الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فخر الملّة المسيحيّة) من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وتصلح للملكانيّة واليعاقبة منهم.
حرف الميم
(متّبع الحواريّين والأحبار الرّبّانيّين والبطاركة القدّيسين) من ألقاب عظماء ملوكهم، والمراد بالحواريّين أصحاب عيسى عليه السلام الذين بعثهم إلى أقطار الأرض للبشارة به وللدّعاية إلى الله تعالى، وعنهم أخبر تعالى بقوله قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ*
«1» وهم اثنا عشر نفسا، أسماؤهم يونانيّة.
أحدهم- بطرس، ويقال له شمعون الصّفا، وهو الذي بشّر بالقدس وأنطاكية وما حولها.
والثاني- أندراوس. وهو الذي بشّر ببلاد الحبشة والسّودان.
والثالث- يعقوب بن «2» زيري. وهو الذي بشر بمدينة........... «3»
والرابع- يوحنّا الإنجيليّ، وهو الذي بشّر ببلاد أفسس وما معها.
والخامس- فيلبّس، ولم أقف على موضع بشارته.
والسادس- برتلوما، وهو الذي بشّر في الواحات والبربر.
والسابع- توما، ويعرف بتوما الرسول، وهو الذي بشّر في السّند والهند.
والثامن- متّى، وهو الذي بشّر بأرض فلسطين، وصور، وصيدا، ومصر، وقرطاجنّة «4» من بلاد المغرب.
والتاسع- يعقوب بن حلفا، وهو ممن بشّر ببلاد الهند أيضا.
والعاشر- سمعان، ويقال شمعون الصّفا، وهو الذي بشر بشمشاط «1» وحلب ومنبج وبزنطية: وهي القسطنطينيّة.
والحادي عشر- بولس، ويقال له تداوس، وهو الذي بشّر بدمشق وبالقدس أيضا وبلاد الروم والجزائر ورومية.
والثاني «2» عشر- يهوذا الأسخر يوطيّ «3» ، وهو الذي خرج عن طاعة المسيح ودلّ عليه اليهود ليقتلوه فألقى الله تعالى شبه المسيح عليه فأمسكه اليهود وقتلوه وصلبوه ورفع الله تعالى المسيح إليه، وليس هذا من المراد بالحواريّين هنا؛ لأنه قد خرج عن دائرتهم. فلفظ الحواريين مأخوذ من الحور، وهو شدّة البياض، سمّوا بذلك لصفائهم وتفانيهم في اتّباع المسيح عن الدّخل، وقيل لأنهم كانوا في الأوّل قصّارين يبيّضون الثياب.
والأحبار جمع حبر، بفتح الحاء وكسرها، وهو العالم.
والرّبّانيّون جمع ربّانيّ، وقد تقدّم معناه في الألقاب الإسلامية.
والبطاركة جمع بطرك، وقد تقدّم الكلام عليه في الألقاب الأصول وأن أصله بطريرك، وأنه يقال فيه فطرك بالفاء بدل الباء، وكان لهم خمسة كراسيّ كرسيّ برومية، وهو الذي قعد فيه الباب، وكرسيّ بالإسكندرية، وهو الذي استقرّ لبطرك اليعقوبية الآن، وكرسيّ ببزنطية وهي القسطنطينية، وكرسيّ بأنطاكية وكان فيه بطرك النسطوريّة، وكرسيّ بالقدس وهو أصغرها عندهم.
(محيي طرق الفلاسفة والحكماء) من الألقاب التي اصطلح عليها
لصاحب القسطنطينية؛ لأن مملكته منبع حكماء اليونان وفلاسفتهم. والفلاسفة جمع فيلسوف بكسر الفاء، وهي لفظ يوناني مركّب من مضاف ومضاف إليه، معناه محبّ الحكمة، فلفظ فيل بمعنى محبّ، وسوف بمعنى الحكمة، وهم يطلقون الفلسفة على من يحيط بالعلوم الرياضية، وهي: الهيئة والهندسة والحساب واللحون وغيرها، والحكماء جمع حكيم، وهو من يحسن دقائق الصناعات ويتقنها أو من يتعاطى الحكمة، وهي معرفة أفضل الأشياء وأفضل العلوم، وأوّل ما صارت الحكمة فيهم في زمن بختنصّر «1» ، ثم اشتهرت فيهم بعد ذلك، ولذلك عبّر بالفلاسفة القدماء إشارة إلى أوّل زمن الحكماء.
(مخوّل التّخوت والتّيجان) من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينيّة لعظم مملكته في القديم والحديث، والمخوّل المملّك، والتّخوت جمع تخت، وهو كرسيّ الملك الذي يجلس عليه الملك في مجلسه العامّ؛ والتيجان جمع تاج، وهو الذي يوضع على رأس الملك إذا جلس على تخته، والمعنى أنه يعطي الملوك الممالك من تحت يده لسعة مملكته وعظمتها، وقد كانت القسطنطينيّة قبل غلبة الفرنج وقوّة شوكتهم ملكا عظيما.
(مسيح الأبطال المسيحيّة) من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم كصاحب القسطنطينيّة. أضاف المسيح إلى الأبطال ثم وصفها به جمعا له بين رتبتي الشجاعة والتديّن بدينه.
(مصافي المسلمين) من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم،
والمصافي مفاعل من الصّفاء، والمراد أنه صافي النية للمسلمين، والمسلمون صافو النية له.
(معزّ النّصرانية) من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم، والمراد بالنصرانية ملة النصرانية، حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه، والنصرانية في الأصل منسوبة إلى الناصرة، وهي القرية التي نزلها المسيح وأمه عليهما السلام من بلاد القدس عند عودهما إلى مصر، وقيل مأخوذة من قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ*
«1» .
(معظّم البيت المقدّس) من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وربّما زيد فيها فقيل:«معظّم البيت المقدّس بعقد النية» لموافقة الرويّ في السّجعة التي تقارنها؛ ويصلح لكل ملك من ملوكهم لأن جميعهم يعتقدون تعظيم البيت المقدّس، والبيت المقدّس معروف، والتقديس التنزيه والتطهير.
(معظّم كنيسة صهيون) من الألقاب المختصة بملك الحبشة لأنه يعقوبيّ، وكنيسة صهيون بالإسكندرية، وهي كنيسة بطرك اليعاقبة الآن.
ومعتقدهم أنه لا يصح ولاية ملك منهم إلّا باتصال من هذا البطرك؛ على أنه في ابتداء البطركية في زمن الحواريّين لم يكن بكرسيّ الإسكندرية أحد من الحواريين، إنما كان بها مرقص الإنجيلي تلميذ بطرس الحواريّ صاحب كرسيّ رومية، والنصارى يومئذ على طريقة واحدة قبل ظهور الملكية واليعقوبية، فلما افترق دين النصرانية إلى الملكانيّة واليعاقبة وغيرهم، كانت بطركية الإسكندرية يتداولها الملكية واليعقوبية تارة وتارة بحسب انتحال الملوك والميل إلى كلّ من المذهبين، ثم استقرّت آخرا في بطرك اليعاقبة إلى زماننا، وتبعه ملوك الحبشة لانتحالهم مذهب اليعاقبة، كما تبع الروم والفرنجة الباب «2»