الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
462 -
(1)
شرف الدين ابن الوحيد
محمد بن شريف بن يوسف، الكاتب شرف الدين بن الوحيد صاحب الخط الفائق والنظم والنثر؛ كان تام الشكل حسن البزة موصوفاً بالشجاعة متكلماً بعدة ألسن، يضرب المثل بحسن كتابته. توفي سنة إحدى عشرة وسبعمائة وقد شاخ.
سافر إلى العراق واجتمع بياقوت المجود، وكان قد اتصل بخدمة بيبرس الجاشكنير، وكتب له أجزاء ختمة في سبعة أجزاء بليقة ذهب بقلم الثلث في قطع البغدادي (2) ، دخل فيها جملة من الذهب أعطاها له الجاشكنير (3) ألف وستمائة دينار أو ألف وأربعمائة دينار، دخل الختمة ستمائة دينار وأخذ الباقي، فقيل له في ذلك فقال: متى يعود آخر مثل هذا يكتب مثل هذه الختمة؛ وزمكها (4) صندل المذهب، وهي وقف في جامع الحاكم. وكتب السبعة أقلام طبقة، وخدم بديوان الإنشاء بالقاهرة، ومن نظمه في تفضيل الحشيش:
وخضراء لا الحمراء تفعل فعلها
…
لها وثبات في الحشا وثبات
تؤجج ناراً في الحشا وهي جنة
…
وتبدي مرير الطعم وهي نبات وقال أيضاً:
جهد المغفل في الزمان مضيع
…
وإن ارتضى أستاذه وزمانه
(1) الوافي 3: 150 والزركشي: 283 والبدر السافر: 108 والدرر الكامنة 4: 73.
(2)
الوافي: بليقة ذهبية قلم الأشعار ثلث كبير قطع البغدادي.
(3)
زاد في الوافي: برسم الليقة لا غير.
(4)
زمك: وضع حاشية ضيقة (للثواب أو لغيره) .
كالثور في الدولاب يسعى وهو لا
…
يدري الطريق فلا يزال مكانه وكان ناصر الدين شافع قد وقف على شيء من نظمه فأثنى عليه وشكره
فلما بلغ ابن الوحيد ذلك قال:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
…
وكان ناصر الدين شافع قد عمي، فلما بلغه قوله كتب إليه أبياتاً يهجوه:
نعم نظرت ولكن لم أجد أدباً
…
يا من غدا واحداً في قلة الأدب
عيرتني بعمى أصبحت تذكره (1)
…
والعيب في الرأس دون العيب في الذنب وكان الواقع " عظيماً "(2) بينه وبين محيي الدين ابن البغدادي، و " ابن البغدادي "(3) عمل له ذلك المنشور الذي أقطعه فيه قائم الهرمل وابن عروة وأبو عروق وما أشبه هذه الأماكن.
ورأيت كتاب " خواص الحيوان " وفيه مكتوب ذكر الضبع: من خواص شعرها أنه من تحمل بشيء منه حدث له البغاء، وقد كتب ابن البغدادي على الهامش: أخبرني الثقة شريف الدين ابن الوحيد الكاتب أنه جرب ذلك فصح معه، أو كما قال.
(1) الوافي: جازيت مدحي وتقريظي بمييرة.
(2)
زيادة عن الوافي.
(3)
وابن عروة: لم ترد في الوافي.