الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال (1) :
جعلت مهجتي الفداء لغصن
…
إن تثنى تثنى القلوب إليه
كلما لاح وجهه في مكان
…
كثرت زحمة العيون عليه وقال (2) :
قطع قلبي بمدية التيه
…
وذر من ملح صده فيه
ولفه في رقاق جفوته
…
وقطع البقل من تجنيه
وقال لي كل فقلت آكل ما
…
أمرض قلبي به وأوذيه؟! وقال (3) :
نحن المحاسن في الدنيا إذا سفرت
…
حتى إذا ابتسمت كنا ثناياها
عصابة ما رأى جيد الزمان له
…
قلائداً هي أبهى من سجاياها
لم يخلق الله شيئاً قط أكثر من
…
حاجات قصادها إلا عطاياها 339 (4)
نجم الدين القحفازي
علي بن داود بن يحيى بن كامل بن يحيى بن جبارة بن عبد الملك، ينتهي نسبه إلى الزبير بن العوام، الشيخ الإمام الفريد الكامل، نجم الدين أبو الحسن ابن
(1) الديوان: 293 والمغرب: 248.
(2)
المغرب: 249.
(3)
المغرب: 249.
(4)
الزركشي: 232 والدرر الكامنة 3: 116 وبغية الوعاة: 337 والبداية والنهاية 14: 214 والدارس 1: 548 وذيل العبر: 245 (وفيات 245) وتاريخ أبي الفدا 4: 142 (القحفيزي) ؛ ووردت في ر.
القاضي عماد الدين القرشي القحفازي، شيخ أهل دمشق في عصره خصوصاً في العربية؛ قرأ عليه الطلبة وانتفع به الجماعة، وله النظم والنثر والكتابة المليحة الفائقة، وله التنديب الحلو والنوادر الظريفة والحكايات المطبوعة.
سمعته يوماً يقول لمنصور الكتبي رحمه الله تعالى: يا شيخ منصور، هذا أوان الحجاج، اشتري لك منهم مائتي جراب وارميها خلف ظهرك إلى وقت موسمها تكسب فيها جملة، فقال: والله الذي يشتغل عليك في العلم يحفظ حرافاً قدره عشر مرات.
وأنشد يوماً للجماعة الذين يشتغلون عليه لغزاً وهو:
يا أيها الحير الذي
…
علم العروض به امتزج
أبن لنا دائرة
…
فيها بسيط وهزج ففكر الجماعة زماناً، فقال واحد منهم: هذه الساقية، فقال: دورت فيها زماناً حتى ظهرت لك، يريد أنه ثور يدور في الساقية.
وقيل إنه لما عمر الأمير سيف الدين تنكز، رحمه الله تعالى، الجامع الذي له بدمشق المحروسة عينوا له شخصاً من الحنفية يلقب بالكشك ليكون خطيباً، فلما كان يوماً وهو يمشي في الجامع أجروا له ذكر الشيخ نجم الدين القحفازي وذكر فضائله، وأنه في الحنفية مثل الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني في الشافعية، فأحضره وتحدثا، ثم قال له وهم في الجامع يمشون: إيش تقول في هذا الجامع، فقال: مليح وصحن مليح، ولكن ما يليق أن يكون فيه كشك؛ فأعجب ذلك الأمير سيف الدين تنكز ورسم له بخطابة الجامع المذكور، ثم بعد مدة رسم له بتدريس الركنية فباشرها مديدة ثم نزل عنها وقال: لها شرط لا أقوم به، ومعلومها في الشهر جملة، تركه تورعاً.
وكان يعرف الاسطرلاب جيداً ويحل التقاويم، وكان فريد عصره، وكان يشغل في مذهب الحنفي، وفي " مختصر ابن حاجب " وفي " الحاجبية " و " المقرب "
ويعرفهما جيداً إلى الغاية، وفي " ضوء المصباح " وغيره من كتب المعاني والبيان. مولده ثالث عشر جمادى الأولى سنة ثمان وستين وستمائة، ووفاته في شهور سنة أربع وأربعين وسبعمائة؛ ومن شعره في جارية اسمها قلوب:
عاتبني في حبكم عاذل
…
يزعم نصحي وهو فيه كذوب
وقال ما في قلبك اذكره لي
…
فقلت في قلبي المعنى قلوب وقال في مليح نحوي:
أضمرت في القلب هوى شادن
…
مشتغل في النحو لا ينصف
وصفت ما أضمرت يوماً له
…
فقال لي المضمر لا يوصف ولما ظفر قازان سنة تسع وتسعين وستمائة ثم جاء في سنة اثنتين وسبعمائة فكسر، وقازان اسم القدر، فقال الشيخ نجم الدين:
لما غدا قازان فخاراً بما
…
قد نال بالأمس وأغراه البطر
جاء يرجي مثلها ثانية
…
فانقلب الدست عليه فانكسر وقال عند قدوم الحاج، وأنشدت بدار الحديث الأشرفية:
يا نياق الحجيج لا ذقت سهداً
…
بعدها ولا شممت خدا
لا فدينا سواك بالروح منا
…
أنت أولى من بات بالروح يفدى
يا بنات الذميل كيف تركتن
…
شعاب الغضا وسلع ونجدا
مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلاً
…
بوجوه رأت معالم سعدى ولم ذهب بدر الدين ابن بصخان (1) مع الجفال إلى مصر أقام هناك فكتبت إليه:
(1) المطبوعة: نصحاف، وفي السلوك (2: 638) : والمقرئ بدر الدين محمد بن أحمد بن نصحان الدمشقي شيخ القراء بها توفي سنة 743 عن خمس وسبعين سنة؛ وأثبته الجزري (2: 57) بصخان، وقال إنه كان ممن انجفل بعد قازان سنة سبعمائة إلى مصر وأقام بها ست سنين؛ وضبطه الصفدي (الوافي 2: 159) بفتح الباء الموحدة وسكون الصاد المهملة وبعد الخاء المعجمة ألف ونون، وله ترجمة في بغية الوعاة: 8 والدرر الكامنة 3: 398، وورد الاسم صحيحاً في ر. 2 كذا في ر.