الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطرف الثالث (في المكاتبات الصادرة عن الأمراء من العمّال، وأمراء السّرايا أيضا إلى خلفاء بني أميّة، وهي في ترتيبها على ما تقدّم في المكاتبات إلى الخلفاء من الصحابة رضي الله عنهم. وهي على أسلوبين)
الأسلوب الأول (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «من فلان إلى فلان» على نحو ما تقدّم في المكاتبة عنهم إلى الخلفاء من الصحابة مع زيادة الدّعاء بطول البقاء)
كما كتب الحجاج «1» بن يوسف إلى عبد الملك بن مروان في جواب كتابه «2» الوارد عليه منه، في توبيخه له بسبب تعرّضه لأنس بن مالك رضي الله عنه على ما تقدّم ذكره.
«لعبد «3» الله عبد الملك أمير المؤمنين، [أصلح الله]«4» أمير المؤمنين وأبقاه، وسهّل حظّه وحاطه ولا عدمناه، فقد وصلني كتاب أمير المؤمنين- أطال الله بقاه، وجعلني من كل مكروه فداه- يذكر شتمي «5» وتوبيخي بآبائي،
وتعييري بما كان قبل [نزول النّعمة بي «1» ] من عند أمير المؤمنين أتمّ الله نعمته عليه، وإحسانه إليه. ويذكر أمير «2» المؤمنين استطالة مني على أنس بن مالك، وأمير المؤمنين أحقّ من أقال عثرتي، وعفا عن ذنبي، وأمهلني «3» ولم يعجلني عند هفوتي، للّذي جبل عليه من كريم طبائعه، وما قلّده الله من أمور عباده. فرأي أمير المؤمنين- أصلحه الله- في تسكين روعتي، وإفراج كربتي، فقد ملئت رعبا وفرقا من سطواته، وقحمات «4» نقماته. وأمير المؤمنين- أقاله الله العثرات، وتجاوز له عن السيّئات، وضاعف له الحسنات، وأعلى له الدّرجات- أحقّ من صفح وعفا، وتغمّد وأبقى، ولم يشمت بي عدوّا مكبّا، ولا حسودا مضبّا، ولم يجرّ عني غصصا. والذي وصف أمير المؤمنين من صنيعته «5» إليّ، وتنويهه لي «6» بما أسند إليّ من عمله وأوطأني من رقاب رعيّته، فصادق فيه مجزيّ عليه «7» بالشكر، والتوسّل منّي إليه بالولاية، والتقرّب له بالكفاية. وقد خضعت عند كتاب أمير المؤمنين، فإن رأى «8» [أمير المؤمنين «9» ]- طوّقني الله