الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا زماني (1) أبو جهل وذا جربي
…
أبو معيط وذا قلبي أبو لهب وأنشدني لنفسه وقد بلغه أن الملك الأشرف أعطى الحلي سيفاً محلى فتقلد به وتشبه بالحيص بيص:
تقلد راجح الحلي سيفاً
…
محلى واقتنى سمر الرماح
وقال الناس فيه فقلت كفوا
…
فليس عليه في ذا من جناح
أيقدر أن يغير على القوافي
…
وأموال الملوك بلا سلاح وقال أيضاً:
لي على الريق كل يوم ركوب
…
في غبار أغص منه بريقي
أقصد القلعة السحوق كأني
…
حجر من حجارة المنجنيق
فدوابي تحفى وجسمي يضني
…
هذه قلعة على التحقيق 368 (2)
"
ابن الذروي
"
علي بن يحيى، القاضي الوجيه المعروف بابن الذروي؛ شاعر مجيد، وكانت وفاته بالديار المصرية سنة "
…
" (3) ومن شعره:
جن به العاذل لما رآه
…
وعاد يستعذر مما جناه
(1) في المطبوعة: زمان، والتصويب عن الزركشي.
(2)
الخريدة (قسم مصر) 1: 187 وذكر المحقق هنالك أن له ترجمة في المغرب لابن سعيد (قسم مصر) 2: 170 (من نسخة دار الكتب المصرية) وابن سعيد ينقل عن كتاب السيل والذيل للعماد وعن ديوان ابن الذروي، وانظر كتاب الروضتين 2: 27 والزركشي: 234 وصفحات متفرقة من بدائع البدائه؛ وبقي جزء يسير من هذه الترجمة في ر.
(3)
بياض في المطبوعة، وكذلك عند الزركشي، وذكر محقق الخريدة أنه توفي سنة 577.
أتاه كي يهدي إلى سلوة
…
عنه فضل العقل منه وتاه
وهل يطيع القلب تقييده
…
وقد عصى لما نهته نهاه
الحب بالكتمان عقل فإن
…
تجد به وشاه قول الوشاه
وما على العاذل من مغرم
…
شفاؤه ما ضمنته الشفاه
هويته كالروض في حسنه
…
إذا رضيت بالوصف مني حلاه
ينور وجهاً وابتساماً، فما
…
نعرف منه الثغر لولا لماه
إن لم يكن بدراً على بانه
…
فإن بين المنظرين اشتباه
أنكر من قتلي ألحاظه
…
منه دماً تعرفه وجنتاه
وشفني سقماً فما ضره
…
لو أبرأ السقم الذي قد براه وقال أيضاً:
ألم وطرف النجم قد كاد يغمض
…
خيال إذا دب الكرى يتعرض
سرى لي من أقصى الشآم وبيننا
…
فياف على الساري تطول وتعرض
هدته من الأشواق نار دخانها
…
هموم عليه صبغة الليل تنفض
وأداه للعشاق دمع تقطرت
…
مرائرنا في مائه فهي عرمض
له الله من طيف متى ذقت هجعة
…
أتتني به خيل الأماني تركض
يواصلني عمن هو الدهر هاجر
…
ويقبل لي عمن هو الدهر معرض
وما شاقني إلا تألق بارق
…
أرقت له والجو بالصبح يحرض
وللغيم مسك في ذرانا مطبق
…
وللطل كافور لدينا مرضرض
وقد أشرب الصهباء من كف شادن
…
حلاه على شرب المدام تحرض
يروقك خد منه للثم أحمر
…
ويصيبك (1) ثغر منه للرشف أبيض
فللحسن من هذا شقيق مذهب (2)
…
وللطيب من ذا أقحوان مفضض
(1) المطبوعة: نصيبك، والتصويب عن الزركشي.
(2)
المطبوعة: مهذب، وما أثبته عن الزركشي.
وندمان صدق قد بلوت وكلهم
…
لودك يصفي أو لنصحك يمحض وقال أيضاً:
يا بان إن كان سكان الحمى بانوا
…
ففيض شاني له في إثرهم شان
ويا حمائم إن سجعت مسعدة
…
فلي على دوحة الأشواق ألحان
أبكي الأحبة أو أبكي منازلهم
…
فإن مضى ذكر نعمى قلت نعمان
قد كان في تلك أوطار نعمت بها
…
ولت كما كان من هاتيك أوطان
من لي بأقمار أنس في دجى طرر
…
أفلاكها العيس والأبراج أظعان
تلك القدود مع الأرداف إن خطرت
…
ما القضب قضب ولا الكثبان كثبان
سقوا من الحسن ماء واحداً فبدا
…
منهم لنا غير صنوان وصنوان
يا يوم توديعهم ماذا به ظفرت
…
عيني من الحسن لو والاه إحسان
جئنا فولى بها الإعراض من حذر
…
فكيف لم تتلفت وهي غزلان
من كل قانية الخدين ناهدة
…
لو كان للضم أو للثم إمكان
يدل على وجنتيها الجلنار على
…
أن الذي حاز منها الصدر رمان
كم طرت شوقاً إليها في الرياح صنى
…
فظن بلقيس وافاها سليمان وقال أيضاً:
ما بين وجهك والهلال سوى
…
أن الأهلة لا تميت هوى
لله منظر من كلفت به
…
ماذا من الحسن البديع حوى
والنجم منه إذا هوى وروى
…
ما ضل مثلي عاشق وغوى
ما الغصن هزته الجنوب إذا
…
ما السكر هز قوامه ولوى
لام العذول وقد رآه وكم
…
عاو على البدر المنير عوى
يا من غدا بنواه يوعدني
…
ليكن عقابك لي بغير نوى
انظر إلى جسمي يذوب ضنى
…
وانظر تجد قلبي يفت جوى وقال من أبيات:
أنت المنى والمنايا للأنام فإن
…
أردت آمن قلوب الناس أو أخف
قال العواذل كم تعنى به أسفاً
…
فقلت: يا أسفي إن حلت عن أسف
يا من تعطفت الصدغان منه على
…
ذلي وما قلبه القاسي بمنعطف
إن كان عندك عدوى كل ذي جنف
…
فإن كان عندي بلوى كل ذي دنف
أقول والفجر قد لاحت بشائره
…
والجو قد كاد (1) يكسى حلة السدف
والليل خلف عصا الجوزاء من خور
…
فذاك في عمره للشيب والخرف
راهنت يا نجم جفني في السهاد وقد
…
بدا بأجفانك التسهيد فاعترف ودخل الوجيه ابن الذروي إلى الحمام ومعه ابن وزير الشاعر، فقال ابن وزير (2) :
لله يومي بحمام نعمت بها (3)
…
والماء ما بيننا من حوضها جاري
كأنه فوق شفاف الرخام ضحى
…
ماء يسيل على أثواب قصار فقال ابن الذروي:
وشاعر أوقد الطبع الذكي (4) له
…
فكاد يحرقه من فرط إذكاء
أقام يعمل أياماً قريحته (5)
…
وشبه (6) الماء بعد الجهد بالماء ولابن الذروي في الحمام:
إن عيش الحمام أطيب عيش (7)
…
غير أن المقام فيه قليل
(1) المطبوعة: كان؛ والتصويب عن الزركشي.
(2)
انظر بدائع البدائه: 259 - 260؛ وابن خلكان وابن وزير هو النجيب هبة الله بن وزير؛ الخريدة - قسم مصر - 2: 143.
(3)
البدائع: به.
(4)
البدائع: الذكاء.
(5)
البدائع: يجهد
…
رويته.
(6)
البدائع: وفسر.
(7)
البدائع: عيش هني.