الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء السادس
(بسم الله الرحمن الرحيم) وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد وآله وصحبه
[تتمة المقالة الثالثة]
[تتمة باب الاول من المقالة الثالثة]
[تتمة الجملة السادسة]
المهيع الثاني في ذكر الألقاب والنعوت المستعملة عند كتّاب الزمان، وبيان معانيها، ومن يقع عليه كل واحد منها من أرباب السّيوف وغيرهم (وهي نوعان)
النوع الأوّل (الألقاب الإسلامية، وهي صنفان)
الصنف الأوّل (المذكّرة، وهي ضربان)
الضرب الأوّل (الألقاب المفردة المختصة في اصطلاح الكتّاب باسم الألقاب)
وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم ليسهل استخراجها.
حرف الألف
(الأتابكيّ) وهو من ألقاب أمير الجيوش ومن في معناه، كالنائب «1»
الكافل ونحوه، وهو بالأتابك أخصّ. وقد تقدّم معنى الأتابك في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف، وأنّ أصله بالطاء فقلبت تاء في الاستعمال، وأن معناه «الأب الأمير» وحينئذ فتكون النسبة فيه للمبالغة. نعم إن نسب إليه غيره من أتباعه كانت النسبة إليه حقيقيّة على بابهما.
(الأتقى) من ألقاب ملوك المغرب التي يكتب إليهم بها من الأبواب السلطانية، مضاهاة لما يوجد في مكاتباتهم من الألقاب، وهو أفعل التفضيل من التّقوى.
(الأثير) بالثاء المثلّثة من ألقاب أرباب الأقلام: من القضاة والعلماء والكتّاب ونحوهم؛ وربما استعمل في ألقاب الصّلحاء أيضا. وأصله في اللغة المخالص، وحينئذ فيصلح أن يكون لقبا لكلّ من نسب إلى المخالصة من أرباب السيوف والأقلام جميعا، والأثيريّ نسبة إليه للمبالغة.
(الأثيل) بالمثلثة أيضا من ألقاب أرباب الأقلام: كالأثير، ومعناه في اللغة الأصيل، ومنه قيل مجد مؤثّل وأثيل أي أصيل. وحينئذ فيصلح أن يكون لقبا لكلّ ذي أصالة من أرباب السيوف والأقلام؛ والأثيليّ نسبة إليه للمبالغة.
(الأجلّ) يكون في الاصطلاح من ألقاب السلطان كما يقال السلطان السيّد الأجلّ ويكون من ألقاب السامي بغير ياء فما دونه فيقال: «السامي الأمير الأجلّ» ونحو ذلك؛ وهو مما ينكر على كتّاب الزمان: لاستعماله في الأعلى والأدنى على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى. على أن هذا اللقب في الدولة الفاطميّة كان هو أعلى الألقاب وأرفعها قدرا، حتى قال ابن شيث «1» في «معالم
الكتابة» : إنه محظور على غير الوزير. وقد كانت الوزارة في زمانهم بمثابة السّلطنة في زماننا، فتصرّف فيه الكتّاب حتّى استعملوه في أدنى الرّتب أيضا؛ والأجلّيّ نسبة إليه للمبالغة.
(الأخصّ) من ألقاب أرباب «1» السّيوف، والكتّاب يستعملونه في أدنى الألقاب مما تسقط فيه ياء النسب: من السامي بغير ياء فما دونه، على أن معناه رفيع، لأخذه من الخصوصية، وهي الانفراد بالشيء، وكان الأحقّ أن يكون مختصّا بالألزام المقرّبين دون غيرهم، والأخصّيّ نسبة إليه للمبالغة.
(الأخويّ) من الألقاب المختصة في الغالب بالمكاتبات الإخوانيّة، وربما وقعت في المكاتبات الملوكية إذا كان قدر الملكين المتكاتبين متقاربا، وهو نسبة إلى الاخوة، وكأنه جعله أخاه حقيقة.
(الأريب) من ألقاب أرباب الأقلام. وهو في اللّغة العاقل، ومنه قيل للدّهاء إرب بكسر الهمزة وإسكان الراء لأنّ الدّهاء من جملة العقل؛ والأريبيّ نسبة إليه للمبالغة.
(الأرقى) من ألقاب ملوك المغرب. وهو مأخوذ من الرّقيّ: وهو الارتفاع والعلوّ في الدّرج.
(الأزكى) من ألقاب ملوك المغرب أيضا. وهو مأخوذ من الزّكاة: وهي الزيادة، كأنه نسبه إلى الزيادة في الرّفعة ونحوها.
(الأسرى) بالسين المهملة من ألقاب ملوك المغرب. وهو مأخوذ من
السّرو وهو سخاء في مروءة، ومنه قيل لمن اشتمل على ذلك سريّ، وبه لقّب من لقّب «سريّ الدّين» .
(الاسفهسلار) بسينين مهملتين بينهما فاء ثم هاء من ألقاب أرباب السيوف؛ وكان في الدولة الفاطمية لقبا على صاحب وظيفة تلي صاحب الباب، على ما تقدّم بيانه في الكلام على ترتيب الدولة الفاطمية في المقالة الثانية.
ومعناه «مقدّم العسكر» وهو مركّب من لفظين: فارسيّ، وتركيّ، فأسفه بالفارسية بمعنى المقدّم، وسلار بالتركية بمعنى العسكر، والعامة تقول لبعض من يقف بباب السلطان من الأعوان (أسباسلار) بالباء الموحدة، وكأنهم راعوا فيه معنى المقدّم في الجملة، والباء تعاقب الفاء في اللغة الفارسية كثيرا، ولذلك قالوا: أصبهان وأصفهان بالباء والفاء جميعا؛ والأسفهسلاريّ نسبة إليه للمبالغة. وقد ذكر المقرّ الشهابيّ «1» بن فضل الله في بعض دساتيره أن هذا اللقب يختصّ بأمراء الطّبلخاناه «2» على أنه قد ترك استعماله في زماننا، وكأنهم كرهوا مشاركة بعض الأعوان فيه فأضربوا عنه لذلك، أو لم يفهموا معناه فتركوه.
(الأسنى) من ألقاب ملوك المغرب. وهو مأخوذ من السّناء بالمدّ: وهو الرفعة؛ ويجوز أن يكون من السّنا بالقصر: وهو الضّياء.
(الأشرف) من ألقاب المقام والمقرّ «3» في مصطلح كتّاب الزّمان على ما
تقدّم ذكره؛ وربما وقع أيضا في ألقاب ملوك المغرب. وهو أفعل التفضيل من الشّرف بمعنى العلوّ.
(الأصعد) من ألقاب ملوك المغرب، وهو أفعل التفضيل من الصّعود ضدّ الهبوط.
(الأصيل) من ألقاب أرباب الأقلام غالبا. وربما وقع في ألقاب أرباب السّيوف إذا كان لصاحب اللقب عراقة نسب؛ وهو فعيل من الأصل بمعنى الحسب؛ والأصيليّ نسبة إليه للمبالغة. قال في «عرف «1» التعريف» : ويختصّ بمن له ثلاثة في الرّياسة، ابن عن أب عن جدّ.
(الأضخم) من ألقاب ملوك المغرب، وهو مأخوذ من الضّخامة؛ والمراد بها هنا العظمة. وهي في أصل اللغة الغلظ واستعملت في العظمة تجوّزا.
(الأعزّ) من ألقاب ملوك المغرب؛ وقد يستعمل في ألقاب من لم يثبت فيه ياء النسب من السامي بغير ياء فما دونه كالأخصّ: فيقال «الأعزّ الأخصّ» ونحو ذلك؛ وهو أفعل التفضيل من العزّ.
(الأعظم) من ألقاب السلطان، يقال فيه «السلطان الأعظم» ويقع في ألقاب ملوك المغرب أيضا. وهو أفعل التفضيل من العظمة: وهي الكبرياء.
(الأعلى) من ألقاب ملوك المغرب، وهو أفعل التفضيل من العلوّ: وهو الارتفاع.
(الأعلم) من ألقاب ملوك المغرب. وهو أفعل التفضيل من العلم الذي هو خلاف الجهل.
(الأفخم) من ألقاب ملوك المغرب. وهو أفعل التفضيل من الفخامة:
وهي العظمة والقوّة.
(الأفضل) من ألقاب السلطان؛ ويستعمل في ألقاب ملوك المغرب أيضا وهو أفعل التفضيل [من الفضل] بمعنى الزيادة، والمراد الزيادة في الفضيلة.
(الأكمل) من ألقاب السلطان أيضا؛ ويستعمل في ألقاب ملوك المغرب، وفي ألقاب من لم تثبت فيه ياء النسب من السامي بغير ياء فما دونه؛ والأكمليّ نسبة إليه للمبالغة.
(الإمام) من ألقاب الخلفاء كما يقال في المكاتبات عنهم «من عبد الله ووليّه الإمام الفلانيّ» وقد تقدّم أن أوّل من تلقّب به «إبراهيم بن محمد» أوّل من بويع له بالخلافة من بني العبّاس، ويقع أيضا في ألقاب أكابر العلماء.
وأصل الإمام في اللغة الذي يقتدى به، ولذلك وقع على المجتهدين كالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشهورة: وهم الشافعيّ، ومالك، وأبو حنيفة وأحمد «1» . والإماميّ نسبة إليه للمبالغة.
(الأمجد) من ألقاب ملوك المغرب؛ وربما كتب به للتّجّار ونحوهم في ألقاب الصّدر الأجلّ. وهو أفعل التفضيل من المجد: وهو الشّرف أو الأصالة.
(الأميرىّ) من ألقاب أرباب السيوف. قال في «عرف «2» التعريف» :
ويكتب به لكبار..... «3»
…
وإن كانوا من أرباب الأقلام. وذكر في دستور