الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضاً:
سريت من السواد إلى السويدا
…
مسير البدر في طرفي وقلبي
قضيت من النوى وطراً وها قد
…
قضيت - لك البقا - في البعد نحبي وقال في موسى بن يغمور (1) :
لك الله يا موسى فأنت محمد ال
…
صفات وفكري فيك حسان مدحه
إذا ما دجا ليل من الخطب مظلم
…
فمن يداك البيضاء إسفار صبحه وكتب إلى صديق له يدعى الصدر:
ما زلت في بعد وقرب
…
صباً إليك وأي صب
حزت القلوب بأسرها
…
والصدر موضع كل قلب وقال أيضاً " فيه ":
وتوسوست باشتياقي إلى الصد
…
ر وما زال موضع الوسواس 459 (2)
شمس الدين ابن العفيف التلمساني
محمد بن سليمان بن علي، شمس الدين ابن الشيخ عفيف الدين التلمساني؛ قال القاضي شهاب الدين ابن فضل الله في حقه: نسيم سرى، ونعيم جرى،
(1) المطبوعة: يوسف بن يعفور؛ وهو خطأ.
(2)
الوافي 3: 129 والزركشي: 280 والشذرات 5: 405 والبداية والنهاية 13: 326 والنجوم الزاهرة 8: 29 وقد نشر ديوانه مرات، والاشارة هنا إلى طبعة النجف 1967 بعناية الأستاذ شاكر هادي شكر؛ وهذه الترجمة من التراجم القليلة التي فارق فيها المؤلف الاعتماد على الوافي.
وطيف لا بل أخف موقعاً منه في الكرى، لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب، رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربي، وفي كمائم رياضهم حبي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر، لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت، ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره، ولا من إحسانها إلا تشكره، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر، وولع به كل ذاكر، وعاجله أجله فاخترم، وحرم أحباه لذة الحياة وحرم.
فمن شعره (1) :
بلا غيبة للبدر وجهك أجمل
…
وما أنا فيما قلته متجمل
ولا عيب عندي فيك لولا صيانة
…
لديك بها كل امرئ يتبذل
لحاظك أسياف ذكور فما لها
…
كما زعموا مثل الأرامل تغزل
وما بال برهان العذار مسلماً
…
ويلزمه دور وفيه تسلسل
وعهدي أن الشمس بالصحو آذنت
…
فما بال سكري من (2) محياك يقبل
كأنك لم تخلق لغير نواظر
…
تسهدها وجداً وقلباً تعلل
حبيبي ليهن الحسن أنك حزته
…
ويهن فؤادي أنه لك منزل
(1) الديوان: 199.
(2)
الوافي: وسكري أراه في.
إذا كنت ذا ود صحيح فلم يكن
…
يضرني العذال حيث تقولوا
رأوا منك حظي في المحبة آخراً
…
لذا حرفوا عني الحديث وأولوا وقال أيضاً (1) :
بعينيك هذي الفاترات التي تسبي
…
يهون علي اليوم يا حبي
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً
…
وحقك يا روحي سكرت بلا شرب
وإن هز عطفيك الصبا متمايلاً
…
أضاع الهوى نسكي وغيبت عن لبي
فدعني وهذا الخد أعصر في فمي
…
عناقيد صدغيه وحسبي به حسبي
لو أن تجار اللؤلؤ الرطب شاهدوا
…
ثناياك ما عنوا على اللؤلؤ الرطب
أيا ساقي الكاس الذي زاده خده
…
عليها احمراراً عد بالكاس عن صحبي
وما ذاك بخلاً بالمدام وإنما
…
إذا حلت لم آمن عليهم من السلب
وبالله قل لي أيها الظبي كيف قد
…
تعلمت صيد الأسد في شرك الهدب
وماذا الذي قد بعت فاسترهنت به
…
لديك الربى رهناً كثيباً من الكثب
فخذ قصة الشكوى من الأعين التي
…
نفيت لذيذ النوم عنها بلا ذنب
ولا تعتبن صباً تهتك ستره
…
عليك فهتك الستر أليق بالصب وقال أيضاً (2) :
أعز الله أنصار العيون
…
وخلد ملك هاتيك الجفون
وضاعف بالفتور لها اقتداراً
…
وإن تك أضعفت عقلي وديني (3)
وأبقى دولة الأعطاف فينا
…
وإن جارت على القلب الطعين
وأسبغ ظل ذاك الشعر يوماً
…
على قد به هيف الغصون
وصان حجاب هاتيك الثنايا
…
وإن ثنت الفؤاد إلى شجون
(1) الديوان: 71:
(2)
الديوان: 277.
(3)
الديوان: وجدد نعمة الحسن المصون.
وقال أيضاً (1) :
أسير ألحاظ لخد (2) أسيل
…
كليم أحشاء لطرف كليل
في حب من حظي كشعر له
…
لكن قصير ذا وهذا طويل
ليس خليلاً لي ولكنه
…
أضرم (3) في الأحشاء نار الخليل
يا ردفه جرت على خصره
…
رفقاً به ما أنت إلا ثقيل وقال أيضاً (4) :
في غزلي من لحظ ذاك الغزال
…
أخبار صب قتلته النبال
غصن سقته أدمعي ثم ما
…
أثمر لما مال إلا الملال
حل ثلاثاً يوم حمامه
…
ذوائباً تعبق منها الغوال
فقلت والقصد ذؤاباته
…
يا سهري في ذي الليالي الطوال وقال أيضاً (5) :
لم أنس لما زارني مقبلاً
…
أولاني الوصل وما ألوى
وقعت بالرشف على ثغره
…
وقع المساطيل على الحلوى (6) وقال أيضاً (7) :
رأى رضاباً عن تسل
…
يه أولو العشق سلوا
ما ذاقه وشاقه
…
هذا وما وكيف لو
(1) الديوان: 235.
(2)
الوافي: أجفان بخد؛ الديوان: بخد.
(3)
الوافي: يضرم.
(4)
الديوان: 234.
(5)
الديوان: 286.
(6)
الوافي: حلوى.
(7)
الديوان: 287 نقلاً عن الفوات.
وقال (1) :
يا من أطال التجني
…
وقد أسا في التوخي
أسرفت تيهاً وعجباً
…
وكثرة الشد يرخي وقال أيضاً (2) :
بحق هذي الأعين الساحرة
…
وحسن هذي الوجنة الزاهره
خف في الهوى إثمي يا قاتلي
…
فاليوم دنيا وغداً آخره
قلبي مصر لك ما باله
…
قد ذاب من أخلاقك القاهره وقال أيضاً (3) :
أحلى من الشهد من هويت وكم
…
شقت (4) به في الهوى مرارات
وكيف لا تستطاب ريقته
…
وثغره سكر سنينات وقال أيضاً (5) :
يا خاله خضرة بعارضه
…
حرستها عن متيم مغرى
كف عن العاشقين مقتصرا
…
هل أنت إلا حويرس الخضرا وقال أيضاً (6) :
مثل الغزال نظرة ولفتة
…
ممن ذا رآه مقبلاً ولا افتتن
أعذب خلق الله ثغراً وفماً
…
إن لم يكن أحمق بالحسن فمن
(1) الديوان: 89 عن الفوات والوافي.
(2)
الديوان: 128.
(3)
الديوان: 75.
(4)
الوافي: فتت.
(5)
الديوان: 125.
(6)
الديوان: 280.
في ثغره وخده وشكله (1)
…
الماء والخضرة والوجه الحسن وقال أيضاً (2) :
حللت بأحشاء لها منك قاتل
…
فهل أنت فيها نازل أو منازل
أرى الليل مذ حججت ما حال لونه
…
على أنه بيني وبينك حائل
أيسعدني يا طلعة البدر طالع
…
ومن شقوتي خط بخديك نازل
شطر ولو أن قساً واصف منك وجنة
…
لأعجزه نبت بها وهو باقل على كل أمر منك عون فربما يعين الذي أبلى بما أنت فاعل
وبي ساحر باللحظ للخد حارس
…
وذابل أعطاف لدمعي نازل
وشعر كليلي كان طولاً فما له
…
قصير كحظي هل لذاك دلائل
نعم قد تناهى في الغرام تطاولاً
…
" وعند التناهي يقصر المتطاول " وقال أيضاً (3) :
ما بين هجرك والنوى
…
قد ذبت فيك من الجوى
وحياة وجهك لا سلا
…
عنك المحب ولا نوى
يا فاتني بمعاطف
…
سجدت لها قضيب اللوى
يا من حكى بقوامه
…
قد القضيب إذا التوى
ما أنت عندي والقضي
…
ب اللدن في حال سوا
هذاك حركه الهوا
…
ء وأنت حركت الهوى وقال أيضاً (4) :
تمشى بصحن الجامع اليوم شادن
…
على قده أغصان بان النقا تثني
(1) الوافي: وصدغه.
(2)
الديوان: 200.
(3)
الديوان: 285.
(4)
الديوان: 276.
فقلت ولد لاحت عيه حلاوة
…
ألا فانظروا هذي الحلاوة في الصحن وقال أيضاً (1) :
بدا وجهه من فوق أسمر قده
…
وقد لاح من ليل الذوائب في جنح
فقلت عجيباً كيف لم يذهب الدجى
…
وقد طلعت شمس النهار على رمح وقال أيضاً (2) :
وهل فيه من شيء أن طرفه
…
لكل فؤاد في البرية صائد
وأن محياه إذا قابل الدجى
…
أضاء به جنح من الليل راكد
فكم يتجافى خصره وهو ناحل
…
وكم يتحالى ريقه وهو بارد
وكم يدعي صوناً وهذي جفونه
…
بفترتها للعاشقين مواعد وقال أيضاً (3) :
للعاشقين بأحكام الغرام رضى
…
فلا تكن في الهوى بالعذل معترضا
روحي الفداء لأحبابي وإن نقضوا
…
عهد الوفي الذي للعهد ما نقضا
قف واستمع سيرة الصب الذي قتلوا
…
فمات في حبهم لم يبلغ الغرضا
رأى فحب فرام (4) الوصل فامتنعوا
…
فرام صبراً فأعيا نيله فقضى وقال أيضاً موشح (5) :
بدر عن الوصل في الهوى عدلا
…
مالي عنه إن جار أو عدلا مذهب مترك اللحظ لفظه خنث
…
(1) الديوان: 86.
(2)
الديوان: 91.
(3)
الديوان: 158.
(4)
الديوان: فسام.
(5)
الديوان: 293.
إليه تصبو الحشا وتنبعث
…
أشكو إليه وليس يكترث
…
دعا فؤادي بأن يذوب قلى
…
الموت والله إذ دعا وقلى أقرب لم يبق لي مقلة ولا كبد
…
والقلب فيه أودى به الكمد
…
وليس يلفى لهجره أمد
…
لا تعجبوا أن غدوت محتملا
…
لكن قلبي إن كان عنه سلا أعجب بالحسن كل العقول قد نهبا
…
والحزن كل القلوب قد وهبا
…
شمس ولكنني لديه وهبا
…
فانظر لذاك القوام كيف جلا
…
غصن وكم بالجمال منه جلا غيهب وقال ذوبيت (1) :
قاسيت بك الغرام والهجر سنين
…
ما بين بكاء وأنين وحنين
أرضيك ولا تزداد إلا غضباً
…
الله كما أبلى بك القلب يعين وقال أيضاً (2) :
يا من بفؤادي نار وجدي غادر
…
من قاس إليك حسنه من فاخر
لا تخش إذا ما قيل هذا حسن
…
عن غيرك فالشيخ غداً شيء آخر وقال أيضاً (3) :
(1) الديوان: 280.
(2)
الديوان: 145.
(3)
الديوان: 284.
يا من غدت القلوب في حكم (1) يديه
…
ذا صبك كم تهدي تجنيك إليه
عذل وتسهيد ووجد وقلى
…
ما تم على الكلاب (2) ما تم عليه وقال أيضاً (3) :
لا تعتقدوا عذاره الفتان (4)
…
قد وشح ورد الخد بالريحان
ذا خالقه قد خط في وجنته
…
لاماً كتبت بالقلم الريحاني وقال أيضاً (5) :
يا ممرض جسم صبه بالتيه (6)
…
أوردت فؤاده بحار التيه
لا يطلب مضنى مغرم فيه سوى
…
إبلاغ حويجة له في فيه وقال أيضاً (7) :
كم يشمت بي في حبك العذال
…
كم يكثر فيك القيل بي والقال
والصبر بكل حالة أليق بي
…
أحتاج أداريك ويمشي الحال وقال أيضاً (8) :
إن صد وراح (9) للجفا يعتمد
…
أو زال وداده الذي أعتقد
فالأمر له وما عليه حرج
…
لا يدخل بينه وبيني (10) أحد
(1) الديوان: طوع.
(2)
الديوان: العشاق.
(3)
الديوان: 274.
(4)
كذا هو أيضاً في الديوان.
(5)
الديوان: 283
(6)
الديوان: يا ممرض ضبه بكثر التيه.
(7)
الديوان: 211.
(8)
الديوان: 92.
(9)
الديوان: وأضحى.
(10)
المطبوعة: بيني وبينه.
وقال أيضاً (1) :
وقد أصبح آخر الهوى أوله
…
فالعاذل في هواك ما لي وله
بالله عليك خل ما أوله
…
وارحم دنفاً حشو حشاه وله وكانت وفاة شمس الدين المذكور في شهور سنة ثمان وثمانين وستمائة بدمشق، وكان مولده بالقاهرة في عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وستين وستمائة.
ورثاه والده الشيخ عفيف الدين وذكر أخاه أيضاً (2) :
ما لي بفقد المحمدين يد
…
مضى أخي ثم بعده الولد
يا نار قلبي وأين قلبي أو
…
يا كبدي لو يكون لي كبد
يا بائع الموت مشتريه أنا
…
فالصبر ما لا يصاب والجلد
أين البنان التي إذا كتبت
…
وعاين الناس خطها سجدوا
أين الثنايا التي إذا ابتسمت
…
أو نطقت لاح لؤلؤ نضد
ما فقدتك الإخوان (3) يا ولدي
…
وإنما شمس أنسهم (4) فقدوا
محمد يا محمد عدداً
…
وما لما ليس ينتهي عدد " منها "(5) :
ماذا على الغاسلين إذ قرب الأم لاك منه لو أنهم بعدوا
قد حملت نفسه العلوم إلى ال فردوس والنعش فوقه الجسد
أبكيت خالاتك الضواحك من قبل وما صفاتك النكد
بي كبر مسنى وأمك قد شاخت فمن أين لي يرى ولد
وهبه قد كان لي فمثلك لا يرجى وأين الزمان والأمد
(1) الديوان: 281.
(2)
الوافي: 135.
(3)
الوافي: الأقران.
(4)
الوافي: أفقهم.
(5)
زيادة من الوافي.