الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كسقف أزرق من لازورد
…
بدت فيه مسامر من لجين ومنه:
والليل فرع بالكواكب شائب
…
فيه مجرته كمثل المفرق
ولربما يأتي الهلال ببحره
…
متصيداً حوت النجوم بزورق
حتى إذا هبت على الماء الصبا
…
وألاح نور تمامه بالمشرق
أبدى لنا علماً بهيجاً مذهباً
…
قد لاح في تجعيد كم أزرق
وحكى برادة عسجد قد رام صا
…
نعها يؤلف بينها بالزئبق 341 (1)
تقي الدين ابن المغربي
علي بن عبد العزيز بن علي بن جابر، الفقيه الأديب البارع، تقي الدين ابن المغربي البغدادي الشاعر المالكي؛ كان من أظرف خلق الله تعالى، وأخفهم روحاً (2) ، وله القصيدة الدبدبية المشهورة التي أولها " يا دبدبة تدبدبي "؛ وكانت وفاته ببغداد سنة أربع وثمانين وستمائة، ومن شعره يصف مجلساً تقضى له بالمحول:
يا مغاني اللهو والطرب
…
بأبي أفدي ثراك وبي
لا تعداه الغمام ولا
…
حاد عنه صيب السحب
(1) الزركشي: 209 والبدر السافر: 17 وقال فيه: سمع الحديث من عبد الصمد بن أبي الجيش وأبي طالب بن الأنجب الساعي وأبي الفضل بن محمد وأبي عبد الله محمد بن الكتار وغيرهم وتفقه على السراج الشار مساحي المالكي ونظر في اللغة والعربية؛ وكان حسن الشكل حسن الأخلاق؛ وانظر الحوادث الجامعة: 447؛ ووردت الترجمة في ر.
(2)
ر: روح.
حبذا دار عهدت بها
…
كل معسول اللمى شنب
حيث كانت قبل فرقتنا
…
فلكاً يجري على شهب
ونصيبي من وصالهم
…
واصلاً نحوي بلا نصب
في بساتين المحول لا
…
في قفار الجزع واللبب
بين أشجار تفوق على
…
شجرات الضال والكثب منها:
صفعوني لا عدمتهم
…
وأضاعوا حرمة الأدب
فعلوا بالرأس ما فعلوا
…
وأحالوني على الذنب
كأن في رأسي وأسفلهم
…
شبه من حكة الجرب وقال يصف حال المستنصرية والفقهاء، وكان قد قيل لهم: من يرضى بالخبز وحده وإلا فما عندنا غيره:
حاشا لست المدارس
…
ومن بها يضرب المثل
تهون من بعد ذاك
…
التعظيم والتشريف
مستنصرية سبيكه
…
قد كنت في عصر الصبا
واليوم قد صرت بهرج
…
مزيفه تزييف
ما زال نخلك يرجم
…
حتى فني الرطب الجني
وما بقي في قراحك
…
غير الكرب والليف
ذكرت بيتاً ظريف (1)
…
من كان وكان (2) البغادده
(1) الزركشي: ظريفاً.
(2)
كان وكان: فن زجلي اخترعه البغداديون، له وزن واحد وقافية واحدة (من عروض المجتث) ولكن الشطر الأول من البيت أطول من الشطر الثاني ولا تكون قافيته إلا مردفة قبل حرف الروي بأحد حروف العلة، وكان أولاً مقصوراً على الحكايات والخرافات ثم توسعوا فيه فنظموا فيه المواعظ والزهديات والأمثال والحكم (العاكل الحالي: 148 - 149) .
وكل معنى يندر
…
من الظريف ظريف
أي ست ما أكثر زبونك
…
ما أخلى فراشك من العشي
ذي زحمة الباقلاني
…
وكلهم برغيف وقال " في " شخص اسمه علوان وينعت بالصفي:
علوان لا شك اسمك
…
وأنت تنعت بالصفي
فإن سئلت عن اسمك
…
قول الصفي علوان وقال زجل في الخلاعة والمجون:
الوقت يا نديمي
…
قد طاب واعتدل
والشمس مذ ليالي
…
قد حلت الحمل
فانهض إلى الحميا
…
واستنهض الصحاب
فالبدر والثريا
…
الكاس والحباب
والوقت قد تهيا
…
ومجلس الشراب
فيه كل ما تريده
…
فانهض على عجل
ما قد بقي يعوزه
…
غيرك وقد كمل
انهب زمان وصلك
…
وانه الذي نهاك
واسعد بقرب خلك
…
وابلغ منه مناك
فبعد يوم لعلك
…
لا تستطيع ذاك
والتذ فالليالي
…
ما بيننا دول
لقمة تكون حنظل
…
وأخرى تكون (1) عسل
مالك كدى (2) محير
…
لا تهتدي الطريق
(1) الزركشي: تكون.
(2)
ر: كذى.
هل أدخل الصغير
…
أو قال ما أطيق
ادفع ولا تفكر
…
تا يزعق الحريق
دع يشتكي لعمه
…
دع يفعل إيش فعل
ما رأيت قط لوطي
…
مصلوب على دقل (1)
من أين للعروس
…
مثل (2) ذا العذار
لمنية النفوس
…
ودرة البحار
زها على الشموس
…
مذ تم واستدار
فاترك كلام سفله
…
بحرفته (3) اشتغل
وادي العروس عنده
…
أشرف من الجبل
لا تهو من أضاعك
…
لا كان ولا استكان
واعتز باقتناعك
…
إن الهوى هوان
كن عبد من أطاعك
…
لا تنتظر فلان
فالوقت سيف مجرد
…
قاطع بيد بطل
والعاقل المجرب
…
يبطش بمن حصل
لا تغفلوا يا ولدي
…
عن طيب العناق
واوصوا بذاك بعدي
…
لساير الرفاق
المغربي جدي
…
وأنا من العراق
وقد علمت أني
…
في صنعة الزجل
مثل الذي يجهله
…
يبخر لزحل
(1) الدقل: صاري السفينة.
(2)
الزركشي: شبيه.
(3)
هذه هي القراءة عند الزركشي، وفي ر: بحرقته.
ما لفت العمايم
…
إلا على العقول
نعشق وأنت نايم
…
وتدعي الفضول
قم واسمع الحمايم
…
فإنها تقول
يا من دنا حبيبه
…
انهض بلا كسل
واشف الغليل منو
…
بالضم والقبل وقال أيضاً:
لا بد نظهر بين الناس
…
قلندري (1) محلوق الراس
نلبس عوض الكتان
…
جلنك (2) من صوف الخرفان أو دلق (3) أو نصبح عريان
نغدو ندروز (4) مع أجناس
…
محلقين الروس أكياس
ما يعرفوا إلا الخضره (5)
…
والبنك (6) لا شرب الخمرة مثقالها بألفي جره
وعندهم منها أكياس
…
دانق يقاوم سبعين كاس
من قبل ما نغدو مسطول
…
نهتم في أمر المأكول ونطلع السوق بالكجكول (7)
نطلب على الله من رواس
…
وباقلاني مع هراس (8)
(1) القلندرية أو القرندلية: طائفة من الصوفية.
(2)
الجلنك (من التركية) : زينة فضية توضع في العمامة تمييزظاً للمحارب، وفي الفارسية مادة حريرية تطرز بالذهب أو الفضة أو لا تطرز، وكلا المعنيين لا يحدد ما يعنيه الرجال، إذ هو يقصد فروة من الصوف أو ما أشبه.
(3)
الدلق: ضرب من الرداء طويل مؤلف من خرق الجوخ المختلفة الألوان وهو مما يلبسه القرندلية (انظر قاموس الملابس لدوزي، الترجمة العربية 150 - 152) .
(4)
الدروزة: احتراف الطواف من أجل الكدية.
(5)
ر: الحضرة، والخضره (الخضراء) يعني بها الحشيشة.
(6)
أقدر أنه نوع من الحشيشة، وهو الذي لا يزال يعرف في السودان باسم ((البنقو))
(7)
تكتب أيضاً: الكشكول.
(8)
الرواس: بائع الرؤوس، والهراس: بائع الهريسة.
لمن لقينا قلنا أي جان
…
خره بدي كي درويشان همه غريبان سركردان (1)
يدعون لك وقت الإغلاس (2)
…
فهم صحيحين الأنفاس
وننقد العالم جيد
…
نقول لذي المال يا سيد نريد كرامه للمسجد
رطيل شيرق (3) في الجلاس (4)
…
لنشعله بين الجلاس
كأنكم بي يا خلان
…
وأنا مجرد كالشيطان فقد قوي عندي ذا الشان
وقد فشر (5) في أذني الخناس
…
حتى ملا صدري وسواس
فلا تقولوا يا فقوس
…
نرى جميع أمرك معكوس المغربي خلف منحوس
ما خلف إلا اغلب دعاس
…
والشبل من نسل الهرماس
لكنني (6) أصلي سمقون
…
كشيح (7) كالدر المكنون وقد صرت في عشقه مجنون
وهل على مثلي من باس
…
إن هام بالقد المياس
مثل القمر أبيض أزهر
…
بعارض كالآس أخضر من تاه في عشقه يعذر
لو باس قارون ذاك الآس
…
هون على قلبو الإفلاس
دعنا نلذ العيش دعنا
…
مع رفقة جازوا المعنى فأعقل الناس من غنى
كش البهار (8) واصمي (9) بالطاس
…
ولا تقف مع قول الناس
(1) المعنى: نقول لمن لقينا: يا سيدي أعط الدراويش من نورك فإنهم غرباء هائمون على وجوههم. (سر كردان مستذلون، أفاقون، هائمون) .
(2)
ر: الاعلاس، والمعنى وقت الغلس.
(3)
الشيرق: زيت الشيرج (السيرج) .
(4)
ر: الحلاس؛ والجلاس: القنديل (دوزي أخذ سيرج للجلاس وزيت للسراج) .
(5)
كذا في ر؛ وفي المطبوعة: فسا، وهو أنسب للمعنى.
(6)
كذا في ر؛ وفي المطبوعة: اسمي.
(7)
كشيح: لعله يعني أهيف الكشح.
(8)
في المطبوعة: النهار.
(9)
الصمي: الشرب؛ وفي القصيدة الساسانية (اليتيمة 3: 359) وما ننفك من صمي.
وأما قصيدته الدبدبية فإنها غاية وهي طويلة جداً ذكر فيها فنون وأولها:
أي دبدبه تتدبدبي
…
أنا علي بن المغربي
تأدبي ويحك في
…
حق أمير الأدب
وأنت يا بوقاته
…
تألفي تركبي
وأنت يا سناجقي
…
يوم الوغى ترتبي
وأنت يا عساكري
…
يوم اللقا تأهبي
ها قد ركبت للمسي
…
ر في البلاد فاركبي
ها قد برزت فاركبي
…
في ألف ألف مقنب
أنا الذي أسد الشرى
…
في الحرب لا تحفل (1) بي
إذا تمطيت وفرقع
…
ت عليهم ذنبي
أنا الذي كل الملو
…
ك ليس تخشى غضبي
فمن رأى للهذيا
…
ن موكباً كموكبي
أنا امرؤ أنكر ما
…
يعرف أهل الأدب
ولي (2) كلام نحوه
…
لا مثل نحو العرب
لكنه منفرد
…
بلفظه المهذب
يصافع الفراء في ال
…
نحو بجلد ثعلب
ويقصد التثليث في
…
نتف سبال قطرب
وإن سألت مذهبي
…
فمذهبي المجرب
آكل ما يحصل لي
…
ورغبتي في الطيب (3)
وأشرب الماء ولا
…
أرد ماء العنب
(1) ر: تجفل، وأثبت ما ورد عند الزركشي.
(2)
ر: مولى، والتصويب عن الزركشي.
(3)
الزركشي: الطلب.