الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
474 -
(1)
ابن حواري الحنفي
محمد بن عبد المنعم بن نصر الله بن جعفر بن أحمد بن حواري، الشيخ تاج الدين أبو المكارم التنوخي المعري الأصل الدمشقي الحنفي، ويعرف بابن شقير، الأديب الشاعر؛ ولد سنة ست وستمائة، وهو أخو المحدث الأديب نصر الله، وكانت وفاة تاج الدين سنة تسع وستين وستمائة.
ومن شعره:
ما ضر قاضي الهوى العذري حين ولي
…
لو كان في حكمه يقضي علي ولي
وما عليه وقد صرنا رعيته
…
لو أنه مغمد عنا ظبا المقل
يا حاكم الحب لا تحكم بسفك دمي
…
إلا بفتوى فتور الأعين النجل
ويا غريم الأسى الخصم الألد هوى
…
رفقاً علي فجسمي في هواك بلي
أخذت قلبي رهناً يوم كاظمة
…
على بقايا دعاو للهوى قبلي
ورمت مني كفيلاً بالأسى عبثاً
…
وأنت تعلم أني بالغرام ملي
وقد قضى حاكم التبريج مجتهداً
…
علي بالوجد حتى ينقضي أجلي
لذا قذفت شهود الدمع فيك عسى
…
أن الوصال بجرح الجفن يثبت لي
لا تسطون بعسال القوام على
…
ضعفي فما آفتي إلا من الأسل
هددتني بالقلى حسبي الجفا وكفى
…
" أنا الغريق فما خوفي من البلل " وقال أيضاً:
أما الوفاء فشيء ليس يتفق
…
من بعد ما خنت يا قلبي بمن أثق
أغراك طرفي بما أغراك من فتن
…
حتى سبتك القدود الهيف والحدق
(1) الوافي 4: 47 والزركشي: 290 والجواهر المضية 2: 85 والنجوم الزاهرة 7: 233.
وقد تشاركتما في فتح باب الهوى
…
سدت على سلوتي من دونه الطرق
سعيتما في دمي بغياً فيا لكما
…
لفرط بغيكما التبريح والأرق
حتام لا ترعوي يا قلب ذب كمداً
…
فحسبك المزعجان الشوق والقلق (1)
تبيت (2) صباً كئيباً نهب جند هوى
…
لا قاتلي بك طول الدهر معتلقي
طوراً بنجد وأحياناً بكاظمة
…
وتارة لك يبدو بالحمى علق
وكل يوم تعنيني إلى أمل
…
من دونه المرهفات البيض تمتشق
أبكي لكي تنطفي من أدمعي حرقي
…
وكلما فاض دمعي زادت الحرق
وكنت أشكو ولي صبر ولي رمق
…
فكيف حالي ولا صبر ولا رمق وقال أيضاً:
وغزال سبا فؤادي منه
…
ناظر راشق وقد رشيق
ريقه رائق السلافة والثغ
…
ر حباب وخده الراووق
حل صدغيه ثم قال أفرق
…
بين هذين؟ قلت فرق دقيق وقال أيضاً:
واحيرة القمرين منه إذا بدا
…
وإذا انثنى يا خجلة الأغصان
كتب الجمال ويا له من كاتب
…
سطرين من خديه بالريحان " ي " وكان تاج الدين يلقب بالهدهد، فأعطاه الملك الناصر ضيعة على نهر ثورا (3) ، فحسده جماعة وسعوا على إخراجها من يده، فكتب إلى الملك الناصر:
ما قدر داري في البناء فسعيهم
…
في هدمها قد زاد في مقدارها
(1) المطبوعة: والأرق.
(2)
المطبوعة: لقيت.
(3)
المطبوعة: نورا؛ وهو خطأ.