحروب إلى نوّاب الملك

- ‌الثاني- أن يكون ما يكتب به عن السلطان خبرا يريد التورية به عنه

- ‌الثالث- أن يكون المكتوب به عن السلطان أمرا أو نهيا

- ‌الرابع- أن تكون الكتب المكتوبة عن السلطان باستخراج الخراج

- ‌الخامس- أن يكون ما يكتب به عن السلطان إحمادا أو إذماما

- ‌الضرب الثاني (ما يعمل فيه على البسط والإطناب)

- ‌أحدهما- أن يكون ما يكتب به السلطان خبرا يريد تقرير صورته في نفوس العامة

- ‌الثاني- أن يكون ما يكتب به عن السلطان في أوقات حركات العدوّ إلى أهل الثّغور

- ‌القسم الثاني (ما يكتب به عن الأتباع إلى السلطان والطّبقة العليا من الرؤساء، وهو على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يعمل فيه على الإيجاز والاختصار)

- ‌أحدها- أن يكون ما يكتب به من باب الشكر على نعمة يسبغها سلطانه عليه

- ‌الثاني- أن يكون ما يكتب به التابع إلى السلطان

- ‌الثالث- أن يكون ما يكتب به التابع إلى المتبوع من باب التنصّل

- ‌الضرب الثاني (ما يعمل فيه على البسط والإطناب)

- ‌الطّرف الثالث (في أمور تختص بالأجوبة، وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في بيان أيّ الأمرين من الابتداء والجواب أعلى رتبة وأبلغ في صناعة الكتابة)

- ‌الجملة الثانية (في بيان ترتيب الأجوبة)

- ‌الحالة الأولى- أن يكون الجواب من الرئيس إلى المرؤوس عما كتب به الرئيس إليه

- ‌الحالة الثانية- أن يكون الجواب من المرؤوس إلى الرئيس عما كتب به الرئيس إليه

- ‌الفصل الثاني من الباب الأوّل من المقالة الرابعة (في ذكر أصول المكاتبات وترتيبها، وبيان لواحقها ولوازمها. وفيه طرفان)

- ‌الطرف الأوّل (في ذكر أصولها وترتيبها. وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في المكاتبات إلى أهل الإسلام)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح الكتب بلفظ «من فلان إلى فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح الكتاب بلفظ «لفلان من فلان» أو «إلى فلان من فلان» وبقية الصّدر، والتخلص ب «أما بعد» أو غيرها، والاختتام بالسلام وغيره على ما تقدّم في الأسلوب الأوّل)

- ‌الأسلوب الثالث (أن يفتتح الكتاب بلفظ أما بعد)

- ‌الأسلوب الرابع (أن تفتتح المكاتبة بخطبة مفتتحة بالحمد لله)

- ‌الأسلوب الخامس (أن تفتتح الكتاب بلفظ «كتابي إليك» أو «كتابنا إليك من موضع كذا، أو في وقت كذا والأمر على كذا» وتشرح القضية؛ وتختم المكاتبة «بكتابنا إليك» بنحو قولك: «فإن رأيت أن تفعل كذا فعلت» والمكاتبة «بكتابي إليك» بنحو قولك: «فرأيك في كذا»

- ‌الاسلوب السادس (أن تقع المكاتبة بلفظ «كتب» بصيغة الفعل)

- ‌الأسلوب السابع (أن يقع الافتتاح بالدعاء)

- ‌الأسلوب الثامن (أن يفتتح الكتاب بالسلام)

- ‌الأسلوب التاسع (أن يفتتح الكتاب بيقبّل الأرض)

- ‌الأسلوب العاشر (أن يفتتح الكتاب «بيقبّل اليد» وما في معناها من الباسط والباسطة)

- ‌الأسلوب الحادي عشر (أن يفتتح الكتاب بلفظ «صدرت المكاتبة» )

- ‌الأسلوب الثاني عشر (أن يفتتح الكتاب بلفظ «هذه المكاتبة» )

- ‌الأسلوب الثالث عشر (أن يفتتح الكتاب بالإعلام)

- ‌الأسلوب الرابع عشر (أن يفتتح الكتاب بلفظ «يخدم» )

- ‌الأسلوب الخامس عشر (أن يفتتح الكتاب بلفظ الخلافة أو المقام الذي شأنه كذا، أو الإمارة التي شأنها كذا)

- ‌الجملة الثانية (في المكاتبات إلى أهل الكفر؛ وللكتّاب فيه أسلوبان)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «من فلان إلى فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء)

- ‌الطرف الثاني (في ذكر لواحق المكاتبات ولوازمها، وفيه ستّ جمل)

- ‌الجملة الأولى (في التّرجمة عن المكتوب عنه)

- ‌الجملة الثانية (في العنوان، وفيه سبع لغات)

- ‌الجملة الثالثة (في طيّ الكتاب وختمه)

- ‌الطريقة الأولى- أن يكون لفّه مدوّرا كأنبوبة الرّمح

- ‌والطريقة الثانية- أن يكون طيّه مبسوطا في قدر عرض أربعة أصابع مطبوقة

- ‌الجملة الرابعة (في حمل الكتاب وتأديته)

- ‌الجملة الخامسة (في فضّ الكتاب وقراءته)

- ‌الحالة الأولى- أن يكون مختوما باللّصاق بالنّشا على طريقة المشارقة وأهل الديار المصرية

- ‌الجملة السادسة (في كراهة طرح الكتاب بعد تخزيقة: وهو فضّه، وحفظه بعد ذلك في الإضبارة

- ‌الباب الثاني من المقالة الرابعة (في مصطلحات المكاتبات الدائرة بين كتّاب أهل الشرق والغرب والديار المصرية في كل زمن من صدر الإسلام وهلمّ جرّا إلى زماننا، وفيه ستة فصول)

- ‌الفصل الأوّل (في الكتب الصادرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفيه ثلاثة أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (في ذكر ترتيب كتبه صلى الله عليه وسلم في الرسائل على سبيل الإجمال)

- ‌الطرف الثاني (في كتبه صلى الله عليه وسلم إلى أهل الإسلام، وهو على ثلاثة أساليب)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن يفتتح الكتاب بلفظ «من محمد رسول الله إلى فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «هذا كتاب» ويذكر المقصد فيما بعد، وهو قليل الوقوع في المكاتبات)

- ‌الأسلوب الثالث (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «سلّم أنت» )

- ‌الطرف الثالث (في كتبه صلى الله عليه وسلم إلى أهل الكفر للدّعاية إلى الإسلام، وهو على ثلاثة أساليب)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن يفتتح الكتاب بلفظ «من محمد رسول الله إلى فلان» كما في الأسلوب الأوّل من كتبه إلى أهل الإسلام)

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح الكتاب بلفظ «أما بعد» وهو أقلّ وقوعا مما قبله)

- ‌الأسلوب الثالث (أن يفتتح الكتاب بلفظ «هذا كتاب» )

- ‌الفصل الثاني من الباب الثاني من المقالة الرابعة (في الكتب الصادرة عن الخلفاء، وهي على قسمين)

- ‌القسم الأوّل (المكاتبات إلى أهل الإسلام، وفيه تسعة أطراف)

- ‌الطّرف الأوّل (في الكتب الصادرة عن الخلفاء من الصحابة رضي الله عنهم، وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في المكاتبات الصادرة عن أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه

- ‌الجملة الثانية (في المكاتبات الصادرة عن بقيّة الخلفاء من الصحابة رضوان الله عليهم)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن يفتتح الكتاب بلفظ «من فلان إلى فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح الكتاب بلفظ «أمّا بعد» )

- ‌الطرف الثاني (في الكتب الصادرة عن خلفاء بني أميّة)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن يفتتح الكتاب بلفظ «من عبد الله فلان أمير المؤمنين إلى فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح الكتاب بلفظ «أما بعد» ويقع الشروع منه في المقصد)

- ‌الطرف الثالث (في الكتب الصادرة عن خلفاء بني العبّاس ببغداد وولاة العهد بالخلافة، وفيه ثلاث جمل)

- ‌الجملة الأولى (في بيان ترتيب كتبهم في الرسائل على سبيل الإجمال)

- ‌الجملة الثانية (في الكتب العامّة، وهي على أسلوبين)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن يفتتح الكتاب بلفظ «من فلان إلى فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن يكون الافتتاح بلفظ «أما بعد» وهو على نوعين)

- ‌النوع الأوّل (أن يعقب البعدية «الحمد لله» ؛ وهو على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (أن يتعدّد الحمد في أوّل الكتاب)

- ‌الضرب الثاني (أن يتّخذ التحميد في أوّل الكتاب، وهو أقلّ وقوعا من الضرب الذي قبله)

- ‌النوع الثاني (أن لا يعقب البعدية «تحميد» ، بل يقع الشروع عقبها في المقصود)

- ‌الجملة الثالثة (في الكتب الخاصة مما يصدر عن الخلفاء، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يكتب عن الخلفاء إلى وزرائهم)

- ‌الضرب الثاني (ما يكتب عن الخلفاء إلى وزراء الملوك)

- ‌الطرف الرابع (في الكتب الصادرة عن خلفاء بني العباس في الديار المصرية بعد مصير الخلافة إليها)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن يفتتح الكتاب بلفظ «من فلان إلى فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح الكتاب بخطبة إمّا مصدّرة بآية من القرآن الكريم أو دونها)

- ‌الأسلوب الثالث (ما استقرّ عليه الحال في زماننا إلى خلافة الإمام المتوكل على الله خليفة العصر)

- ‌الطرف الخامس (في الكتب الصادرة عن الخلفاء الفاطميين بالديار المصرية، وفيه ثلاث جمل)

- ‌الجملة الأولى (في الكتب الصادرة عنهم على سبيل الإجمال)

- ‌الجملة الثانية (في الكتب العامة؛ وهي على أسلوبين)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن يفتتح الكتاب بلفظ: «من عبد الله ووليه أبي فلان فلان الإمام الفلاني» على ما تقدّم ترتيبه)

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح الكتاب بخطبة مفتتحة بالحمد لله)

- ‌الجملة الثالثة (في الكتب الخاصّة، كالمكاتبة إلى الوزير ومن في معناه)

- ‌الطرف السادس (في الكتب الصادرة عن خلفاء بني أمية بالأندلس)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «من فلان إلى فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح المكاتبة بلفظ «أما بعد» )

- ‌الطّرف الثامن (في الأجوبة، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يضاهي الأجوبة في الابتداء، وهو على أسلوبين)

- ‌(الأسلوب الأوّل (أن يفتتح الجواب بلفظ «من فلان إلى فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح الجواب بلفظ «أمّا بعد» )

- ‌الضرب الثاني (أن يكون الافتتاح في الجواب مصدّرا بما فيه معنى وصول المكاتبة إلى الخليفة)

- ‌الطرف التاسع (في الكتب الصادرة عن ولاة العهد بالخلافة)

- ‌الطرف العاشر (من المكاتبات عن الخلفاء المكاتبات إلى أهل الكفر)

- ‌الفصل الثالث من باب الثاني من المقالة الرابعة (في المكاتبات الصادرة عن الملوك ومن في معناهم مما الجاري عليه الحال في زماننا، وهو على قسمين)

- ‌القسم الأوّل (المكاتبات الصادرة عن الملوك إلى أهل الإسلام، وفيه أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (في مكاتباتهم إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفيه ثلاث جمل)

- ‌الجملة الأولى (في ترتيب كتبهم إليه صلى الله عليه وسلم على سبيل الإجمال)

- ‌الجملة الثانية (في صورة مكاتبتهم إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب إليه)

- ‌الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب عنه)

- ‌الجملة الثالثة (في المكاتبات التي كتبت إليه قبل ظهوره صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته)

- ‌الطرف الثاني (في المكاتبات الصادرة عن الأمراء من العمّال وأمراء السّرايا، إلى الخلفاء من الصحابة رضوان الله عليهم، وفيه جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في ترتيب هذه المكاتبات على سبيل الإجمال)

- ‌الجملة الثانية (في صورة هذه المكاتبات، وهي على أسلوبين كما تقدّمت الإشارة إليه)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «لفلان من فلان» )

- ‌الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «أما بعد» ويتوصّل منه إلى المقصود)

- ‌الطرف الثالث (في المكاتبات الصادرة عن الأمراء من العمّال، وأمراء السّرايا أيضا إلى خلفاء بني أميّة، وهي في ترتيبها على ما تقدّم في المكاتبات إلى الخلفاء من الصحابة رضي الله عنهم. وهي على أسلوبين)

- ‌الأسلوب الأول (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «من فلان إلى فلان» على نحو ما تقدّم في المكاتبة عنهم إلى الخلفاء من الصحابة مع زيادة الدّعاء بطول البقاء)

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح الكتاب بلفظ «أما بعد» ويتوصّل منه إلى المقصود)

- ‌الطّرف الرابع (في المكاتبات الصادرة عن الملوك ومن في معناهم إلى خلفاء بني العباس، وفيها جملتان)

- ‌الجملة الأولى (في المكاتبات العامّة من الملوك إلى الخلفاء، ولها حالتان)

- ‌الحالة الأولى (ما كان الأمر عليه في ابتداء دولة بني العباس وأوساطها)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «لفلان من فلان» وتصدّر بالسلام والتحميد وسؤال الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويتخلص إلى المقصود بأما بعد)

- ‌الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «كتابي للخليفة والحال على كذا وكذا» ويدعى للخليفة بطول البقاء في أثناء ذلك، ويعبّر الملك المكتوب عنه عن نفسه بلفظ الإفراد مع التصدير بالعبودية، ويخاطب الخليفة بأمير المؤمنين ويختم بالدعاء ونحوه)

- ‌الحالة الثانية- من مكاتبات الملوك إلى الخلفاء بني العباس ما كان عليه الأمر في آخر دولتهم ببغداد

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء للديوان العزيز)

- ‌الأسلوب الثاني (أن يفتتح الكتاب بالدعاء لغير الديوان بما فيه تعظيم الخليفة)

- ‌الأسلوب الثالث (أن يبدأ بآية من كتاب الله تعالى تناسب الحال)

- ‌الأسلوب الرابع (أن يبتدأ الكتاب بالصلاة)

- ‌الأسلوب الخامس (أن يبتدأ الكتاب بالسلام)

- ‌الأسلوب السادس (أن تفتتح المكاتبة بخطبة مفتتحة بالحمد لله)

- ‌الجملة الثانية (في المكاتبات الخاصّة، إلى خلفاء بني العباس)

- ‌الطرف الخامس (في المكاتبات الصادرة إلى الخلفاء الفاطميين بالديار المصرية)

- ‌الطرف السادس (في المكاتبات الصادرة عن الملوك ومن في معناهم إلى خلفاء بني أمية بالأندلس)

- ‌الطرف السابع (في المكاتبة الصادرة إلى خلفاء الموحّدين بالمغرب، القائم بقاياهم الآن بتونس وما معها من سائر بلاد أفريقيّة. وفيه ثلاثة أساليب)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (أن تكون المكاتبة من ملك آخر)

- ‌الضرب الثاني (أن تكون المكاتبة صادرة عن بعض الأتباع)

- ‌الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة بألقاب الخليفة نفسه ثم يؤتى بالصدر معبّرا عن المكتوب عنه بالعبد، ومخاطبا للخليفة بميم الجمع للتعظيم، ويختم الكتاب بالسلام، وهو على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (أن يوصف الخليفة بالمقام)

- ‌الضرب الثاني (أن يعبّر عن الخليفة بالحضرة)

- ‌الأسلوب الثالث (أن تفتتح المكاتبة بأوصاف الخلافة والثناء عليها، والخطاب فيه بأمير المؤمنين وعن المكتوب عنه بنون الجمع)

- ‌الطرف الثامن (في المكاتبات الصادرة عن الأمراء من العمّال وأمراء السّرايا في صدر الإسلام إلى من في معناهم)

- ‌الطرف التاسع (في المكاتبات الصادرة عن الملوك ومن في معناهم، إلى الملوك ومن في معناهم، على ما كان عليه مصطلح أهل المشرق، وهو على ثلاثة أضرب)

- ‌الضرب الأوّل (أن تكون المكاتبة عن ملك إلى غير ملك)

- ‌المرتبة الأولى- أن يراعى جانب المكتوب إليه في الرّفعة بعض المراعاة

- ‌الضرب الثاني (أن تكون المكاتبة من ملك إلى ملك)

- ‌المرتبة الأولى (أن يكون المكتوب إليه ملكا أيضا)

- ‌الضرب الثالث (أن تكون المكاتبة عمّن دون الملك إليه)

- ‌ثبت بأسماء المصادر والمراجع

- ‌فهرس

الفصل: ‌الأسلوب الثالث (أن تفتتح المكاتبة بأوصاف الخلافة والثناء عليها، والخطاب فيه بأمير المؤمنين وعن المكتوب عنه بنون الجمع)

إلى المقام الباهر الأنوار، العزيز الجوار، فواصل هذا الموضع قبل مقدم العبد عليه، مقرّرا ما نزل به، ومستأذنا في الوجه الذي تعرّض لطلبه، فأذن له في مقصده، وانصرف عن التأهّب للحركة من بلده. ثم لما وصل العبد هذه الجهة وفرغ هو من شأنه أقبل متوجّها إلى الباب الكريم، ومتوسّلا بأمله إلى فضله العميم، والظاهر من حنقه على أهل أرغون وشدّه عداوته لهم، وما تأكّد من القطيعة بينه وبينهم، أنه إن صادف وقت فتنة معهم ووجد ما يؤمّله من إحسان الأمر العالي، أيّده الله، فينتهي من نكايتهم والإضرار بهم إلى غاية غريبة الآثار، مفضية به إلى درك الثار، وكثير من زعماء أرغون ورجالها أقاربه وفرسانه، وكلّهم في حبله حاطب، ولإنجاده متى أمكنه خاطب، وللمقام الكريم أعلى الرأي فيه أبقاه الله شافيا للعلل، وكافيا طوارق الخطب الجلل، مأمولا من ضروب الأمم وأصناف الملل، وهو سبحانه يديم سعادة جدّه، ويخصّه من البقاء الذي يسرّ أهل الإيمان ويضاعف بهجة الزمان بأطوله وأمدّه، والسّلام.

‌الأسلوب الثالث (أن تفتتح المكاتبة بأوصاف الخلافة والثناء عليها، والخطاب فيه بأمير المؤمنين وعن المكتوب عنه بنون الجمع)

وهذه المكاتبة من المكاتبات البديعة المسفرة عن صبح البلاغة.

ونسختها بعد البسملة على ما كتب به ابن الخطيب «1» عن سلطانه ابن الأحمر «2» صاحب الأندلس إلى المستنصر بالله أبي إسحاق إبراهيم خليفة «3»

ص: 535

الموحّدين يومئذ بالأندلس. والاستفتاح:

الخلافة التي ارتفع عن «1» عقائد فضلها الأصيل القواعد الخلاف، واستقلّت مباني فخرها الشائع وعزّها الذائع على ما أسّسه الأسلاف، ووجب لحقّها الجازم وفرضها اللازم الاعتراف، ووسعت الآملين لها الجوانب الرحيبة والأكناف، فامتزاجنا بعلائها المنيف، وولائها الشريف، كما امتزج الماء والسّلاف «2» ، وثناؤنا على مجدها الكريم، وفضلها العميم، كما تأرّجت الرّياض الأفواف [لمّا زارها الغمام الوكّاف]«3» ودعاؤنا بطول بقائها، واتّصال علائها، يسمو به إلى قرع أبواب السموات العلا «4» الاستشراف، وحرصنا على توفية حقوقها العظيمة، وفواضلها العميمة، لا تحصره الحدود ولا تدركه الأوصاف. وإن عذر في التقصير، عن نيل ذلك المرام الكبير، الحقّ والإنصاف، خلافة وجهة تعظيمنا إذا توجّهت الوجوه، ومن نؤثره إذا همّنا ما نرجوه، ونفدّيه ونبدّيه إذا استمنح المحبوب واستدفع المكروه، السلطان [الخليفة]«5» الجليل، الكبير، الشهير، الإمام، الهمام، الأعلى، الأوحد، الأصعد، الأسعد، الأسمى، الأعدل، الأفضل، الأسنى، الأطهر، الأظهر، الأرضى، الأحفل، الأكمل، أمير المؤمنين أبي إسحاق ابن الخليفة الإمام البطل الهمام، عين الأعيان، وواحد الزمان، الكبير، الشهير، الطاهر، الظاهر، الأوحد، الأعلى، الحسيب، الأصيل، الأسمى، العادل، الحافل، الفاضل، المعظّم، الموقّر، الماجد، الكامل، الأرضى، المقدّس، أمير المؤمنين أبي يحيى أبي بكر، ابن السلطان الكبير، الجليل، الرفيع، الماجد، الظاهر،

ص: 536

الطاهر، المعظّم، الموقّر، الأسمى، المقدّس، المرحوم أبي زكريا، ابن الخليفة الإمام، المجاهد الهمام الإمام ذي الشهرة الجامحة، والمفاخر الواضحة، علم الأعلام، فخر السّيوف والأقلام، المعظّم، الممجّد، المقدّس، الأرضى، أمير المؤمنين، المستنصر بالله أبي عبد الله بن أبي زكريا ابن عبد الواحد بن أبي حفص أبقاه الله. ومقامه مقام إبراهيم رزقا وأمانا، لا يخصّ جلب الثمرات إليه وقتا ولا يعيّن زمانا وكان على من يتخطّف الناس من حوله مؤيّدا بالله معانا،؛ معظّم قدره العالي على الأقدار، ومقابل داعي حقّه بالابتدار، المثني على معاليه المخلّدة الآثار، في أصونة النّظام والنّثار، ثناء الروضة المعطار على الأمطار، الداعي إلى الله بطول بقائه «1» في عصمة «2» منسدلة الأستار، وعزّة «3» ثابتة المركز مستقيمة المدار، وأن يختم له بعد بلوغ غايات الآجال ونهايات الأعمار، بالزّلفى وعقبى الدار.

سلام كريم كما حملت نسمات الأسحار، أحاديث الأزهار، وروت ثغور الأقاحيّ والبهار، عن مسلسلات الأنهار، وتجلّى على منصّة الاشتهار، وجه عروس النّهار، [يخصّ خلافتكم الكريمة النّجار]«4» العزيزة الجار، ورحمة الله وبركاته.

أما بعد حمد الله الذي أخفى حكمته البالغة عن أذهان البشر، فعجزت عن قياسها، وجعل الأرواح كما ورد في الخبر، أجنادا مجنّدة تحنّ إلى أجناسها. منجد هذه الملّة، من أوليائه الجلّة، بمن يروض الآمال بعد شماسها، وييسّر الأغراض قبل التماسها، ويعنى بتجديد المودّات في ذاته وابتغاء مرضاته على حين إخلاق لباسها، الملك الحقّ واصل الأسباب بحوله بعد انتكاث

ص: 537

أمراسها، ومغني النّفوس بطوله بعد إفلاسها- حمدا يدرّ أخلاف النّعم بعد إبساسها، وينشر رمم الآمال من أرماسها، ويقدّس النفوس بصفات ملائكة السموات بعد إبلاسها «1» .

والصلاة والسّلام على سيدنا ومولانا محمد رسوله سراج الهداية ونبراسها، عند اقتناء الأنوار واقتباسها، مطهّر الأرض من أوضارها وأدناسها، ومصطفى الله من بين ناسها، وسيد الرّسل الكرام ما بين شيثها وإلياسها، الآتي مهيمنا على آثارها في حين فترتها، ومن بعد نضرتها واستئناسها، مرغم الضّراغم «2» في أخياسها «3» ، بعد افترارها وافتراسها، ومعفّر أجرام الأصنام ومصمت أجراسها.

والرّضا عن آله وعترته وأحزابه حماة شرعته البيضاء وحرّاسها، وملقحي غراسها، ليوث الوغى عند احتدام مراسها، ورهبان الرجاء تتكفّل بمناجاة السميع العليم، في وحشة الليل البهيم، بإيناسها، وتفاوح نواسم الأسحار عند الاستغفار بطيب أنفاسها.

والدعاء لخلافتكم العلية المستنصريّة بالسعادة التي تشعشع أيدي العزّة القعساء من أكواسها، ولا زالت العصمة الإلهية كفيلة باحترامها واحتراسها، وأنباء الفتوح، المؤيدة بالملائكة والرّوح، ريحان جلّاسها، وآيات المفاخر، التي ترك الأوّل للآخر، مكتتبة الأسطار بأطراسها، وميادين الوجود مجالا لجياد جودها وباسها، والعزّ والعدل منسوبين لفسطاطها وقسطاسها، وصفيحة النصر العزيز تفيض كفّها المؤيدة بالله على رياسها، عند اهتياج أضدادها وشرّة إنكاسها، لانتهاب البلاد وانتهاسها، وهبوب رياح رياحها وتمرّد مرداسها.

ص: 538

فإنا كتبناه إليكم- كتب الله لكم من كتائب نصره أمدادا تذعن أعناق الأنام «1» ، لطاعة ملككم المنصور الأعلام، عند إحساسها، وآتاكم من آيات العنايات آية تضرب الصخرة الصّماء ممن عصاها بعصاها فتبادر بانبجاسها «2» - من حمراء غرناطة- حرسها الله- وأيام الإسلام، بعناية الملك العلّام، تحتفل وفود الملائكة الكرام لولائمها وأعراسها، وطواعين الطّعان، في عدوّ الدّين المعان، تجدّد عهدها «3» بعام عمواسها.

والحمد لله حمدا يعيد شوارد النّعم، ويستدرّ مواهب الجود والكرم، ويؤمّن من انتكاب الجدود وانتكاسها، وليّ الآمال ومكاسها. وخلافتكم هي المثابة التي يزهى الوجود بمحاسن مجدها زهوّ الرّياض بوردها وآسها، وتستمدّ أضواء الفضائل من مقباسها، وتروي رواة الإفادة والإجادة غريب الوجادة عن ضحّاكها وعبّاسها، وإلى هذا أعلى الله معارج قدركم وقد فعل، وأنطق بحجج فخركم من احتفى وانتعل، فإنه وصلنا كتابكم الذي حسبناه على صنائع الله لنا تميمة لا تلقع بعدها عين، وجعلناه على حلل مواهبه قلادة لا يحتاج معها زين، ودعوناه من جيب الكناية آية بيضاء الكتابة لم يبق معها شكّ ولا مين «4» ، وقرأنا منه وثيقة ودّ هضم فيها عن غريم الزمان دين، ورأينا منه إنشاء، خدم اليراع بين يديه وشّاء، واخترع بهميان عقدته مشّاء، وسئل عن معانيه الاختراع فقال: إنّا أنشأناهنّ إنشاء، فأهلا به من عربيّ أتى يصف السانح وألبانه، ويبين فبحسن الإبانة أدّى الأمانة، وسئل عن حيّه فانتمى إلى كنانة، وأفصح وهو لا ينبس، وتهلّلت قسماته وليل حبره يعبس، وكأنّ خاتمه المقفل على صوانه، المتحف بباكر الورد في غير أوانه، رعف من مسك عنوانه. ولله

ص: 539

من قلم دبّج تلك الحلل، ونقع بمجاج الدّواة المستمدّة من عين الحياة الغلل، فلقد تخارق في الجود، مقتديا بالخلافة التي خلّد فخرها في الوجود، فجاد بسرّ البيان ولبابه، وسمح في سبيل الكرم حتّى بماء شبابه، وجمح لفرط بشاشته وفهامته، بعد شهادة السيف بشهامته، فمشى من التّرحيب في الطّرس الرّحيب على أمّ هامته.

وأكرم به من حكيم أفصح بملغوز الإكسير، في اللفظ اليسير، وشرح بلسان الخبير، سرّ صناعة التدبير، كأنما خدم الملكة الساحرة بتلك البلاد، قبل اشتجار «1» الجلاد، فآثرته بالطارف من سحرها والتّلاد، أو عثر بالمعلّقة، وتيك القديمة المطلّقة بدفينة دار، أو كنز تحت جدار، أو ظفر لباني الحنايا، قبل أن تقطع به عن أمانيّه المنايا، ببديعة، أو خلف جرجير الروم، قبل منازلة القدوم «2» ، على وديعة، أو أسهمه ابن أبي سرح، في نشب للفتح وسرح، أو حتم «3» له روح بن حاتم ببلوغ المطلب، أو غلب الحظوظ بخدمة آل الأغلب، أو خصّه زيادة الله بمزيد، أو شارك الشّيعة في أمر ابن أبي يزيد؛ أو سار على منهاج، في مناصحة بني صنهاج، وفضح بتخليد أمداحهم كلّ هاج.

وأعجب به! وقد عزّز منه مثنّى البيان بثالث، فجلب سحر الأسماع، واسترقاق الطباع بين مثاني الإبداع ومثالث. كيف اقتدر على هذا المجيد، وناصح مع التثليث مقام التوحيد. نستغفر الله وليّ العون، على الصّمت والصّون، فالقلم هو الموحّد قبل الكون، والمتّصف من صفات السادة، أولي العبادة، بضمور الجسم وصفرة اللون، إنما هي كرامة فاروقيّة، وأثارة من حديث سارية وبقيّة، سفر وجهها في الأعقاب، بعد طول الانتقاب، وتداول الأحقاب، ولسان مناب، عن كريم جناب، وإصابة السّهم لسواه محسوبة،

ص: 540

وإلى الرامي الذي سدّده منسوبة، ولا تنكر على الغمام بارقة، ولا على المتحقّقين بمقام التوحيد كرامة خارقة، فما شاءه الفضل من غرائب برّ وجد، ومحاريب خلق كريم ركع الشّكر فيها وسجد. حديقة بيان استثارت نواسم الإبداع من مهبّها، واستزارت غمائم الطّباع من مصبّها، فآتت أكلها مرتين بإذن ربّها، لا، بل كتيبة عزّ طاعنت بقنا الألفات سطورها، فلا يرومها النقد ولا يطورها، ونزعت عن قسيّ النّونات خطوطها، واصطفّت من بياض الطّرس وسواد النّقس بلق تحوطها.

فما كأس المدير على الغدير، بين الخورنق «1» والسّدير «2» ، تقامر بنرد الحباب عقول ذوي الألباب، وتغرق كسرى في العباب، وتهدي وهي الشّمطاء نشاط الشّباب، وقد أسرج ابن سريج وألجم، وأفصح الغريض «3» بعد ما جمجم، وأعرب الناي الأعجم، ووقّع معبد بالقضيب، وشرعت في حساب العقد بنان الكفّ الخضيب، وكأنّ الأنامل فوق مثالث العود ومثانيه، وعند إغراء الثقيل بثانيه، وإجابة صدى الغناء بين مغانيه، المراود تشرع في الوشي، أو العناكب تسرع في المشي، وما الخبر بنيل الرغائب، أو قدوم الحبيب الغائب، لا بل إشارة البشير، بكمّ المشير على العشير- بأجلب للسّرور، من زائره المتلقّى بالبرور، وأدعى للحبور، من سفيره المبهج للسّفور، فلم نر مثله من

ص: 541

كتيبه كتاب تجنب الجرد [تمرح]«1» في الأرسان، وتتشوّف مجالي ظهورها إلى عرائس الفرسان، وتهزّ معاطف الارتياح، من صهيلها الصّراح، بالنّغمات الحسان، إذا وجدت الصريخ نازعت أثناء الأعنّة، وكاثرت بأسنّة آذانها مشرعة الأسنّة، فإن ادّعى الظليم أشكالها فهو ظالم، أو نازعها الظّبي هواديها وأكفالها فهو هاذ أو حالم، وإن سئل عن عيوب الغرر والأوضاح قال مشيرا إلى وجوهها الصّباح، جلدة بين العين والأنف سالم، من كلّ عبل الشّوى، مسابق للنجم إذا هوى، سامي التّليل، عريض ما تحت الشّليل، ممسوحة أعطافه بمنديل النّسيم البليل، من أحمر كالمدام، تجلى على النّدام عقب الفدام، أتحف لونه بالورد، في زمن البرد، وحيّي أفق محيّاه بكوكب السّعد، وتشوّف الواصفون إلى عدّ محاسنه فأعيت على العدّ، بحر يساجل البحر عند المدّ، وريح تباري الرّيح عند الشدّ، بالذّراع الأشدّ، حكم له مدير فلك الكفل باعتدال فصل القدّ، وميّزه قدره المميّز يوم الاستباق، بقصب السباق، عند اعتبار الحدّ، وولّد مختطّ غرّته أشكال الجمال، على الكمال، بين البياض والحمرة ونقاء الخدّ، وحفظ رواية الخلق الوجيه [عن جدّه الوجيه]«2» ولا تنكر الرواية على الحافظ بن الجدّ- وأشقر أبي الخلق والوجه الطّلق أن يحقر كأنّما صيغ من العسجد، وطرّف بالدّرّ وأنعل بالزبرجد، ووسم في الحديث بسمة اليمن والبركة، واختصّ بفلج الخصام، عند اشتجار المعركة، وانفرد بمضاعف السّهام [المنكسرة على الهام]«3» في الفرائض المشتركة، واتصف فلك كفله بحركتي الإرادة والطّبع من أصناف الحركة، أصغى إلى السماء بأذن الملهم، وأعرب لسان الصّهيل، عند التباس معاني الهمز والتسهيل، ببيان المبهم، وفتنت العيون من ذهب جسمه، ولجين نجمه بحبّ الدينار والدّرهم، فإن انقضّ فرجم أو ريح لها هجم، وإن اعترض فشفق لاح به للنّجم نجم- وأصفر قيّد الأوابد الحرّة،

ص: 542

وأمسك المحاسن وأطلق الغرّة، وسئل من أنت في قوّاد الكتائب، وأولي الأخبار العجائب، فقال أنا المهلّب بن أبي صفرة؛ نرجس هذه الألوان، في رياض الأكوان، تحيا به وجوه الحرب العوان، أغار بنخوة الصائل، على معصفرات الأصائل فارتداها، وعمد إلى خيوط شعاع الشمس، عند جانحة الأمس، فألحم منها حلّته وأسداها، واستعدت عليه ملك المحاسن فما أعداها، فهو أصيل تمسّك بذيل الليل عرفه وذيله، وكوكب يطلعه من القتام ليله، فيحسده فرقد الأفق وسهيله- وأشهب تغشّى من لونه مضاضه، وتسربل منه لأمة «1» فضفاضة، قد احتفل زينه، لما رقم بالنّبال لجينه، فهو الأشمط، الذي حقّه لا يغمط، والذّراع المسارع، والأعزل الدّارع، وراقي الهضاب الفارع، ومكتوب الكتيبة البارع، وأكرم به من مرتاض سالك، ومجتهد على غايات السابقين الأوّلين متهالك، وأشهب يروي من الخليفة، ذي الشّيم المنيفة، عن مالك- وحباريّ كلّما سابق وبارى استعار جناح الحبارى «2» ، فإذا أعملت هذه الحسبة، قيل من هنا جاءت النّسبة، طرد النّمر، لما عظم أمره وأمر، فنسخ وجوده بعدمه، وابتزّه الفروة ثم لطّخه بدمه، وكأن مضاعف الورد نثر عليه من طبقه، أو الفلك، لما ذهب الحلك، مزج فيه بياض صبحه بحمرة شفقه- وقرطاسيّ حقّه لا يجهل، حتّى ما ترقى العين فيه تشهل، إن نزع عنه جلّه، فهو نجم كلّه، انفرد بمادّة الألوان، قبل أن تشوبها يد الأكوان، وتمزجها أقلام الملوان «3» ، يتقدّم منه الكتيبة المقبلة لواء ناصع، أو أبيض مماصع «4» ، لبس وقار المشيب، في ريعان العمر القشيب، وأنصتت الآذان من صهيله المطيل المطيب، لما ارتدى بالبياض إلى نغمة الخطيب، وإن تعتّب منه للتأخير المتعتّب، قلنا الواو لا

ص: 543

ترتّب، ما بين فحل وحرّه، وبهرمانة «1» ودرّه، ويالله من ابتسام غرّه، ووضوح يمن في طرّه، وبهجة للعين وقرّه، وإن ولع الناس بامتداح القديم، وخصّوا الحديث بفري الأديم، وأوجب المتعصّب، وإن أبى المنصب مرتبة التقديم، وطمح إلى رتبة المخدوم طرف الخديم، وقرن المثري بالعديم، وبخس في سوق الحسد الكيل، ودجى الليل، وظهر في فلك الإنصاف الميل، لما تذوكرت الخيل، فجيء بالوجيه والخطّار، والذائد وذي الخمار «2» ، وداحس والسّكب، والأبجر وزاد الرّكب، والجموح واليحموم «3» ، والكميت ومكتوم، والأعوج وحلوان، ولا حق والغضبان، وعفور (؟) والزّعفران، والمحبر، واللعّاب، والأغرّ والغراب، وشعلة والعقاب، والفيّاض واليعبوب [والمذهّب واليعسوب، والصحون والقطيب، وهيدب والصبيب وأهلوب «4» ] وهدّاج، والحرون وخرّاج، وجلوى، والجناح والأحوى، ومجاج والعصا، والنّعامة، والبلقاء والحمامة، وسكاب والجرادة، وحوصاء، والعرادة. فكم بين الشاهد والغائب، والفروض والرّغائب، وفرق ما بين الأثر والعيان، غنيّ عن البيان، وشتّان بين الصّريح والمشتبه، ولله القائل في مثلها «خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به» والناسخ يختلف به الحكم، وشرّ الدوابّ عند التفضيل بين هذه الدوابّ الصّمّ البكم، إلا ما ركبه نبي، أو كان له يوم الافتخار برهان خبي؛ ومفضّل ما سمع على ما رأى غبي، فلو أنصفت محاسنها التي وصفت لأقضمت حبّ القلوب علفا، وأوردت ماء الشّنينة نطفا، واتّخذت لها من عذر الخدود الملاح عذر موشيّة، وعلّلت بصفير ألحان القيان كلّ عشية، وأنعلت بالأهلّة، وغطّيت بالرّياض بدل الأجلّة.

ص: 544

إلى الرقيق، الخليق بالحسن الحقيق، تسوقه إلى مثوى الرعاية روقة الفتيان رعاته ويهدي عقيقها من سبجه «1» أشكالا تشهد للمخترع سبحانه بإحكام مخترعاته، وقّفت ناظر الاستحسان لا يريم، لمّا بهره منظرها الكريم، وتخامل الظليم وتضاءل الرّيم، وأخرس مقوله اللسان وهو بملكات البيان الحفيظ العليم، وناب لسان الحال، عن لسان المقال، عند الاعتقال، فقال يخاطب المقام الذي أطلعت أزهارها غمائم جوده [واقتضت اختيارها بركة وجوده] «2» : لو علمنا أيّها الملك الأصيل، الذي كرم منه الإجمال والتفصيل، أنّ الثناء يوازيها لكلنا لك بكيلك، أو الشّكر يعادلها ويجازيها لتعرّضنا بالوشل «3» إلى نيل نيلك، أو قلنا: هي «4» التي أشار إليها مستصرخ سلفك المستنصر «5» بقوله: أدرك «6» بخيلك، حين شرق بدفعه الشّرق، وانهزم الجمع واستولى الفرق واتسع فيه والحكم لله الخرق، ورأى أنّ مقام التوحيد بالمظاهرة على التثليث، وحزبه الخبيث، هو الأولى والأحقّ. والآن قد أغنى الله بتلك النّيّة،

ص: 545

عن إنجاد الطّوال الرّدينية، وبالدعاء من تلك المثابة الدينية إلى ربّ البنيّة، عن الأمداد السّنيّة، والأجواد تخوض بحر الماء إلى بحر المنيّة، وعن الجرد العربية في مقاود الليوث الأبيّة، وجدّد برسم هذه الهديّة، مراسيم العهود الودّية، والذّمم الموحّدية، لتكون علامة على الأصل، ومكذّبة لدعوى الوقف والفصل، وإشعارا بالألفة التي لا تزال ألفها ألف الوصل، ولامها حراما على النّصل.

وحضر بين يدينا رسولكم فلان فقرّر من فضلكم، ما لا ينكره من عرف علوّ مقداركم، وأصالة داركم، وفلك إبداركم، وقطب مداركم، وأجبناه عنه بجهد ما كنّا لنقنع من حناه المهتصر، بالمقتضب المختصر، ولا نقابل طول طوله بالقصر، لولا طروء الحصر.

وقد كان بين الأسلاف- رحمة الله عليهم ورضوانه- ودّ أبرمت من أجل الله معاقده، ووثّرت للخلوص، الجليّ النصوص، مضاجعه القارّة ومراقده، وتعاهد بالجميل توجّع لفقده فاقده، أبى الله إلا أن يكون لكم الفضل في تجديده، والعطف بتوكيده، فنحن الآن لا ندري أيّ مكارمكم نذكر، أو أيّ فواضلكم نشرح أو نشكر، أمفاتحتكم التي هي عندنا في الحقيقة فتح، أم هديّتكم وفي وصفها للأقلام سبح، ولعدوّ الإسلام بحكمة حكمتها كبح، إنما نكل الشكر لمن يوفّي جزاء الأعمال البرّة، ولا يبخس مثقال الذّرة ولا أدنى [من] مثقال الذّرة، ذي الرحمة الثّرّة، والألطاف المتصلة المستمرّة، لا إله إلا هو.

وإن تشوّفتم إلى الأحوال الراهنة، وأسباب الكفر الواهية بقدرة الله الواهنة، فنحن نطرفكم بطرفها، ونطلعكم على سبيل الإجمال بطرفها، وهو أننا لمّا أعاد الله من التمحيص، إلى مثابة التخصيص، من بعد المرام العويص، كحلنا بتوفيق الله بصر البصيرة، ووقفنا على سبيله مساعي الحياة القصيرة، ورأينا كما نقل إلينا، وكرّر على من قبلنا وعلينا، أنّ الدنيا- وإن غرّ الغرور، وأنام على سرر الغفلة السّرور، فلم ينفع الخطور على أجداث الأحباب والمرور- جسر يعبر، ومتاع لا يغبط من حبي به ولا يحبر، إنما هو خبر يخبر،

ص: 546

وأن الحسرة بمقدارها على تركه تجبر، وأنّ الأعمار أحلام، وأنّ الناس نيام، وربّما رحل الراحل عن الخان، وقد جلّله بالأذى والدّخان، أو ترك به طيبا، وثناء يقوم بعده للآتي خطيبا، فجعلنا العدل في الأمور ملاكا، والتفقّد للثّغور مسواكا، وضجيع المهاد، حديث الجهاد، وأحكامه مناط الاجتهاد، وقوله:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ

«1» من حجج الاستشهاد، وبادرنا من الحصون المضاعة وجنح التّقيّة دامس، وساكنها بائس، والأعصم في شعفاتها من العصمة يائس، فزيّنّا ببيض الشّرفات ثناياها، وأفعمنا بالعذب الفرات ركاياها، وغشّينا بالصّفيح المضاعف أبوابها، واحتسبنا عند موفّي الأجور ثوابها، وبيّضنا بناصع الكلس أثوابها، فهي اليوم توهم حسّ العيان، أنها قطع من بيض العنان، تكاد تناول قرص البدر بالبنان، متكفّلة للمؤمن من فزع الدنيا والآخرة بالأمان، وأقرضنا الله قرضا، وأوسعنا مدوّنة الجيش عرضا، وفرضنا إنصافه مع الأهلة فرضا، واستندنا من التوكّل على الله الغنيّ الحميد إلى ظلّ لواء، ونبذنا إلى الطاغية عهده على سواء، وقلنا: ربّنا أنت العزيز وكلّ جبّار لعزّك ذليل، وحزبك هو الكثير وما سواه فقليل [أنت الكافي، ووعدك الوعد الوافي، فأفض علينا مدارع الصابرين «2» ] واكتبنا من الفائزين بحظوظ رضاك الظافرين، وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

فتحرّكنا أولى الحركات، وفاتحة مصحف البركات، في خفّ من الحشود، واقتصار على ما بحضرتنا من العساكر المظفّرة والجنود، إلى حصن «3» آش البازي المطل، وركاب العدوّ الضالّ المضل، ومهدي نفثات الصّلّ «4» ،

ص: 547

على امتناعه وارتفاعه، وسموّ يفاعه، وما بذل العدوّ فيه من استعداده، وتوفير أسلحته وأزواده، وانتخاب أنجاده، فصلينا بنفسنا ناره، وزاحمنا عليه الشهداء نصابر أواره، ونلقى بالجوارح العزيزة سهامه المسمومة، وجلامده الملمومة، وأحجاره، حتّى فرعنا بحول من لا حول ولا قوّة إلا به أبراجه المنيعة وأسواره، وكففنا عن العباد والبلاد أضراره، بعد أن استضفنا إليه حصن «1» السهلة جاره، ورحلنا عنه بعد أن شحنّاه رابطة وحامية، وأزوادا نامية، وعملنا بيدنا في رمّ ما ثلم القتال، وبقر من بطون مسالحه الرجال، واقتدينا بنبينا صلوات الله عليه وسلامه في الخندق لمّا حمى ذلك المجال، ووقع الارتجاز المنقول خبره والارتجال، وما كان ليقرّ للاسلام مع تركه القرار، وقد كتب الجوار، وتداعى الدّعرة وتعاوى الشّرار.

وكنا أغزينا الجهة «2» الغربية من المسلمبن بمدينة برغة «3» التي سدّت بين القاعدتين: مالقة ورندة الطريق، وألبست ذلّ الفراق ذلك الفريق، ومنعتهما أن يسيغا الرّيق، فلا سبيل إلى الإلمام، لطيف المنام في الأحلام، ولا رسالة إلا في أجنحة هديّ الحمام، فيسّر الله فتحها، وعجّل منحها، بعد حرب انبتّت فيها النّحور، وتزيّنت الحور، وتبع هذه الأمّ بنات شهيرة، وبقع للزّرع والضّرع خيرة، فشفي الثّغر من بوسه، وتهلّل وجه الإسلام بتلك الناحية بعد عبوسه.

ثم أعملنا الحركة إلى مدينة الجزيرة «4» على بعد المدى، وتعلّقها على بلاد العدا، واقتحام هول الفلا وغول الرّدا، مدينة بنتها حمص «5» فأوسعت

ص: 548

الدار، وأغلت الشّوار، وراعت الاستكثار، وبسطت الاعتمار، رجّح إلينا قصدها على البعد، والطريق الجعد، ما آسفت به المسلمين، من استئصال طائفة من أسراهم مرّوا بها آمنين، وبطائرها المشؤوم متيمّنين، قد أنهكهم الاعتقال، والقيود الثّقال، وأضرعهم الإسار، وجلّلهم الانكسار، فجدّلوهم في مصرع واحد، وتركوهم عبرة للرائي والمشاهد، وأهدوا بوقيعتهم إلى الإسلام ثكل الواحد، وترة الماجد، فكبسناها كبسا، وفجأناها بإلهام من لا يضلّ ولا ينسى، فصبّحتها الخيل، ثم تلاحق الرّجل «1» كما جنّ الليل، وحاق بها الويل، فأبيح منها الذّمار «2» ، وأخذها الدّمار، ومحقت من مصانعها البيض «3» الأهلّة وخسفت الأقمار، وشفيت من دماء أهلها الضّلوع الحرار «4» ، وسلطت على هياكلها النار، واستولى على الآلاف العديدة من سبيها الإسار، وانتهى إلى إشبيلية الثّكلى المغار، فجلّل وجوه من بها من كبار النصرانية الصّغار، واستولت الأيدي على ما لا يسعه الوصف ولا تقلّه الأوقار.

وعدنا والأرض تموج سبيا، لم نترك بعفرّين»

شبلا ولا بوجرة «6» ظبيا، والعقائل حسرى، والعيون تبهرها الصّنع الأسرى، وصبح السّرى قد حمد بعد بعد المسرى، فسبحان الذي أسرى. [ولسان الحميّة ينادي، في تلك الكنائس المخرّبة والنوادي، يا لثارات الأسرى «7» ] .

ولم يكن إلا أن نفّلت الأنفال، ووسمت بالأرضاخ الأغفال، وتميزت

ص: 549

الهوادي والأكفال، وكان إلى غزو مدينة جيّان «1» الاحتفال، قدنا إليها الجرد تلاعب الظّلال نشاطا، والأبطال تقتحم الأخطار رضا بما عند الله واغتباطا، والمهنّدة الزّرق تسبق إلى الرقاب استلالا واختراطا، والرّدينيّة «2» السّمر تسترط حياة النفوس استراطا، وأزحنا العلل عمّن أراد جهادا منجيا غباره من دخان جهنّم ورباطا، ونادينا الجهاد الجهاد، يا أمة الجهاد، راية النبيّ الهاد، الجنّة الجنة تحت ظلال السيوف الحداد، فهزّ النداء إلى الله تعالى كلّ عامر وغامر، وأتمر الجمّ من دعوة الحقّ إلى أمر آمر، وأتى الناس من الفجوج العميقة رجالا وعلى كلّ ضامر، وكاثرت الرايات أزهار البطاح لونا وعدّا، وسدّت الحشود مسالك الطريق العريضة سدّا، ومدّ بحرها الزاخر مدّا، فلا يجد لها الناظر ولا المناظر حدّا.

وهذه المدينة هي الأمّ الولود، والجنة التي في النار لسكّانها من الكفّار الخلود، وكرسيّ الملك ومجنبته الوسطى من الممالك باءت بالمزايا العديدة ونجحت، وعند الوزان بغيرها من أمّات البلدان رجحت، غاب الأسود، وجحر الحيّات السّود، ومنصب التماثيل الهائلة، ومعلق النواقيس الصائلة.

وأدنينا إليها المراحل، وعيّنّا لتجّار المحلات المستقلات منها الساحل، ولما أكثبنا جوارها، وكدنا نلمح نارها، تحرّكنا ووشاح الأفق المرقوم؛ بزهر النجوم، قد دار دائره، والليل من خوف الصّباح، على سرحه المستباح، قد شابت غدائره، والنّسر يرفرف باليمن طائره، والسّماك الرامح يثأر ثغر الإسلام ثائره، والنعائم راعدة فرائص الجسد، من خوف الأسد، والقوس يرسل سهم السعادة، بوتر العادة، إلى أهداف النّعم المعادة، والجوزاء عابرة نهر المجرّه،

ص: 550

والزّهرة تغار من الشّعرى العبور بالضّرّة، وعطارد يسدي في حيل الحروب على البلد المحروب ويلحم، ويناظر على أشكالها الهندسيّة فيفحم، والأحمر يبهر، والعلم الأبيض يفري وينهر، والمشتري يبديء في فضل الجهاد ويعيد، ويزاحم في الخلفات على ما للسعادة من الصفات ويزيد، وزحل على الطالع منزحل، وعن العاشر مرتحل، وفي زلق السّقوط وحل، والبدر يطارح حجر المنجنيق، كيف يهوي إلى النّيق، ومطلع الشمس يرقب، وجدار الأفق يكاد بالعيون عنها ينقب.

ولمّا فشا سرّ الصّباح، واهتزّت أعطاف الرايات لتحيّات مبشّرات الرّياح، أطللنا عليها إطلال الأسود على الفرائس، والفحول على العرائس، فنظرنا منظرا يروع بأسا ومنعه، ويروق وضعا وصنعه، تلفّعت معاقله الشمّ للسّحاب ببرود، ووردت من غدير المزن في برود، وأسرعت لاختطاف أزهار النّجوم، والذراع بين النطاق معاصم رود، وبلدا يعيي الماسح والذارع، وينتظم المحاني والأجارع، فقلنا: اللهم نفّله أيدي عبادك، وأرنا فيه آية من آيات جهادك، فنزلنا بساحتها العريضة المتون، نزول الغيث الهتون «1» ، وتيمّنّا من فحصها الأفيح بسورة التّين والزيتون، متربة من أمان الرحمان للبلد المفتون، وأعجلنا الناس بحميّة نفوسهم النّفيسه، وسجيّة شجاعتهم البئيسه، عن أن نبوّيء للقتال المقاعد، وندني بإسماع شهير النّفير منهم الأباعد؛ وقبل أن يلتقي الخديم بالمخدوم، ويركع المنجنيق ركعتي القدوم، فدفعوا من أصحر إليهم من الفرسان، وسبق إلى حومة الميدان، حتّى أجحروهم في البلد، وسلبوهم لباس الجلد، في موقف يذهل الوالد عن الولد، صارت السّهام فيه غماما، وطارت كأسراب الحمام تهدي حماما، وأضحت القنا قصدا، بعد أن كانت شهابا رصدا، وماج بحر القتام بأمواج النّصول، وأخذ الأرض الرّجفان لزلزال الصّياح الموصول، فلا ترى إلا شهيدا تظلّل مصرعه الحور، وصريعا تقذف به إلى

ص: 551

الساحل أمواج تلك البحور، ونواشب تبأى بها الوجوه الوجيهة عند الله والنّحور، فالمقضب فوده يخضب، والأسمر غصنه يستثمر، والمغفر حماه يخفر، وظهور القسيّ تقصم، وعصم الجند الكوافر تفصم، وورق اليلب في المنقلب يسقط، والبتّر تكتب والسّمر تنقط؛ فاقتحم الرّبض الأعظم لحينه، وأظهر الله لعيون المبصرين والمستبصرين عزّة دينه، وتبرّأ الشيطان من خدينه «1» ، ونهب الكفّار وخذلوا، وبكلّ مرصد جدّلوا، ثم دخل البلد بعده غلابا، وجلّل قتلا واستلابا. فلا تسل، إلا الظّبى والأسل، عن قيام ساعته، وهول يومها وشناعته، وتخريب المبائت والمباني، وغنى الأيدي من خزائن تلك المغاني، ونقل الوجود الأوّل إلى الوجود الثاني، وتخارق السيف فجاء بغير المعتاد، ونهلت القنا الرّدينيّة من الدماء حتّى كادت تورق كالأغصان المغترسة والأوتاد، وهمت أفلاك القسيّ «2» وسحّت، وأرنّت حتّى بحّت، ونفدت موادّها فشحّت بما ألحّت، وسدّت المسالك جثث القتلى فمنعت العابر، واستأصل الله من عدوّه الشأفة «3» وقطع الدابر، وأزلف الشهيد وأحسب الصابر، وسبقت رسل الفتح الذي لم يسمع بمثله في الزمن الغابر، تنقل البشرى من أفواه المحابر، إلى آذان المنابر.

أقمنا بها أيّاما نعقر الأشجار، ونستأصل بالتخريب الوجار «4» ، ولسان الانتقام، من عبدة الأصنام، ينادي يالثارات الإسكندرية تشفّيا من الفجّار، ورعيا لحقّ الجار، وقفلنا وأجنحة الرايات، برياح العنايات خافقه، وأوفاق التوفيق الناشئة من خطوط الطريق موافقه، وأسواق العزّ بالله نافقه، وحملاء الرفق مصاحبة- والحمد لله- مرافقه، وقد ضاقت ذروع الجبال، عن أعناق

ص: 552

الصّهب السّبال، ورفعت على الاكفال، ردفاء كرائم الأنفال، وقلقلت من النواقيس أجرام الجبال بالهندام والاحتيال، وهلك بمهلك هذه الأمّ بنات كنّ يرتضعن ثديّها الحوافل ويستوثرن حجرها الكافل، شمل التخريب أسوارها، وعجّلت النار بوارها.

ثم تحرّكنا بعدها حركة الفتح، وأرسلنا دلاء الإدلال قبل المنح، فبشّرت بالمنح، وقصدنا مدينة أبّدة «1» وهي ثانية الجناحين، وكبرى الأختين، ومساهمة جيّان «2» في حين الحين؛ مدينة أخذت عرض الفضاء الأخرق، وتمشّت فيه أرباضها تمشّي الكتابة الجامحة في المهرق «3» المشتملة على المتاجر والمكاسب، والوضع المتناسب، والفلج المعيي ريعه عمل الحاسب، وكوارة الدّبر اللّاسب، المتعدّدة اليعاسب، فأناخ العفاء بربوعها العامرة، ودارت كؤوس عقار الحتوف، ببنان السيوف، على متديّريها المعاقرة، وصبّحتها طلائع الفاقرة، وأغريت ببطون أسوارها عوج المعاول الباقرة، ودخلت مدينتها عنوة السيف، في أسرع من خطرة الطّيف، ولا تسأل عن الكيف، فلم يبلغ العفاء من مدينة حافلة، وعقيلة في حلل المحاسن رافلة، ما بلغ من هذه البائسة التي سجدت لآلهة النّيران أبراجها، وتضاءل بالرّغام معراجها، وضفت على أعطافها ملابس الخذلان، وأقفر من كنائسها كنّاس الغزلان.

ثم تأهّبنا لغزو أمّ القرى الكافرة، وخزائن المزاين الوافرة، وربّة الشّهرة السافرة، [والأنباء المسافرة]«4» قرطبة «5» وما أدراك ماهيه، ذات الأرجاء الحالية

ص: 553

الكاسيه، والأطواد الراسخة الراسيه، والمباني المباهية والزهراء «1» الزاهيه، والمحاسن غير المتناهيه، حيث هالة بدر السماء، قد استدارت من السّور المشيد البناء، ونهر المجرّة من نهرها الفيّاض، المسلول حسامه من غمود الغياض، قد لصق بها جارا، وفلك الدّولاب المعتدل الانقلاب قد استقام مدارا، ورجّع الحنين اشتياقا إلى الحبيب الأوّل وادّكارا، حيث الطّود كالتاج، يزدان بلجين العذب المجاج؛ فيزري بتاج كسرى ودارا، حيث قسيّ الجسور المديره، كأنها عوج المطيّ الغريره، تعبر النهر قطارا، حيث آثار العامريّ المجاهد، تعبق بين تلك المعاهد، شذى معطارا، حيث كرائم السّحائب، تزور عرائس الرياض الحبائب، فتحمل لها من الدّرّ نثارا، حيث شمول الشّمال تدار على الأدواح، بالغدوّ والرّواح، فترى الغصون سكارى وما هي بسكارى، حيث أيدي الافتتاح تفتضّ من شقائق البطاح، أبكارا، حيث ثغور الأقاح الباسم، تقبّلها بالسّحر زوّار النّواسم، فتخفق قلوب النّجوم الغيارى، حيث المصلّى العتيق قد رحب مجالا وطال منارا، وأزرى ببلاط الوليد احتقارا، حيث الظّهور المثارة بسلاح الفلاح تجبّ عن مثل أسنمة المهارا، والبطون كأنها لتدميث الغمائم بطون العذارى، والأدواح العالية تخترق أعلامها الهادية بالجداول الخبارا، فما شئت من جوّ صقيل، ومعرّس للحسن ومقيل، ومالك للعقل وعقيل، وخمائل كم فيها للبلابل من قال وقيل، وخفيف يجاوب بثقيل، وسنابل تحكي من فوق سوقها، وقضب بسوقها، الهمزات فوق الألفات، والعصافير البديعة الصّفات، فوق القضب المؤتلفات، تميل بهبوب الصّبا والجنوب، مائلة الجيوب بدرر الحبوب، وبطاح لا تعرف عين المحل، فتطلبه بالذّحل، ولا تصرف في خدمة بيض قباب الأزهار، عند افتتاح السّوسن والبهار، غير العبدان من سودان النّخل، وبحر الفلاحة الذي لا يدرك ساحله، ولا يبلغ

ص: 554

الطّيّة البعيدة راحله، إلى الوادي، وسمر النّوادي، وقرار دموع الغوادي، المتجاسر على تخطّيه، عند تمطّيه، الجسر العادي؛ والوطن الذي ليس من عمرو ولا زيد، والفرا الذي في جوفه كلّ صيد، أقلّ كرسيّه خلافة الإسلام، وأعار بالرّصافة والجسر دار السّلام، وما عسى أن تطنب في وصفه ألسنة الأقلام، أو تعبّر به عن ذلك الكمال فنون الكلام.

فأعملنا إليها السّرى والسّير، وقدنا إليها الخيل وقد عقد الله بنواصيها الخير.

ولما وقفنا بظاهرها المبهت المعجب، واصطففنا بخارجها المنبت المنجب، والقلوب تلتمس الإعانة من منعم مجزل، وتستنزل مدد الملائكة من منجد منزل، والركائب واقفة من خلفنا بمعزل، تتناشد في معاهد الإسلام: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل «1» - برز من حاميتها المحاميه، ووقود النار الحاميه، وبقية السيف الوافرة على الحصاد الناميه، قطع الغمائم الهاميه، وأمواج البحور الطاميه، واستجنّت بظلال أبطال المجال أعداد الرجال الناشبة والراميه، وتصدّى للنّزال، من صناديدها الصّهب السّبال، أمثال الهضاب الراسيه، تجنّها جنن السّوابغ الكاسيه، وقواميسها المفادية للصّلبان يوم بوسها بنفوسها المواسيه، وخنازيرها التي عدتها عن قبول حجج الله ورسوله ستور الظّلم الغاشيه، وصخور القلوب القاسيه، فكان بين الفريقين أمام جسرها الذي فرق البحر، وحلي بلجينه ولآليء زينه منها النّحر، حرب لم تنسج الأزمان على منوالها، ولا أتت الأيّام الحبالى بمثل أجنّة أهوالها، من قاسها بالفجار أفك وفجر، أو مثّلها بجفر الهباءة خرف وهجر؛ ومن شبّهها بحرب داحس والغبراء فما عرف الخبر، فليسأل من جرّب وخبر، ومن نظّرها بيوم شعب جبله، فهو ذو بله، أو عادلها ببطن عاقل، فغير عاقل، أو احتجّ بيوم ذي قار، فهو إلى المعرفة ذو افتقار

ص: 555

أو ناضل بيوم الكديد، فسهمه [غير السّديد،]«1» إنما كان مقاما غير معتاد، ومرعى نفوس لم يف بوصفه لسان مرتاد، وزلزال جبال أوتاد، ومتلف مذخور لسلطان الشيطان وعتاد، أعلم فيه البطل الباسل، وتورّد الأبيض الباتر وتأوّد الأسمر العاسل، ودوّم الجلمد المتكاسل، وانبعث من حدب الحنيّة إلى هدف الرّمية الناشر النّاسل، ورويت لمرسلات السّهام المراسل. ثم أفضى أمر الرّماح إلى التّشاجر والارتباك؛ ونشبت الاسنّة في الدّروع نشب السّمك في الشّباك؛ ثم اختلط المرعى بالهمل، وعزل الرّدينيّ عن العمل، وعادت السّيوف من فوق المفارق تيجانا، بعد أن شقّت غدر السوابغ خلجانا، واتّحدت جداول الدّروع فصارت بحرا، وكان التعانق فلا ترى إلا نحرا، يلازم نحرا، عناق وداع، وموقف شمل ذي انصداع، وإجابة مناد إلى فراق الأبد وداع، واستكشفت مآل الصبر الانفس الشّفّافه، وهبّت بريح النصر الطلائع المبشّرة الهفّافه، ثم أمدّ السيل ذلك العباب، وصقل الاستبصار الألباب، واستخلص العزم صفوة اللّباب، وقال لسان النصر ادخلوا عليهم الباب، فأصبحت طوائف الكفّار، حصائد مناجل الشّفار، فمفارقهم قد رضيت حرماتها بالاعقار، ورؤوسهم محطوطة في غير معالم الاستغفار، وعلت الرايات من فوق تلك الأبراج المستطرفة والأسوار، ورفرف على المدينة جناح البوار «2» ، لولا الانتهاء إلى الحدّ والمقدار، والوقوف عند اختفاء سرّ المقدار.

ثم عبرنا نهرها، وشددنا بأيدي الله قهرها، وضيّقنا حصرها، وأقمنا بها أياما تحوم عقبان البنود على فريستها حياما، وترمي الأرواح ببوارها، وتسلّط النيران على أقطارها، فلولا عائق المطر، لحصلنا من فتح ذلك الوطن على الوطر «3» ، فرأينا أن نروضها بالاجتثاث والانتساف، ونوالي على زروعها وربوعها

ص: 556

كرّات رياح الاعتساف، حتّى يتهيّأ للإسلام لوك طعمتها، ويتهنّأ بفضل الله إرث نعمتها، ثم كانت عن موقفها الإفاضة من بعد نحر النّحور، وقذف جمار الدّمار على العدوّ المدحور، وتدافعت خلفنا السابقات المستقلّات تدافع أمواج البحور.

وبعد أن ألححنا على جنّاتها المصحرة، وكرومها المشتجرة، إلحاح الغريم، وعوّضناها المنظر الكريه من المنظر الكريم، وطاف عليها طائف من ربّنا فأصبحت كالصّريم «1» ، وأغرينا حلاق النار بحمم الجحيم، وراكمنا في أجواف أجوائها غمائم الدّخان، تذكّر طيّبة البان، بيوم الغميم، وأرسلنا رياح الغارات لا تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرّميم، واستقبلنا الوادي يهول مدّا، ويروع سيفه الصّقيل حدّا، فيسّره الله من بعد الإعواز، وانطلقت على الفرضة [بتلك العرضة]«2» أيدي الانتهاز، وسألنا من ساءله أسد بن الفرات فأفتى برجحان الجواز فعمّ الاكتساح والاستباح جميع الأحواز، فأديل المصون، وانتهبت القرى وهدمت الحصون، واجتثّت الأصول وحطّمت الغصون، ولم نرفع عنها إلى اليوم غارة تصافحها بالبوس، وتطلع عليها غررها الضاحكة باليوم العبوس. فهي الآن مجرى السوابق ومجرّ العوالي، على التوالي، والحسرات تتجدّد في أطلالها البوالي، وكأنّ بها قد صرعت، وإلى الدّعوة المحمّديّة قد أسرعت بقدرة من لو أنزل القرآن على الجبال لخشعت من خشية الله وتصدّعت، وعزّة من أذعنت الجبابرة لعزّه وخنعت، وعدنا والبنود لا يعرف اللفّ نشرها، والوجوه المجاهدة لا يخالط التقطيب بشرها، والأيدي بالعروة الوثقى معتلقه، والألسن بشكر نعم الله منطلقه، والسيوف في مضاجع الغمود قلقه، وسرابيل الدّروع خلقه، والجياد من ردّها إلى المرابط والأواري ردّ العواري حنقه، وبعبرات الغيظ المكظوم مختنقه، تنظر إلينا نظر العاتب،

ص: 557

وتعود من ميادين المراح والاختيال تحت حلل السّلاح عود الصّبيان إلى المكاتب؛ والطّبل بلسان العزّ هادر، والعزم إلى منادي العود الحميد مبادر، ووجود نوع الرّماح، من بعد ذلك الكفاح، نادر، والقاسم ترتّب بين يديه من السبي النّوادر، ووارد منهل الأجور، غير المحلّإ ولا المهجور صادر، ومناظر الفضل الآتي عقبه أخيّه الثاني على المطلوب المواتي مصادر، والله على تيسير الصّعاب وتخويل المنن الرّغاب قادر، لا إله إلا هو، فما أجمل لنا صنعه الخفيّ! وأكرم بنا لطفه الحفيّ! اللهم لا نحصي ثناء عليك، ولا نلجأ منك إلا إليك، ولا نلتمس خير الدّنيا والآخرة إلا لديك، فأعد علينا عوائد نصرك يا مبديء يا معيد، وأعنّا من وسائل شكرك على ما ننال به المزيد، يا حيّ يا قيّوم يا فعّالا لما يريد.

وقارنت رسالتكم الميمونة منه لدينا حدق فتح بعيد صيته، مشرئبّ ليته، وفخر من فوق النّجوم العوائم مبيته، عجبنا من تأتّي أمله الشارد، وقلنا البركة في قدوم الوارد، وهو أنّ ملك النّصارى لا طفنا بجملة من الحصون كانت من مملكة الإسلام قد غصبت، والتماثيل فيها ببيوت الله قد نصبت، أدالها الله بمحاولتنا الطيّب من الخبيث، والتوحيد من التّثليث، وعاد إليها الإسلام عودة الأب الغائب، إلى البنات الحبائب، يسأل عن شؤونها، ويمسح دموع الرّقّة عن جفونها، وهي للرّوم خطّة خسف قلّما ارتكبوها فيما نعلم من العهود، ونادرة من نوادر الوجود، والى الله علينا وعليكم عوارف الجود!، وجعلنا في محاريب الشّكر من الرّكّع السّجود!.

عرّفناكم بمجملات أمور تحتها تفسير، ويمن من الله وتيسير، إذ استيفاء الجزئيّات عسير، لنسرّكم بما منح الله دينكم، ونتوّج بعزّ الملّة الحنيفيّة جبينكم، ونخطب بعده دعاءكم وتأمينكم، فإنّ دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب سلاح ماض، وكفيل بالمواهب المسؤولة من المنعم الوهّاب ميفاض، وأنتم أولى ما ساهم في برّ، وعامل الله بخلوص سرّ؛ وأين يذهب الفضل عن بيتكم، وهو صفة حيّكم وتراث ميتكم، ولكم مزيّة القدم، ورسوخ القدم، والخلافة

ص: 558