الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أدار عقيقاً في إناء من الدر
…
فعاينت شمس الراح في راحة البدر
وأبدت سماء الكأس زهر نجومها
…
فيا حسن يوم حف بالأنجم الزهر
غدت كعبة الأفراح إذ طاف ناحراً
…
بها لهم مصقول الترائب والنحر
غزال له من أخته البعد والسنا
…
وليس لها در القلائد والثغر
أغارت على أسرار أرواح شربها
…
وأنقذت الأفراح من قبضة الأسر
غرير من الأتراك زنجي خاله
…
كقلبي مقيم من هواه على جمر
إذا ازور سخطاً أو تلفت راضياً
…
أمات وأحيا بالقطوب وبالبشر
وإن سل سيف اللحظ أو هز عطفه
…
فيا خجلة البيض القواضب والسمر
تمتع بأيام الصبا واغد جامعاً
…
لشمل صبا الأيام باللذة بالبكر
فما العيش إلا وصل كأس بأختها
…
وجارية تسقي وساقية تجري
وداو بحسن الظن بالله كل ما
…
جنيت فعفو الله يجلو دجى الوزر 433 (1)
قطب الدين القسطلاني
محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن ميمون، الإمام الزاهد قطب الدين القسطلاني التوزري الأصل المصري ثم المكي، ابن الشيخ الزاهد أبي العباس؛ ولد " بمصر "(2) سنة أربع عشرة وستمائة، ونشأ بمكة (3) ، وسمع من ابن البناء والسهروردي وابن الزبيدي وجماعة، وقرأ
(1) الوافي 2: 132 والزركشي: 268 والبدر السافر: 73 والشذرات 5: 397 والنجوم الزاهرة 7: 373 وطبقات السبكي 5: 18 والمغرب (قسم مصر) 1: 269 وحسن المحاضرة 1: 419 وتاريخ علماء بغداد: 173 والأسنوي 2: 326.
(2)
زيادة ضرورية من الوافي.
(3)
في المطبوعة: ونشأ بها.
العلم ودرس وأفتى ورحل في طلب الحديث؛ وسمع ببغداد ومصر والشام والموصل، وكان شيخاً عالماً زاهداً عابداً كريم النفس كثير الإيثار حسن الأخلاق قليل المثال؛ طلب من مكة إلى القاهرة وولي مشيخة دار الحديث بالدار الكاملية إلى أن مات، وله شعر مليح. وروى عنه الدمياطي والمزي والبرزالي وخلق كثير.
وكان يتوجه إلى أبي الهول الذي عند أهرام مصر، وهو رأس الصنم الذي هناك، ويعلو رأسه ويضربه باللالكة، ويقول: يا أبا الهول، افعل كذا، افعل كذا، لأن جماعة من أهل مصر يزعمون أن الشمس إذا كانت في الحمل وتوجه أحدهم إلى أبي الهول، وبخر بشكاعى وباذاورد، ووقف عليه وقال ثلاثاً وثلاثين (1) مرة كلمات يحفظونها، وقال معها: يا أبا الهول افعل كذا، فزعموا أن ذلك يتفق وقوعه، وكان الشيخ قطب الدين يفعل ذلك إهانة لأبي الهول وعكساً لذلك المقصد الفاسد؛ لأن تلك الكلمات ربما تكون تعظيماً له ضرورة.
وتوفي الشيخ قطب الدين سنة ستمائة وست وثمانين؛ ومن شعره:
إذا كان أنسي في التزامي لخلوتي
…
وقلبي عن كل البرية خالي
فما ضرني من كان في الدهر قالياً (2)
…
وما سرني من كان في موالي وقال أيضاً:
ألا هل لهجر العامرية إقصار
…
فتقضى من الوجد المبرح أوطار
عسى ما مضى من خفض (3) عيشي في الحمى
…
يعود ولي فيه نجوم وأقمار
عدمت فؤادي إن تعلقت غيرها
…
وإن زين السلوان لي فهو غدار
(1) الوافي: ثلاثاً وستين.
(2)
البدر السافر: من كان لي الدهر جافياً.
(3)
المطبوعة: طيب؛ وأثبت ما في الزركشي والوافي.
ولي من دواعي الشوق في السخط والرضى
…
على الوصل والهجران ناه وأمار
أأسلو وفي الأحشاء من لاعج الجوى
…
لهيب أسأل الروح فالصبر منهار وقال أيضاً:
لما رأيتك مشرقاً في ذاتي
…
بدلت من حالي ذميم صفاتي
وتوجهت أسرار فكري سجداً
…
لجميل ما واجهت من لحظاتي
وتلوت من آيات حسنك سورة
…
وسارت محاسنها لجمع (1) شتاتي
وبلوت أحوالي فخلت معبراً
…
في الصحو عن سكري بصدق ثباتي
وتحولت أحوال سري في العلا
…
فعلت على (2) محو وعن إثبات
وتوحدت صفتي فرحت مروحاً
…
نظراً لما أشهدت من آيات
لا أشتهي أن أشتهي متنزهاً (3)
…
بل أنتهي عن غفلة الشهوات
أنا إن ظهرت فعن ظهور بواطن
…
شهدت بنطق كان من سكتاتي
من كان يجهل ما أقول عذرته
…
فالشمس تخفى في دجى الظلمات
فدع المعنف والعذول وقل له
…
الحق أبلج فاستمع كلماتي
لا تيأسن بذاهب من حاضر
…
أو غائب يدعو إلى الغفلات
لا تنظرن لغير ذاتك واسترح
…
عن كل ما في الكون من طلبات
نزه مصادر وردها عن كل ما
…
يلقي بها في ظلمة الشبهات
(1) الوافي: بجمع.
(2)
هذا ما في الوافي والزركشي؛ وفي المطبوعة: إذ غبت عن.
(3)
المطبوعة: مستنزهاً.