الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونخلي الضرب والطع
…
ن لأشلاء وهام
لشقي قال قد طا
…
ل عن الحرب فطامي 393 (1)
فضل الشاعرة
فضل جارية المتوكل، الشاعرة؛ كانت من مولدات اليمامة (2) ، ولم يكن في زمانها امرأة أفصح منها ولا أشعر، توفيت سنة ستين ومائتين. قال لها يوماً علي بن الجهم (3) :
لاذ بها يشتكي إليها
…
فلم يجد عندها ملاذا فقال لها المتوكل: أجيزي، فقالت:
ولم يزل ضارعاً إليها
…
تهطل أجفانه رذاذا
فعاتبوه فزاد عشقاً
…
فمات وجداً فكان ماذا وقال ابن المعتز (4) : كانت تهاجي الشعراء، ويجتمع عندها الأدباء، ولها في الخلفاء والملوك مدائح كثيرة، وكانت تتشيع وتتعصب لأهل مذهبها وتقضي حوائجهم بجاهها عند الملوك والأشراف. وعشقت سعيد بن حميد، وكان من أشد الناس نصباً وانحرافاً عن آل البيت رضي الله عنهم، وكانت
(1) طبقات ابن المعتز: 426 والمنتظم 5: 6 والأغاني 19: 257 والزركشي: 246؛ والترجمة في ر.
(2)
الأغاني: من مولدات البصرة، وكانت أمها من مولدات اليمامة.
(3)
الأغاني: 271.
(4)
الطبقات: 426 ولم يذكر أنها كانت تهاجي الشعراء.
فضل نهاية في التشيع، فلما هويته انتقلت إلى مذهبه، ولم تزل على ذلك إلى أن توفيت، ومن قولها فيه (1) :
يا حسن الوجه سيء الأدب
…
شبت وأنت الغلام في الأدب
ويحك أن القيان كالشرك ال
…
منصوب بين الغرور والكذب
بينا تشكى إليك إذ خرجت
…
من لحظات الشكوى إلى الطلب
فلحظ هذا ولحظ ذاك وذا
…
لحظ محب بعين مكتسب قال أبو الفرج الأصفهاني (2) : حدثني جعفر بن قدامة قال، حدثني سعيد ابن حميد قال: قلت لفضل الشاعرة أجيزي:
من لحب أحب في صغره
…
فقالت غير متوقفة:
فصار أحدوثة على كبره
…
فقلت:
من نظر شفه وأرقه
…
فقالت:
وكان مبدا هواه من نظره
…
لولا الأماني لمات من كمد
…
مر الليالي يزيد في فكره
ليس له مسعد يساعده
…
بالليل في طوله وفي قصره ومن شعرها:
قد بدا شبهك يا مو
…
لاي في جنح الظلام
(1) قالت هذه الأبيات عندما بلغها أن سعيد بن حميد عشق إحدى القيان.
(2)
لم ترد هذه الرواية في ترجمة ((فضل)) في الأغاني.
فانتبه نقض لبانا
…
ت اعتناق والتثام
قبل أن تفضحنا عو
…
دة أرواح النيام وألقى عليها يوماً أبو دلف العجلي:
قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم
…
أشهى المطي إلي ما لم يركب
" كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة
…
من بين حبة لؤلؤ لم تثقب " (1) فقالت تجيبه:
إن المطية لا يلذ ركوبها
…
ما لم تذلل بالزمام وتركب
والحب ليس بنافع أربابه
…
ما لم يؤلف بالنظام ويثقب قال علي بن الجهم (2) : كنت يوماً عند فضل، فلحظتها لحظة استرابت بها فقالت:
يا رب رام حسن تعرضه
…
يرمي ولا يشعر أني غرضه فقلت مجيباً لها:
أي فتى لحظك ليس يمرضه
…
وأي عقد محكم لا ينقضه فضحكت وقالت: خذ في غير هذا.
ويوم أهديت إلى المتوكل قال لها: أشاعرة أنت؟ فقالت: كذا يزعم من باعني واشتراني، فضحك المتوكل وقال: أنشدينا شيئاً من شعرك فأنشدته:
استقبل الملك إمام الهدى
…
علم ثلاث وثلاثينا
خلافة أفضت إلى جعفر
…
وهو ابن سبع بعد عشرينا
إنا لنرجو يا إمام الهدى
…
أن تملك الدنيا ثمانينا
لا قدس الله امرءا لم يقل
…
عند دعائي لك آمينا
(1) لم يرد في ر.
(2)
الأغاني 19: 262 وديوان ابن الجهم: 153.